كانت زياراتى متكررة لإستديو الحكيم بعمارات منتصر بشارع فيصل بالجيزة لتسجيل التعليق الصوتى للإعلانات “voice over” التى كنت أقوم بإخراجها مع أشهر الأصوات الإذاعية العملاقة كإيناس جوهر وهاله حشيش وسناء منصور ومحمد شاكر وعصام سيف …. الخ فافى إخراج الإعلانات يتم تسجيل تراك الصوت اولا
ثم يتم تركيب الصوره عليها عن طريق ال play Back .. فى إحدى المرات وصلت مبكراً
لتسجيل تراك صوت لإعلان تجارى مع الاستاذ محمد شاكر وهو أيضاً مخرج مسلسل غوايش
بطوله صفاء أبو السعود.. وأثناء الإنتظار بالاستديو قابلت الاذاعى الكبير وجدي الحكيم وهو – مالك الاستديو – يقوم بعمل مونتاح لحلقات إذاعيه لشهر رمضان- ولا أنسى هذا اليوم .. يوم تعرفت على أعذب صوت
وأجمل صوت سمعته فى حياتى ينشد قائلا….. مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟ أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ أدّعُو وهَمّسُ دعائي.. بالدُموُع نَدى بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ.. ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ.. مَنْ لي سِواك؟! ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟! مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي.. سَألُت الأستاذ وجدى الحكيم عن هذا الصوت القوي والمتميز
والآخاذ الذى يهز المشاعر ويحرك الوجدان فحكى لى عنه بإستضافه بعد أن كنت أجهله ، فعشقته .
الشيخ النقشبندى صوت ملائكى كان ومازال أحد أهم ملامح شهر رمضان بإبتهالاته النابعة من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعرنا ونقول : الله عليك ياشيخ سيد .. والشيخ سيد هو سيد محمد النقشبندي
واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح والمدائح الدينية له قدرة فائقة في الابتهالات وصاحب مدرسة من مدارس دولة التلاوة المصريه فُلقِب بالصوت الخاشع والكروان.
تحل ذكري وفاته فى عيد الحب فى 14 سيد محمد فبراير 1976 فقد توفى عن عمر يناهز ال 56 عاما ً
إثر إصابته بنوبه قلبية مفاجأه فهو من مواليد 7 يناير 1920
فيوم ميلاده هو نفس يوم الاحتفال بميلاد السيد المسيح مولاى انى ببابك من أشهر الابتهالات التى شدا بها
الشيخ سيد والتى تعاون فيها مع الملحن بليغ حمدى … بدأت الحكاية في حفل خطبة ابنة الرئيس السادات
والذي كان يحرص على وجود إنشاد ديني في الحفلات التي يحضرها، وكان النقشبندي ضيفًا في الحفل، وأثناء قيامه بتحية السادات، قال السادات للإذاعى وجدي الحكيم – وكان بليغ حمدي بجواره- :
أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ وذلك وفقاً لمارواه الحكيم.
وبعد أيام حضر النقشبندي لمبنى الإذاعة برفقة الحكيم، وظل النقشبندي يردد:
«على آخر الزمن يا وجدي، يلحن لي بليغ»، معتقدًا أن بليغ سيصنع له لحنًا راقصًا ولن يتناسب مع جلال الكلمات التي ينطق بها في الأدعية والابتهالات ونجح الحكيم ف تهدئته ،واثمر التعاون بين الشيخ سيد وبليغ عن مجموعة من الابتهالات عددها 6 ابتهالات اولها وأشهرها وأعذبها مولاى انى ببابك من كلمات الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى
الشيخ سيد النقشبندى ولد في حارة الشقيقة بقرية دميرة بمحافظة الدقهلية في مصر ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة طهطا بصعيد مصر وهو فى العاشرة من عمره وهناك حفظ القرآن الكريم وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية فجد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من مدينه بخارة بأذربيجان إلى مصر للإلتحاق بالأزهر الشريف فوالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية
كان الشيخ سيد يتردد علي مولد أبو الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض…… اما كلمة نقشبندي فهى مكونة من مقطعين هما (نقش) و (بندي) ومعناها في اللغة العربية: القلب أي: نقش حب الله على القلب.
النقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية. ارتبط ابتهال مولاي إني ببابك بذكرياتنا عن شهر رمضان فصوته أيقونة رمضانية، وكانت كل التواشيح غير ملحنة قبل أن يتعاون مع بليغ حمدى ، والذى لحن له
أيضاً مجموعة من التواشيح فى ألبوم كامل ضم الابتهال الأشهر مولاى إنى ببابك.
الذى كان لحناً رائعاً رغم بساطته، من مقام البياتي، وذلك لمعرفة بليغ قدرات الشيخ سيد النقشبندي الصوتية الرهيبة، ولذلك استغلها بصورة رائعة ولحن مميز، ولجأ للشاعر عبدالفتاح مصطفى، حيث طلب منه أن يكتب له نصاً دينيًا مشحونا بالرضا والتسليم والتوكل على الله.
مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضه.. فَأنّتَ لي شغلٌ عمّا يَرى جَسدي .. مَنْ لي سِواك؟!.. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟! مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ قال الشيخ النقشبندى عن مولاى فى حديث مع الإذاعى وجدى الحكيم : لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالى تاريخ بعد رحيلى . كل سنه وكلنا طيبين..
المخرج رضا شوقي
الشيخ سيد النقشبندي والسادات والملحن بليغ حمدي الشيخ سيد النقشبندي السيدة أم كلثوم