نميمة شعبية بالطابع المصرى .

  بقلم / سالى مجدى دورت كتير على أسم لسلسله المقالات اللى ناويه من خلالها نغوص فى الشخصيه المصريةالبسيطة أصلها مش الصوره اللى بتتحرك أمامنا الان . يعنى زى ما بيقولوا كدا هنشرح الشخصية دى نعرف أصلها و فصلها أدق تفاصيلها واللى مميزها على مر العصور صراحه من غير تطويل عليكوا ما لقتش غير النميمه و خصتها بالطابع المصرى لان النميمة بتاعتنا كمصرين مختلفة عن كل النمايم التانيه بنجيب فى السيره الناس او الشخص اللى وقعت عليه الكلام فى قاعده حلوه من كل النواحى وكل التفاصيل من أول أمه او أبوه كمان عياله لغايه هو دلوقتى وصل لايه . وهو دا اللى نويه ببساطه أعمله من تعريف الشخصيه وخالصه من طابعها التراثى الشعبى كل ما يجهله الابناء عن الاجداد .من تقاليد وعادات اللى بداءت فى الاختفاء بسبب التكبر و النظره للجانب الغربى و يرجع الفضل لذلك الى دنيا التكنولوجى اللى سيطرت علينا , ولكن دورنا كجيل جديد نعمر و نجدد الثقافة اللى أختفت و نبحث و نكمل الجسر الذى بناه أجدادنا الفراعنه من توصيل الحضارات على مر العصور . نميمتنا النهارده بمناسبه الشهر الكريم كل سنه وكل الناس فى كل مكان بخير وصحه و سعاده دا الواجب بتاع المصريين فى أول القاعده فى النميمه بنحيى بعض و سلامات و طيبات و تقديم الاحترام للكبير قبل الصغير . ليه بقى رمضان مختلف فى مصر عن كل دول العالم ؟ سؤال بيتكرر كتير حتى أهل البلد معظمهم مش عارفين يجوبوا عليه أسأل اى حد هيقولك دا شهر الخير مع ابتسامه تملئ الوجه ياعم كل سنه وانت طيب . هنقول الزينه اللى بتجمل الشوارع والانوار اللى مش بنشوفها غير فى الافراح اللى كبيرها بتكون يوم او اثنين ولا فانوس رمضان الكبير اللى مليان ألوان مبدعه زاهيه ” مش فوانيس الصين اللى ملهاش روح ” ولا موائد الرحمن ولا روح التسامح اللى بتطغى علينا بس بعد الفطار طبعا من المعروف ان كل شئ وليه قلب و قلب رمضان فانوسه السحرى وهو دا صاحب الليله أصلك ايه يافانوس ؟ و ظهرت فى اى دوله ؟ و مين اللى نجمك كدا عندنا ؟ نعرف الاول يعنى ايه الفانوس ؟”النمام “؟ سمى بهذا الاسم لانه يظهر صاحبه فى الظلام هنحكى الحكايه من البدايه يقال ان سكان مصر كانوا فى أستقبال المعز لدين الله الفاطمى عند رجوعه من الغرب و كان ذلك ليلا الموافق 5 من رمضان عام 358 ه و عند دخوله مصر ووجد تلك الفوانيس التى تنير الشوارع بنورها الزاهى قرر ان يجعلها عاده عند المصريين ان يقوموا بتنوير الشوارع طوال شهر رمضان . و يحكى أيضا أن الحاكم بأمر لله “فى العصر الفاطمى ” كان يمنع نزول السيدات فى الشارع ليلا إلا وكان معهم ولد صغير يحمل فانوسا ليضئ الشارع لهم و يعرف الرجال بوجود سيده تمشى حتى يغضوا البصر . وغيرها من الحكاوى و لكن منها يتضح أن المصريين هم أول من أستخدموا الفانوس و خاصه فى العصر الفاطمى وأصبح من حينها الفانوس مرتبط بشهر رمضان والذى كان فى البدايه يستخدم كأداه للأنارة فقط ولكن مع دخول شهر الفرحه والسعاده بدأء المصريين فى الابداع فى الكتله النحاسيه التى بداخلها شمعه للاضاءه فقط , فبداء الامر بأمتزاج الالوان الزاهيه التى تعطى ليك فرحه بمجرد النظر إليها ,ثم تغير أشكال الفانوس من جيل لجيل ليكون معبر عنه . وتظل فرحه الاطفال بالشهر الكريم مرتبطه بالفانوس السحرى الذى يتوغل الروح بالوانه الجذابه و شكله البسيط و تعتبر من أشهر أبداعت المصريين فى التزين الشوارع والازقه بتعليق الزينة الرمضانية الملونة و الفانوس الكبير فى وسط الشارع و دا ظاهر أكثر فى الاماكن الشعبيه التى تمثل روح المصرى الاصيل مثل الحسين والغوريه و باب الخلق وغيرها من الاماكن , اما فى الاماكن الراقيه تلازمهم ايضا هذه العاده فيقوموا بتعليق الفانوس الكبير أمام بيوتهم او فى الشرفات . فعند النظر على شوارع مصر فتجدها مضيئه طوال الوقت فى هذا الشهر . نور الفانوس ليس معتمد على شمعه او لمضه ولكنه روح الايمان التى ينعم علينا رب العالمين لما يدخلوه علينا من أحساس بالبهجه والسرور . و تعتبر من أشهر الاماكن التى يتم فيها صناعه الفوانيس فى القاهرة منطقه تحت الربع والغوريه و منطقه بركه الفيل السيده زينب و غيرها .و لكن مع الاسف بداءت تلك الورش فى الاختفاء و المهارات اليدويه ايضا لان الفوانيس المصريه لها طابعها الروحى الذى كان معظمه يتم بالصناعة اليدوية المصرية ويرجع ذلك الى الفوانيس الصينية.بالرغم من وجودها فى مصر بكثره الا ان المصرى يدور على أصله واللى يشبهه و يرجع يشترى فانوسه السحرى اللى بيحقق له أحلامه الصغيره فى رجوعه للماضى و العيش فيه لمدة 30 يوم بس . و دى كانت حكايتنا مع الفانوس السحرى و استنونى و نميمة و عادة جديدة من عادات المصريين