الجمعة , ديسمبر 27 2024
الكنيسة القبطية
القمص ثاؤفيلس المحرقي

القمص ثاؤفيلوس المحرقي .

وكيل صبحي

عشت فترة دراستي بجامعة اسيوط مع قدس ابونا والصورة اللي كان تعبان ونايم فيها أنا اذكرها الي الأن بكل تفاصيلها وكما القربان السخن اللي كان دائما يدخل المحبس ويجي به لنا ويصر علي أكلة امامة حتي في احد

المرات تقابلت معة وكان راجع أبو تيج من بلدة المنشاه في القطار العادي ونادم علي واعطاني قطعة قربانة سخنة

واكلتها امام اعينه .

كان ونعم الاب الذي يرعي ويخاف علي أولاده .

كان كل ما راني قال لي ان من جوج هي بلد الأنبا بسادة الشهيد وله ارض وبير عندكم .

في احدي المرات ذهبت له ابوتيج المطرانية لم اجده فذهبت الي أبو مقار فكان هناك

ولما راني قال لي ليه جاي بليل ما تخافش هتنجح وتجيب جيد كان كل مرة نذهبوا اليه مجموعة

لا بد من ان يعزمنا علي شاي ولما كان تعبان في احدي المستشفيات بأسيوط ذهبنا له للاطمئنان علية

فدخل معنا احد الاشخاص وبمجرد دخولنا الغرفة ورغم مرض ابونا بص للأخ اللي دخل معانا وقالة

” ايو حطيتها في التابلون بتاع العربية عشان ما قولك كسرها طيب روح هاتها ” وسط استغراب الحاضرين وابتسم الرجل

وقالة حاضر يا ابونا وذهب ورجع يحمل معة علبة السجائر قاله أيو ياخويا يلا كسرها وارميها من الشباك .

والكثير من المواقف التي حضرناها مع قدسة ابونا في احد المرات طلبت من الأنبا إبراهم مطران القدس

أن يقص لنا عن اخية فقال ” يكفي ان اقولكم انه هو من علمني طريق الرهبنة ومحبة الله :

ولد أبينا القمص ثاوفيلس في مركز المنشاة سوهاج 1927 م من أسرة مسيحية تقية

وأسمياه والداه كامل سدراك وهو الاخ الأكبر للمتنيح مثلث الرحمات الأنبا ابراهام مطران القدس السابق

وتعلم الالحان والمردات من صغرة فكان محبوبآ من الجميع

رسم راهبأ باسم الراهب ثاؤفيلس المحرقي فى الخامس من يناير سنه 1959م بدير المحرق العامر

بتكليف من قداسة البابا كيرلس السادس سافر الي القدس .

كان يخدم بنفس الروح التي اعتاد عليها إلي أن أضطر للعودة إلي مصر بسبب حرب 1967

كانت ظروف العودة في غايه السوء من جميع الجوانب ..حرب دائرة وأجواء صعبه بعد نكسة 67 م

وأبونا ثاؤفيلس ليس معه غير حقيبته الصغيرة والفراجيه تخلو من أى نقود

رحل أبونا ثاوفيلس من القدس إلي نهر الاردن وهناك وجد شابآ امامه يقول له ( اشيل لك الشنطة يا أبونا )

فسمح له حتي يستطيع عبور النهر !! كيف وصل الى الجهة الاخرى من النهر !!ف قط الشاب وضع الشنطة بجوارة علي الضفه الأخري من النهر وعندما التفت ابونا ليقول له

ربنا يعوضك يابني لم يجد أبونا اى شخص وفي الأردن ذهب أبونا الى المطار ليسأل عن الحجز الى مصر.

وليس معه اى فلوس..فقال له موظف الحجز ( أن شابآ حضر منذ قليل وقام بالحجز لك وقال أنك ستاتي لتأخذ التذكرة) أخذ ابونا التذكرة وركب الطائرة ولظروف ما ولمشاكل فى الطيران هبطت الطائرة فى لبنان

فى لبنان توجه ابونا إلى أحد الفنادق فكانت المفاجأة الثالثه..قال له موظف الحجز بالفندق

أن شابآ قد جاء وحجز غرفه لاحد الكهنة وقال أنك ستأتي بعد قليل !!!

صعد أبونا ومكث فترة بالغرفة لكنه أحس بالجوع…فقال فى نفسه( انزل المطعم يمكن الاقي حد سايب لى أكل )

قالها بكل بساطة وتسليم ..وعندما نزل إلى المطعم تقدم إليه الجرسون ليقول تحب تأكل ايه يا أبونا.

( الشاب اللي هناك جالس دفع فلوس وقال انزلك الاكل ) فرفع أبونا عينه الي المكان الذى يشير اليه الجرسون

فلم يجد أحدا.

والجرسون يؤكد أن هناك شابا كان يجلس في نفس هذا المكان من لحظات فقال له ابونا ( نزل يا أبني أكل علي قد الفلوس اللي دفعهالك)

وهكذا كانت رحلة عودته من القدس مليئة بكثير من بركات ومعونة الرب له

عاد أبونا ثاؤفيلس المحرقي من القدس ليذهب بالطبع قبل عودته الي الدير المحرق لمقابلة قداسه

البابا كيرلس السادس وليخبره بعودته وكيف كانت معونه الرب له في كل حين..ما حدث في هذا اللقاء لا يعرفه أحد ولكن بلا أدني شك فأن البابا كيرلس السادس كان يعرف الشاب الذى كان مرافقأ لأبونا ثاؤفيلس المحرقي

أثناء وخلال عودته من القدس …هل كان القديس مارجرجس الذى من قبل أرسله الرب ليحرس أجران القمح

أم كان القديس مارمينا العجايبي الذى بصلوات البابا كيرلس أرسله الرب لمعونته فى رحله عودته من القدس .

بعد عودته الي الدير عاد ليخدم بكل الأمانة وكان يشرف علي عدة أعمال بالدير والأراضي التابعة له

وكان يهتم اهتمامأ فائقآ بطقسة الرهبانى .

وبعد حوالى سنه من عودته من القدس تمت ترقيته قمصآ وأوكلت إليه خدمه القرى المحيطه بالدير

بعد نياحة أسقف ابوتيج كان يشرف على هذه الايبارشية نيافة الأنبا ويصا أسقف البلينا

ونظرا لقلة عدد الكهنة فى ذلك الوقت فقد طلب نيافته من المتنيح مثلث الرحمات الانبا ساويرس أسقف دير المحرق السابق .

احد رهبان الدير للخدمة فى مدينة ابوتيج فى مدة اسبوع الالام وعيد القيامة .

فقام نيافته بانتداب ابونا القمص ثاؤفيلس المحرقي للخدمة هناك ثم رجع إلى الدير

وبعد رسامة الأنبا اندراوس أسقف ابوتيج ( أطال الرب حياته )

طلب نيافته أن يستمر ابونا ثاؤفيلس فى خدمة دير الأنبا مقار الاثرى بمدينة ابو تيح .

فى صباح يوم الاربعاء 28 يناير 2004 انطلقت روحه الطاهرة من قيود هذا الجسد

لتبدأ حياته فى الابدية حاملة معها أعمال عظيمة لرجل بار وهب حياته لمخلصه ولكنيسته

فاستحق الأكليل السماوى المعد لأبناء الله .

وبعد فترة وأثناء احتفال الدير بعيد نياحة القمص ميخائيل البحيرى تم فتح الطافوس والصندوق

فوجد الآباء جسد ابونا ثاؤفيلس المحرقى.

كما هو لم يطرا عليه اى تغيير بل وتنبعث منه رائحة عطرة جميلة ويذهب أبونا الانبا انطونيوس مطران القدس الحالي سنويا الي دير المحرق في عيد نياحة ابية الروحي بركه صلواته وشفاعته فلتشملنا جميعا .

شاهد أيضاً

الحب وطن

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي الحب هو امتداد طبيعي لكل ابداعات حياة ابداعات وطن والحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.