في مشهد مأساوي ومؤسف تم إزالة عمل إبداعي عن تمثال للقديس الأنبا أنطونويس إستنادا لآيات بالعهد القديم
ومابين تبادل الشكر والتهنئة بإزالة التمثال باعتباره دعوة لعبادة التماثيل من دون الله تذكرت ما قام به القديس سمعان الخراز حين فقد احدى عينيه تنفيذا حرفيا للوصية بالعهد الجديد .. ثم هل لو كان التمثال للسيد المسيح
مثال الراعي الصالح أو الصلابوت أو مخلص العالم سيخضع لنفس الرؤية أنها تماثيل
ومن ثم أوثان وجب إزالتها . فماذا عن نحت المسيح مصلوبا على الصليب ..؟!
ثم ما الخطر المريع على الإيمان والعقيدة المسيحية واللي اساسها حقيقة الصلب والفدا
من وجود أعمال فنية بالكنائس للقديسبن والشهداء والأباء العظام كما البابا شنودة
ووفقا لما سكبه الرب في قلب فنانيه من مواهب إبداعية فريدة
فلغة الفن لغة محببة للجميع وتعد توضيحا وشرحا مقربا للنفس شأن الموسيقي
والتسابيح والأعمال الدرامية عن الرموز الدينية ..فهل هنا نعد من عبده فنان أو ممثل
ما قام بتجسيد رمز ديني حتى لو كان السيد المسيح ..
ما هو حال الذين ينحنون حتى السجود في المطانيات للأباء فأين إذن لله وحده تسجد ..
ثم هل فقد المسيحي عقله وإدراكه حتى يفقد التمييز مابين العمل الفني كرمز
وبين العبادة للحجر
هل حدث هذا من قبل ..؟!
ثم ماهو حال التماثيل في بيوتنا للعذراء مريم ،القديس مارجرجس، العائلة المقدسة والأنبا إبرام
والمزاود وغيرها
هل نعبدها في بيوتنا ونبخر لها مثلا ..! *ثم ماكل هذا الارتباك في الرؤية
فهل تم تصميم التمثال فجأة وتم تركيبه في المكان المتفق عليه عنوة ورغما عنكم
الحق وحده يحرر الأذهان ..ارفعوا ايديكم عن الوزنات الإلهية الابداعية ولا تذبحوها
بحجة الصراط المستقيم لا أجد هنا أفضل من ما كتبه الفنان الدكتور Gerges Algawly
على صفحته الشحصية والذي قام بهذا العمل الفني الرائع يكتب :
“للتوضيح هذا التمثال صنع تكريما لشخصية دينية ووطنية عظيمة كان لها تاثير كبير جدا
على الحياة الدينية والرهابنية فى مصر والعالم وقمت بتنفيذه بطلب والحاح
ومباركة من رئاسة دير الأنبا أنطونيوس ومتابعة على مدار عدة سنوات تكريما
وتمجيدا للأنبا انطونيوس الشخصية المصرية العظيمة وكان من المحزن والمفاجئ اتخاذ هذا القرار
وبطريقة تسى للانبا أنطونيوس وللكنيسة القبطية التى لا تستعدى الفن
ولها ارث عظيم من الفن القبطي والايقونات والالحان وكان يمكن اتخاذ هذا القرار
وعدم الشروع فى عمل التمثال او حتى فكه وتخزينة
وليس هدّمه بطريقة مسيئة للشخصية والكنيسة التى لا ترفض الفن بل ترعاه فنحن لا نعبد التماثيل
بل نكرم شخصيات عظيمة يجب يكررها بكل الوسائل الفنية ”
دكتور جرجس الجاولي
كلام أكثر من رائع وبصراحة محتاجين بقى الفترة دى بصيرة تمييز ما بين جوهر العبادة ومظاهر العبادة وما بين روح العبادة وبين تجسيدها بالفنون مثل التمثيل والنحت والموسيقى وغيرهم وبصراحة شيئ يحزن ما وصلنا إليه وحزين على ما حدث لتمثال جميل رمز لاب كل الركبان ابونا القديس العظيم الانبا انطونيوس