أغلب الحروب الوقت اللي جاي هتكون زي الوقت اللي احنا بنمر بيه.
حكاية طيارة ودبابة وصاروخ هاتاخد خطوة لورا، وهيكون فيه أشكال مختلفة من الحروب، وهي بدأت بالفعل! يمكن المعركة تبتدي بشوية إشاعات على مواقع التواصل، ودايما الإشاعة فيها جزء من الحقيقة وجزء من الضلال، جزء من فيديو أو زاوية معينة من صورة
أو جزء من حوار، ويتحط عليهم شوية بهارات و توابل، وأرفع على النت!
وبعد ما الإشاعة تنتشر، تبتدي شوية خطوات على الأرض. وبعدين مش لازم المعركة دايمًا تبقى على أرضك
ممكن المعركة تتم خارج حدودك أصلاً ! فتلاقي مثلا حد شغال على تحجيم كمية المياه اللي بتوصلك عن طريق
المشاركة في تمويل سد بيتبني هناك، أو حد تاني بيقفلك ممر بيدخل منه السفن اللي في الأخر بتمر من قناة السويس عندك، أو حد عامل شغل على العاملين بالخارج وبيشتري منهم العملة الصعبة من بره بره عشان
ماتدخلش البلد، أو حد تاني بيعاقبك بحجب حاجه انت عاوزها، زي تمويل أو قرض أو حتى قطع غيار
مثلا لمعدات أو أسلحة، عشان انت مش مطاوعه للأخر، أو حد تاني يقوم حادف عليك صاروخ على حدودك
ويطلع يجري.
وفيه معارك بيتّجهز ليها من سنينن والشغل فيها على الهادي وبالراحة، لكن تأثيرتها عميقة، زي الشغل على الثقافة والقَيم والمبادىء والأدبيات السلوكية والأفكار والتوجهات الجنسية ، والكلام ده بيتعمل بكذا طريقة
من أول أفلام الكارتون اللي سايبين عيالنا بيتفرجوا عليها، وهي مليانه بلاوي! أو حتى أفلام الكبار اللي موجوده على المنصات المختلفة وجواها رسائل مباشرة وغير مباشرة. وفيه طريقة تانيه خبيثة
( على أساس إن كل اللي فات ده مش خبيث) وهي نشر أخبار تشّوه صورة شخصية عامة أو قَامْه أو قُدوْه أو الناس مقتنعه بيه أو بتحبه.
والأخبث والأخطر من ده كله لما بعض أو جزء من الأمور ديه يتم من خلال ناس من جوه البلد! وده طبعا بيحصل بصور كتير جدا، عاوز بس اشاور على نوعية منهم واللي موجودة على مواقع التواصل.
الناس ديه ليها كذا شكل، فيه منهم اللي ده بقى شغله اللي بيقبض منه، وده تلاقيه واضح أوي لو دخلت صفحته
أو البروفايل بتاعه واتفرجت على البوستات بتاعته، كلام سلبي وهدّام ومُحبِط ، ويديك صوره عن نفسك إنك إنهزامي ضعيف خانع، وإن المسئولين كلهم فاشلين خاينين وبايعين وقابضين مُقدم كمان!
من الأخر كده بيوصلك بيوصلك رساله فحواها : مفيش أمل، إنفد بجلدك! وأتفرج كمان على تعليقاته
وردوده على أي حد بيحاول يقول حاجه غير اللي مكتوبه معاه في أجندته، شوف طريقة السخرية والتسفيه والتحفيل على أي مُتجرأ يجرؤ يقول حاجة في الإتجاه المُعاكس.
فيه كمان نوعية تانية موجودة على مواقع التواصل، ديه ولا بتقبض ولا ده شغلها، لكن تعبانه ومضغوطة من الظروف والأسعار
ومتغاظة وغضبانة من البلد و يمكن يكون عندها خبرة سلبية في موقف حصل معاها فيه ظلم أو خسارة .
ده بيكون الصيده السهله للنوع الأولاني، وغالبًا هاتلاقيه راشق ومتابع ومؤيد ليه، بل وناقل وناشر لبوستاته وتعليقاته وفي ردوده برضه تلاقيه متعصّب ومتنرفز ورافض لأي رأي مُخالف أو أي بارقة أمل.
فيه نوع تالت، وده برضه خطير، شبه شوية النوع التاني، في إنه مش بيقبض من ورا بوستاته ومشاركاته، وده بينزّل تحليلاته وتوقعاته وتصوراته ونظرياته، واللي غصب عنه بتكون اتأثرت من النوعين الأولانيين، فتلاقي كلامه هو كمان أغلبه سلبي ويميل للسواد والإنهزامية وضَعف أو بُعد الأمل.
أكيد طبعا الواحد مش بيعرف كل الناس اللي على مواقع التواصل المختلفه، لكن ببساطة لو دخلت البروفايل بتاع الشخص الأخير ده ممكن تعرف هو بيشتغل ايه أو خبراته وتعليمه وشهادته وسابق خبراته العلمية والعملية والمراكز التي تقلدّها والمناصب التي خدم فيها.
وطبعًا، من حقنا كلنا نحلل ونتصور ونتوقع ونعمل اللي عاوزينه على صفحاتنا الشخصية، لأنها أدبيًا، هي خاصة بكل حد فينا ومساحة للتعبير والتنفيس .
لكن برضه غالبا الشخص ده لأنه مش وزير مثلا أو مُحافظ أو عضو مجلس شعب أو حتى رئيس مدينة أو مركز أو حي، ولا شغال في جهة سيادية أو مركز كبير في الدولة.
وعلى الرغم من ده ( ونتيجة تأثره بالنوعين الأولانيين، إلى جانب أزماته الشخصيه) بيقول كلام كبير
وكبير أوي كمان مصحوب بأرقام وتوقعات ، بل وبالأرقام والتواريخ والأشخاص و الأماكن الخاصة
بمراحل تطور مشكلة أو أزمة من الأزمات! وهو بدون ما يدرى، مع النوعية التانية، بيساعدوا النوعية الأولى
في تنفيذ اجندتها، اللي هي تركيع وخراب وفشل البلد.
في النهاية عاوز اقول: مصر كبيرة، وكبيرة اوي كمان! مصر مساحتها تقريبا مليون كيلو متر مربع ، مصر 27 محافظة، اكتر من 4700 قرية، يتبعهم اكتر من 26000 كفر ونجع وعزبة، مصر اكتر من 100 مليون مصري، منهم اكتر من 10 مليون في اغلب دول العالم، مصر النيل اللي طوله جوه مصر بس 1500 كيلو متر، مصر ليها ساحل على بحرين كبار، مصر ليها طلّه على 3 قارات، مصر فيها قناة السويس، مصر فيها جيش متصنف رقم 14 على مستوى العالم، مصر فيها جهاز مخابرات من قوته متصنف الخامس على مستوى العالم،.
مصر فيها رجاله وستات وقفوا قدام مش عدو واحد ولا إحتلال، وقفوا قدام عدوان ثلاثي، مصر عدت بأزمات ومشاكل وحروب كتيرة، ولسه مكمله.
مصر فيها كفاءات وتخصصات نفعت البلد والعالم كله، مصر فيها مُحبين ومُخلصين وشجعان وأبطال وفي كل المجالات، عندهم إستعداد يعملوا اللي محدش يتخيله عشانها. وكلام كتير يملا صفحات عن مصر.
عاوز بس اقول للأولاني: ماتحاولش! وعاوز أقول للتاني والتالت: خلوا بالكم، إنها الحرب!