د./ صفوت روبيل بسطا
ردا علي أحد الأخوة الأفاضل من أبناء الكنيسة الذي يصر علي أن إيليا النبي لم يصعد إلي السماء !! وأنه صعد فقط إلي سماء الطيور ونزل إلي الأرض مرة أخري ومات !! وأنه ولا أخنوخ النبي أحياء !!؟ بل ماتا ولا أحد يعرف مكانهما كما لا يعرف اليهود مكان موسي النبي !!؟ مستشهدا ببعض الأيات من الكتاب المقدس فقط لإثبات فكره من غير تدقيق ومن غير ربط الأيات لبعضها البعض !؟
أولا : استشهد بما جاء في سفر يشوع بن سيراخ 4813 وَتَوَارَى إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ؛ فَامْتَلأَ أَلِيشَاعُ مِنْ رُوحِهِ، وَفِي أَيَّامِهِ لَمْ يَتَزَعْزَعْ مَخَافَةً مِنْ ذِي سُلْطَانٍ، وَلَمْ يَسْتَوْلِ عَلَيْهِ أَحَدٌ.14 لَمْ يَغْلِبْهُ كَلاَمٌ، وَفِي رُقَادِ الْمَوْتِ، جَسَدُهُ تَنَبَّأَ.15 صَنَعَ فِي حَيَاتِهِ الآيَاتِ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ الأَعْمَالَ الْعَجِيبَةَ.يشوع إبن سيراخ هنا لا يتكلم عن موت إيليا النبييشوع إبن سيراخ هنا لا يتكلم عن موت إيليا النبي بل عن موت أليشع النبي ( في رقاد الموت … جسده تنبأ) … فعظام أليشع النبي أقامت ميت . راجع (٢مل ١٣ – ٢٠، ٢١)
ثانيا : إيليا وأخنوخ قيل عنهما : هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض.
ومازالا يعيشان في السماء . نعم نؤمن بكل حرف جاء في الكتاب المقدس والذي قال : وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” (عب9: 27) فلابد إنهما سيموتا.
وهذا من خطة الله تبارك أسمه القدوس أن يعيشا حتي مجيئ الوحش والنبي الكذاب قبل المجيئ الثاني لرب المجد.
وفائدتهما أنهما من أعظم شخصيات الأنبياء، أحدهما قبل الطوفان وهو أخنوخ، والآخر بعد الطوفان وهو إيليا. والرب وعد أنه سوف يرسل إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف.
فالله يحفظهما عنده لكي يشهدا للمسيح الحقيقي أمام الوحش.
وقد قيل ذلك في سفر الرؤيا “سأعطى لشاهديَّ فيتنبآن ألفًا ومئتين وستون يومًا لابسين مسوحًا” (رؤ11: 3)
ولأن كل إنسان يجب أن يموت فسوف يقوم الوحش بقتلهما ( بعد تأدية رسالتهما ) ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربًا ويغلبهما ويقتلهما” (رؤ11: 6، 7) إذًا هما أحياء ولم ينتقلا كموسى النبي الذي مات ورقد ودفن.
هؤلاء أحياء لأنه قال “يقتلهما”.ثالثا : من الثوابت في إيماننا المسيحي أن ( إيليا وأخنوخ ) لم يموتا بل تم نقلهم إلي السماء ( إحدي السموات ) ، ولم نسمع في تاريخ كنيستنا وعلي مدي الأجيال هذا الكلام الغريب علينا أنهما ماتا كما يقول البعض !!؟
بالنسبة للشاهدين من ضمن الشبهات التي ذكرها أيضا أن الله لا يقبل بشهادة إنسان ، وإستشهد بالأية
( وأنا لا أقبل شهادة من إنسان ) ولإثبات فكرته لم يكمل الأية ولا المناسبة التي قيلت فيها ( وأنا لا أقبل شهادة من إنسان .. ولكني … أقول هذا لتخلصوا أنتم ) ( يو5-34) , أي يوجد سبب لماذا قيلت هكذا .
ويذكر أيضا أن الشاهدين المذكور عنهما في سفر الرؤيا 12 يقول عنهم أنهما ليسا إيليا وأخنوخ بل هما العهدين القديم والجديد!؟ ولا يقتنع بما جاء في سفر الرؤيا 11 : 3-8) والذي يذكر فيه يوحنا الرائي والوحي الألهي ما سوف يحدث مع النبيين العظيمين إيليا وأخنوخ في نهاية الأيام .
وهنا نضع أيات من العهدين تثبت أن الله يقبل بشهادة الأنسان من العهد القديم : “أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ.
قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.” (إش 43: 10). ومن العهد الجديد : “أَنْتُمْ شُهُودٌ، وَاللهُ، كَيْفَ بِطَهَارَةٍ وَبِبِرّ وَبِلاَ لَوْمٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ.” (1 تس 2: 10).
إذا : الوحي الألهي يقبل شهادة الأنسان .
العظيم بولس الرسول وصعوده إلي السماء أيضا بولس الرسول أختطف إلي السماء بالروح أو بالجسد ولا بكلاهما هو نفسه لا يعرف ، بل الله وحده يعلم كما قال في كورنثوس الثانية 12 .
وذكر أنه أختطف إلي السماء الثالثة وهي ( الفردوس ) لأن السماء الأولي هي سماء الطيور أما السماء الثانية فهي سماء الكواكب .
أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ.(2كو 12-2) نعم العظيم بولس الرسول أختطف إلي السماء وعاد لحكمة وخطة إلاهية ليشوقنا إلي السماء ونسمع منه : «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».” (1 كو 2: 9).
ثم إستشهد 5 أبيب ( عيد الرسل) أما النبيان العظيمان إيليا وأخنوخ أخذهما الله إلي السماء لحكمة وخطة إلاهية لا نعلم عنها غير اليسير ومازلا أحياء في السماء .( ليس سماء الطيور ) !؟ كما يقول !! ولكن هما موجودان أحياء في إحدي السموات ، ولا يعلم مكانهما إلا الله وحده تبارك أسمه القدوس.
معلم الأجيال البابا شنودة كان يقول دائما في عظاته :: لأ تأخذوا بنصف الحقائق ، أي لا نأخذ أية ونبني عليها فكرتنا وإعتقادنا ، توجد أيات أخري تكمل أي فكرة . والكتاب المقدس وحدة متكاملة ، ولا يصح أن نفعل مثل الأخرين ونقول : أهه توجد أية تقول كذا ! …… مثل ما يصرون أن المسيح ماهو إلا رسول من الله لأنه قال ( الذي أرسلني) في هذه الأية : (يو 12: 44): فنادى يسوع وقال: الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني.
كتابنا المقدس بحر واسع وليس له نهاية ، وكل من يريد البحث فيه يجب أن يكون دارس جيد للكتاب المقدس وعلي دراية بكل ما فيه حتي لا نسبب عثرة للبسطاء في الإيمان .و… ويل لمن تأتي بواستطه العثرات .
وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ!” (مت 18: 7).