الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الذي ملأ المخازن فأشبع مصر والعالم بما فاض من فمه المبارك وتعاليمه النقية

فَيَكُونُ الطَّعَامُ ذَخِيرَةً لِلأَرْضِ لِسَبْعِ سِنِي الْجُوعِ الَّتِي تَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَلاَ تَنْقَرِضُ الأَرْضُ بِالْجُوعِ». تك ٤١: ٣٦

منذ فترة و تلح فكرة فى ذهنى عن البابا شنودة ووجه الشبه بينه وبين يوسف الصديق العفيف فوجدت عدة أمور أردت أن أشارك معكم يا أحباء لمحة فقط منها و ليست جميعها بمناسبة الذكرى الحاضرة دائما معنا تذكار نياح و راحة أبونا وحبيبنا البابا شنودة .. فيوسف الذى حسده إخوته وباعوه ذكرنى بمن حسدوا البابا شنودة

لأجل النعم المعطاة له فباعوه وأسلموه حسدا ولم يدركوا أن بخيانتهم قد حماه الله من رصاصات المنتقمين

والغادرين .. يوسف الذى باعه أخوته فحفظه الله ليملأ المخازن و ليشبع ليس مصر فقط بل والعالم بتدبيره

و حكمته و بالغلال التى جمعها فصار شبعا في وقت جوع!حين شغلتني هذه المقارنة فتحت الكتاب وقرأت اصحاح ٤١ من سفر التكوين والذي يتحدث عن حلم فرعون .. السبع بقرات السمان وال٧ العجاف التي أكلت السمان

والسبع سنابل الملآنة والسبع سنابل الفارغة .. والجميل يا أحباء أن التفاسير و التأملات عن هذا الجزء

في شرح الكتب تتأمل في الأمر من زاوية مختلفة تماما عما هو عليه أصل حلم فرعون .. فالحلم يتحدث عن سنوات شبع وسنوات عجاف من الخبز الجسدى بينما التأملات تنقلنا لإتجاه آخر رائع تتحدث عن سنوات ستأتى فيها الهرطقات لتأكل التعاليم المستقيمة و نيران التعاليم الغريبة لتحرق التعاليم المقدسة .. فزاد تعلقى بوجه الشبه

إذ نحن نشعر الآن بكل كلمة بحق .. ففى هذه السنوات العجاف التى تنهش حولنا الهرطقات والتعاليم المضللة وتأكل وتحرق .. نجد الشبع و الشرح و التعليم الذى حفظه و خزنه لنا معلم الأجيال حاضرا بيننا ومرشدا لنا .. نجد

صوته لا يغيب عنا و كلماته لا ترتد فارغة .. بل ومع الأحداث الأخيرة و السقوط المروع لكنيسة روما

نجده حاضرا بمواقفه وتعاليمه بقوة .. حتي أن قرار مجمعنا وافق تاريخ آخر عظاته بالجسد ٧ مارس وكأنه امتداد لما غرس وسقى .. وكأننى سمعت حينها لم تزل كلمة الرب تنمو وتمتد .. وحين رأيت وقرأت ولازلت أتابع

بشغف شديد أصداء كنيستنا فى الخارج أشعر بفرح و فخر برغم الألم المدفون لأسباب كثيرة .. فما خزنه يوسف

لم يمنع حدوث المجاعة .. ولكن كان صدا لها و مانعا لإكتساحها.. صحيح أن السبع سنوات العجاف

لم تكن بنفس الرخاء و لا نفس الشبع … ولكنها حمت الشعب بل الشعوب المحيطة من الموت بأقل القليل الذي يسد الجوع .. أننا يا أبى مديونون لك و لتعليمك و تعبك وإحتمالك .. مديونون لك لأننا ننهل الآن من مخازنك الملآنة التى تشبع جوعنا .. اشتقنا لك يا أبى .. اشتقنا للبسمة بإطمئنان حين كنا نراك تبتسم ..اشتقنا للنوم براحة متكلين

أنك كنت من يسهر ويرعى ويصد العدوان ..اشتقنا أن نرجع أطفالا يلهون و يلعبون و لا يفكرون لأنهم مطمئنون أن هناك من يحمل الحمل عنهم .. نحتاج الآن يا أبى لصلاتك ليبارك الرب فى غلات مخازنك لتظل مصدر فيض

وشبع حتى يتحنن الله علينا و يرفع عنا وعن العالم الجوع لكلمته و الجوع لمن يفسرها بإستقامة و الجوع لمن ينطق بالحق و يشهد له.

صلي عنا يا أبى حتى نلقاك و لنرى معك من أحببناه فيك

الكنيسة القبطية
ماري ملاك صادق

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.