المطران مجاش ولا محاميه الخاص جه، ولا حتى الاسم اللي طرحته الصفحة الأصولية اللي تبع المطران جه.
اللي حضر في جانب المطران شخص اسمه مصطفى السوهاجي جاي بتفويض من تامر الجندي اللي معموله توكيل خاص من المطران.. وسلّم المحكمة مخاطبة مكتوبة ومختومة بخاتم مطرانية المنوفية.
تسالني المخاطبة دي فيها إيه واللفلفة دي ليه.. أقولك إن المطران بيقول قدام قيادته الدينية (البابا )
نفس خطابه التضليلي اللي بتبثه الصفحة التابعة للمطران، أو قناة ميسات المسيحية
اللي بيديرها صديقه الأنبا أرميا، واللي طاقم عملها كهنة وعيال كهنة وقرايب كهنة
ولا فيها أي مهنيّة أو كفاءة، من حيث كون المطران مالوش علاقة وإن حبايبه في أجهزة الدولة
(عندنا كلام منه بيقول الأمن مرة، ووزارة العدل مرة) هما اللي حبسو الشاب خادم الكنيسة مجاملة ليه
(حرفيا قال ع الهوا: المسؤولين بيقدرونا، كتّر خيرهم، فوزارة العدل، أمرت النيابة بالقبض عليه)
كدا بدون ما يكون له دور كمبلغ ومشتكي ومحامي وإتنين وتوكيلات باسمه الرهباني والعلماني
يعني بيتهم -فعليا بيرشد- عن أجهزة الدولة إنها بتقوم بحبس خصومه خارج أطار القانون
أو إنهم -باعتبارهم القانون- بيستخدموا مناصبهم كأداة شريرة للعقاب.
أنا أظن إن المخاطبة تحوي ما نسميه في القانون الكنسي “وشاية”
وده يا جماعة حصل من المطران العاصي ده قبل كدا، وكذا مرة
( ومن أيام البابا شنودة زي ما عرضت في موضوع بطرس حنا )
لكن بدون ما رؤساء المطران يعرفوا ده (في حالة بطرس مثلا، تواصل بطرس مع البابا
واسقف عام ثقافي جنرال دين بعدها قال لبطرس “ابقى خلي البابا ينفعك”، وفعلا بطرس بيقول البابا معملوش حاجة، وكلام الأسقف العام صديق المطران هو اللي حصل)
وده مؤشر خطير جدا على قدرة البابا على صيانة موقعه كرأس للكنيسة.
وأنا مضطر أعلن بشكل صادق إن من غير المقبول -أمنيا- اشتباك البابا مع مطارنته على العلن
لكن استخفاف الأساقفة أو المطارنة بالبابا والمجمع والقانون الكنسي هو أمر واقع
طبقا لمراقبتنا لحوادث كتير، ورسميا -أمام الدولة- الواقع ده مش موجود.. الدولة ليها ورق ومستندات ومخاطبات رسمية وبس.. بالتالي صمت المقر البابوي على مخالفات الأساقفة المحصّنين تضع الكنيسة
بمجملها في حرج، وبصراحة صار أمرا غير مقبولا أمامنا كشعب، مش بس في حالة
كيرلس رفعت ناشد وإنما في حالات المثل زي إن أي حد ينتقد فكرا يراه خرافيا مشعوذا
بينما غيره يراه مسألة عقائدية مصيرية أو أخر بيسترزق من الممارسة مثار النقد
خصوصا وأنا أعرف البابا في مواقف مباشرة شفتها بعيني، ورصدت مواقف متعددة
تقول بوضوح أنه يدعم حرية الفكر والتعبير ويتحمل كلفتها.. وبالبلدي شفته بيتشتم وبيتهدد في منصبه
ومع ذلك بيستقبل شاتميه ومهدديه في بيته ونجح في تحويلهم لحلفاء.. أنا واحد من الناس الصحافة المصرية
صنفتني كواحد من أشرس 10 معارضين للبابا،، وملقتش منه أي حاجة وحشة أو أذى أو حتى قالي كلامك ضايقني أو حتى جرحني (اللي على فكرة بسمعها من أساقفة وكهنة وعلمانيين أقل منه مكانة ورتبة واحتمالا)
وفعليا ده بيجبرني على ضبط كلامي 3 مرات لو متعلق بالبابا علشان أقابل مساحة الحرية
بما يناسبها من المسؤولية.. فإزاي ومليون إزاي مالقاش ده كسياسة عامة -ثبت نجاحها- موجود في كل حتة وكل كنيسة في مصر؟؟
المهندس كيرلس رفعت ناشد باسم الجنوبي
وﻻ كان يعني بيحتوي حماستنا كشباب قد عياله ولما صدقناه باعنا ؟ ده خداع غير مقبول
ولو مش قادر يظبطها كفرد نعمل له مكتب علماني بابوي يشيل عنه ما يترفّع هو -كراهب، وكإكليروس- عن الانحدار لمستواه.. لكن الفراغ في السلطة الرقابيّة على المطارنة ده لازم يتملي! مطران الكنيسة
يتحاسب بقانون الكنيسة! إيه؟ في إيه؟!
من المنطلقات دي كنت أفضّل إن هيئة الدفاع عن كيرلس رفعت ناشد تدخل البابا في المشهد
تستدعيه للحضور بشكل قانوني زي مثلا طلب إفادة البابا تواضروس، لكن هما -المحامين- شافوا إن ده مبكر شوية
( أنا بصراحة مش هدفي خروج كيرلس لانه كدا كدا خارج بأمر الله، وبيشغلني تحويل المطران للجنة محاكمات كنسية، ولأسباب أكبر من موضوع كيرلس، أو علي الاقل المؤمنين (المسيحيين)
يرجعوا تاني يثقوا بالأساقفة والكهنوت اللي المطران خلاه أداة إرهاب للعلمانيين
وفوق السلطة الروحية مش مستكفي وجايب الدولة معاه، وربنا يقدرنا
ونجعل من هذا المطران العاصي عبرة لكل من وزه شيطان غروره لمستوى أنه فوق الناس وفوق الحساب)لكن على الأقل الدفاع النهاردة عمل سابقة حقوقية والجلسة بحق تاريخيّة
(أنا سجلتها صوتيا كاملة) المدافعون عن المتهم قدموا -بجانب الدفوعات المدنية المذهلة- دفوعات
تستعيد للكنيسة المصرية بعض من كرامتها، وإتقال في المرافعات بشكل واضح إن النائب العام حر في تمثيل الدعوى العمومية فيما يخص القانون العام (المصطلح ده = “اﻹسلام” طبقا للمادة الثانية)
لكن لوجود تفاصيل مسيحية والموضوع كله من أوله لأخره بأطرافه مسيحي، تم استخدام
التأسيس الدستوري في المادة التالته لطرح اللائحة الداخلية للمجمع المقدس
وتحديدا المادة 54 والتي تجعل الدعوى العمومية في الشأن المسيحي من اختصاص قداسة البابا
وحده لا سوه..طبقا للائحة الأساسية للمجمع المقدّس ﻻ يحق لأي مطران مخاطبة الدولة أو أجهزتها إلا بإذن وتفويض من البابا، وفعليا ده مش أمام الدولة بس ده أمام أي مؤسسة حتى لو كانت مسيحية
زي مخاطبة الكنيسة الإنجيلية أو الكاثوليكية..بطريقة أسهلك في الفهم.. الدفاع طعن علي
استخدام النائب العام لكل قوانين الازدراء وغيره واللي فيها دين أو أسرة أو قيم لطالما الشأن مسيحي.. لازم البابا اللي يتبنى الدعوى مش النائب العام
أو على الأقل لازم النائب العام يرجع للبابا وياخد موافقته لطالما ده شأن مسيحي
( البابا بس.. مش حد تاني معدي في الشارع وشايف نفسه غيور دينيا ويصلح لتمثيل المسيحية.. في لائحة داخلية بين الأساقفة بتنظم المسألة دي بشكل محسوم واللي فاكرها فوضى بنقوله ﻻ، مش عندنا، ومش علينا)
وكل ده جديد على المحاكم، والهيئات القضائية أول مرة تشوف الكلام اللي حصل النهاردة..الكلام ده سابقة حقوقية، وهتتاخد رفيرنس (مرجعية) في الحالات المماثلة مستقبلا..
ومن هنا الموضوع أخد أبعاد أيقونية وكبر عن مجرد كونها “قضية فرد” أو قضيّة رأي عام..
التأسيس الحقوقي خلاها بمثابة إضافة درع حمائي بابوي لكيرلس وغيره من الأقباط، من تلك المواد المعيبة
والتي يكافح الحقوقيون في إلغائها بالكلية.. محدش يقدر يقول عليك “مزدرئ بالمسيحية”
إلا بموافقة البابا.. والمطران هنا زيه زي الفراش بتاعه والإتنين زيهم زي ما قالت المحكمة للمدعي
اللي جده اسمه عيسى: مالكش صفة.بتعبير كتابي أدبي مستلهم من أنبياء العهد القديم:
تطير كرامتك -يا بنيامين- كطائر..تطير كرامتك من الولادة..ومن البطن..ومن الحبل..
( وإن ربوا أولادهم أثكلهم إياهم حتى لا يكون إنسان. ويل لهم متى انصرفت عنهم)كنا نطلب رحمة لا ذبيحة..!كنا نريد معرفة الله أكثر من محرقات..!(ولكنهم – كآدم – تعدوا العهد) (كهنتي غدروا بي )
وكما يكمن لصوص لإنسان،( كذلك زمرة الكهنة في الطريق)..المحكمة رُفعت لجلسة النطق بالحكم، يوم الثلاثاء بعد القادم والموافق ٦ فبراير، (مع استمرار حبس كيرلس)
والتفاصيل القانونية تعرفوها من صفحات الناس الكتير المتخصصين في القانون، واللي كل جلسة بيزيدوا وبيفاجأونا بإضافات إبداعية بصراحة..المحامون الذين يدينون كيرلس رفعت ناشد بيزيدوا برضو.. بس دي ناس قابضة أتعابها بأجر ولازم يستوفوه
أما المدافعون المتطوعون فدي ناس تاني ومستوى تاني.. ناس مؤمنة بقضية حريتنا في التعبير
وبتصرف فلوس وجهد وبتذاكر قانون وبتسافر وتتشحطط ولما بننشكرهم بنلاقيهم هما اللي بيشكرونا
ويشكروا كيرلس على هذه الفرصة، وهذا الشرف..لكل هؤلاء الذين دعموا قضيتنا بأي وسيلة
وساعدونا بطريقتهم سواء من أقباط المهجر، مرورا بمسلمي الدلتا، ونهاية بمصريو القاهرة:
شكرا لأنكم موجودين
صباح الخير أيها العالم..