الجمعة , نوفمبر 22 2024
المخرج رضا شوقي

غمض عينيك وامشى بخفة ودلع ..

“هنا القاهرة ” جملة شهيرة قالها الفنان الشامل أحمد سالم وكانت من أولى الكلمات التى انطلقت عبر الإذاعة المصرية فى افتتاحها سنة 1934 ،وقد بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينيات القرن الماضى ، فى البدء كانت

عبارة عن إذاعات أهلية ذات طابع اعلاني ومحتوى ضعيف جداً .

بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية رسمياً في 31 مايو 1934 بالإتفاق مع شركة ماركوني، وقد مُصِّرَت في عام 1947 وألغي العقد مع ماركوني .

كان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها 4 محطات فقط . وكانت الإذاعة المصرية أول إذاعة فى المنطقة العربية تلاها راديو بغداد أو إذاعة بغداد وهو ثاني محطة اذاعية سُمِع صوتها في الوطن العربي بعد إذاعة القاهرة عام 1936.

القارئ الشيخ محمد رفعت هو صاحب التلاوة الأولى في «الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية» ..والمذيع محمد فتحى الذي عرف بلقب كروان الاذاعة ، وفهمى عمر ، وحافظ عبد الوهاب مكتشف عبد الحليم حافظ الذي سمح له بإتخاذ اسم حافظ كأسم فنى بدلا من أسم شبانه كانوا من اوائل المذيعين بها .

السينما المصرية

أما شغفى وحبى وعلاقتى بالاذاعه فقد بدء مبكراً مع البرامج الصباحية الرشيقة قبل الذهاب الى المدرسة وكنت –

ومازلت – مبهوراً بها جداً ، اتذكر منها برنامج بصبح عليك وطريق السلامة وكلمتين وبس وأبله فضيلة

وعيله مرزوق أفندى وأخبار خفيفة وفى ساعة العصرية المسلسل الاذاعى بعد نشرة أخبار ال5 وبرنامج تسالى

“غمض عينيك وامشى بخفة ودلع ” لإيناس جوهر ومحي محمود ثم الاستماع الى إذاعه أم كلثوم مع كوباية شاى وسيجارتين على راى محمد الموجى فى أغنيته الشهيرة التى لحنها وغناها فى جزيرة الشاى بحديقة حيوان الجيزة،

وكانت تذيع أغانى فقط على الموجة المتوسطة من الساعه 5 مساءً وحتى العاشرة تبدأ ارسالها بأغنية لأم كلثوم

وتنتهى بأغنية لها أيضا وما بينهما أغانى عبد الوهاب – فريد – عبد الحليم – شادية – فايزة – ووردة .. الخ

داعبتنى هذه الذكريات عندما تلقيت اتصال من الاذاعى محمد الناصر للمشاركة بمداخلة تليفونية بإذاعة البرنامج الثانى فى حلقة رائعه ومتميزة حول واحد من عمالقه الموسيقي وهو الشيخ زكريا أحمد فى ذكرى وفاته ال 63

فى 14 نوفمبر من العام الحالى – وقد كنت كتبت مقاله عنه وعن تجاهل الاعلام المصرى لذكراه فيما عدا إذاعة الاغانى واذاعة البرنامج الثانى لذكرى هذا الفنان العظيم إلا إن البرنامج الثقافى احتفل به احتفالا يليق بمقامة

وقامته الرفيعة وهذا ليس غريباً على الاذاعة المصرية العملاقة .. والبرنامج الثقافي قناة إذاعية مصرية بدأت

إرسالها من القاهرة في 5 مايو 1957 باسم « البرنامج الثاني» لتكون قناة تعنى بالشأن الثقافي، ويرجع الفضل في تأسيسها إلى الاعلامى الكبير الاستاذ سعد لبيب.

تميزت إذاعة البرنامج الثانى بتناول مختلف جوانب الحياة الثقافية والأدبية، قدمت ما يزيد على 900 عمل من كلاسيكيات المسرح العربي والعالمي والأعمال الدرامية المبنية على أعمال أدبية عالمية وعربية، قام بإخراجها والتمثيل فيها كبار المسرحيين والممثلين، وتمثيليات إذاعية متميزه جدا مازالت موجوده فى أرشيف الاذاعة

وتذاع حتى الان .

ضمت مجموعة كبيرة من المخرجين العظام المثقفين الذي أنتجوا أعمالا خالدة منهم الفنان محمود مرسي- الأديب بهاء طاهر – الفنان محمد توفيق – هلال أبو عامر – إبراهيم الدسوقى – الشريف خاطر – عصام العراقي – أحمد سليم – رضا الجابرى – رجب الحلواني .

البرنامج الثاني له الفضل في تأسيس الإعلام العلمي في العلوم الطبيعية والإنسانية على مستوى كل قنوات الإذاعة وإنها تسعى لإجتذاب أكبر عدد من المستمعين ، كما أن الأعمال الدرامية التي تقدمها والمسائل الفكرية والثقافية

التي تعرضها تنتمي إلى التراث البشري كله وليست تخص الغرب وحده .

الاذاعة المصرية
الراديو المصري

لا يزال محبو هذه الإذاعة ” أنا واحد منهم “يشيرون إليها باسمها القديم «البرنامج الثاني» والذي يراه كثيرون اسما مميزا يخالف السائد من تسمية القنوات والمحطات المختلفة، وهو الاسم الذي وضع حينذاك على غرار «البرنامج الثالث» في إذاعة بي بي سي البريطانية… من حبى وعشقى للإذاعة التحقت بكلية الإعلام قسم راديو

وكان مشروع تخرجى باذاعة الشباب والرياضة مع الاذاعية امانى قنديل .. ولكن الصدفة غيرت مسار حياتى وعملت مخرجاً تليفزيونياً واستمر عشق الاذاعة فى قلبى والرداريو على الكومودينو بجوار سريري .

المخرج رضا شوقي

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.