كتب الاستاذ الطاهر على الحجاجى
كان المدفع الذى أمامنا بالصورة من أقدم المدافع ويرجع تاريخه الى الحملة الفرنسية وكان مدون عليه بالمعدن مخطوطة بارزة مسجل عليها تاريخ تصنيعه وكان أول مكان له بالأقصر على منصة فى الجهة الجنوبية لقصر ضيافة للأمير بهلوى والأميرة فريال قبل أن يحول لمركز ثقافى ومنه الى وزارة المعارف ليكون أول مدرسة ثانوية عامة بالاقصر وتحول بعد ذلك الى مدرسة الأقصر الثانوية التجارية ( مدرسة التجارة )
وظل على حاله حتى جاءت يد الهدم التى هدمت كل ما هو جميل من قصور شامخة شاهدة على التاريخ وتمحى هوية الأقصر نعود للمدفع “مدفع رمضان بالأقصر ” كان المدفع على منصة وفوهته فى الجهة المقابلة للنيل وعند وصول الضيوف الى الأقصر يتم عمل عرض عسكرى لهم على شرف استقبالهم وتعزف لهم موسيقى الحرس السلام الملكى
وينطلق من هذا المدفع ٢١ طلقة كعرف متبع لتحية الضيوف كان له دوى يزلزل الجبال ومع مرور السنين
وانتقال مصر من الحكم الملكى الى الحكم الجمهورى تم تغير مكان المدفع ونقله الى حديقة كان يطلق عليها
حديقة عجل ابيس حيث كان يتوسطها قطعة كبيرة من الرخام الابيض مستطيلة الشكل يعلوها تمثال لعجل
يرمز للإله ابيس كان تمثالا من الحجر الجيرى تحفة فنية لا تقدر بثمن إن رايته حسبته عجلا حقيقيا
من شدة البراعة والاتقان كل هذا بالحديقة التى كانت مجاورة لنادى الشعب قديما وتحول جزء منها
ليكون مقرا لحى وسط وجزء اخر لشبكة الكهرباء
كانت حديقة جميله كما بالصورة لها أرضية عشبية جميلة يفترشها الأهالى فى الصيف مع أسرهم
كل ذلك أصبح فى طى النسيان والذكريات
تم نقل المدفع من هذا المكان على ربوة ترابية عالية مجاورة لمنزل يس وتوفيق باشا ثم نقله الى حديقة
سيدى أبو الحجاج المنتزة التى تم أيضا إغتيالها وتحويلها الى صحراء مكسوة بالرخام وضع المدفع هنا أيضا لسنوات فراه سمير فرج الذى طمست على يدية هوية الأقصر بقصورها ومتنزهاتها ومساجدها وميادينها
فتعجب وقال كيف مدفع آثرى مثل هذا موجود هنا مكانه المتحف الحربى وعلى الفور نفذ الزبانية القرار
ونقلوا المدفع اعتقد يعنى الى المتحف الحربى!!!!! المهم المدفع الذى كنت تسمع دوية على مشارف وحدود
الأقصر من اى اتجاه فما بالنا بالمقيمين فيها راح المدفع من الأقصر الى حيث لا رجعة كأشياء كثيرة حملت
وذهبت الى ادارج الرياح وفوجئنا بها فى معارض إماراتية وأخرى كويتية المهم أن المدفع اختفى
وجاء لنا بمدفع حلو كده محندق رقيق لذيذ خفيف لطيف وتم وضعه فى العوامية أمام مبنى الحماية المدنية
ومنذ ذلك الحين لم نسمع له صوتا لمدفع ولا نعرف له دويا يقال انه بيعبأ وبيضرب وشغال كويس بيسمعه
كل من كان على مقربة ٥٠ متر من جميع جهاته غير كده محدش بيسمع
هذه قصة وحكاية مدفع رمضان بالأقصر وكنا قد تداولنا روايتها من قبل ولكن للتذكرة اعدنا سردها بأسلوب قد يكون ساخر بعض الشيى ولكنه يعبر عما بداخلنا من آلم لفقد هويتنا