الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
Dr. Wadie Mansour

قانون إزدراء الأديان، قانون الدولة الدينية لقمع الدولة المدنية

ما زالت حرية الفكر و التعبير، بل و المناقشة الحرة ، في مصر ، تعاني بشدة ، ومع الوقت تزيد و تتطور ، لدرجة أصبح من الصعب تصديقها.

 طالما كنا نسمع عن معاناة الأقباط في مصر و التمييز ضدهم، واستخدام ما يسمي بقانون ” ازدراء الأديان

ضد أي قبطي يناقش أو يعترض علميا أو عقيديا مع شخص مسلم ، وكثيرا ما تكلم الأقباط والمسلمين

المنفتحين ضد هذا القانون ، و أيضا وقف كثيرون من القضاة الشرفاء ضده.

قانون إزدراء الأديان:

هو قانون ينتمي للحكم الديني الثيوقراطي وليس للحكم المدني، وهو شبيه بقانون التجديف

في محاكم التفتيش في العصور الوسطي ، أو قانون التجديف الذي نستخدمه حكومة طالبان

فى أفغانستان ضد كل من يعترض على فاشيتهم الدينية. 

قانون أزدراء الأديان غالبا ما استخدم ضد مسيحيين بتهمة إزدراء الدين الإسلامي

خلال حوارات دينية مع أطراف إسلامية ، و عادة ما يتم غض الطرف عن تطاول المسلمين على العقائد المسيحية

و التي تصل حتي وصفها ب “الكفر” 

تستخدم تهمة إزدراء الأديان ايضا ضد العلمانيين المسلمين عند توجيههم إنتقادات أو أسئلة بخصوص الدين الإسلامي.

نادرا ما تم تسجيل حالة إدانة بتهمة إزدراء الدين المسيحي.  و هو قانون لقمع الحرية الفكرية، و للتمييز الديني.

عقوبة (أزدراء الأديان) هي الحبس ، و قد وصل الأمر لسجن أطفال مسيحيين بتهمة إزدراء الدين الإسلامي. 

(على مصر إلغاء أحكام ازدراء الأديان بحق أطفال مسيحيين | Human Rights Watch (hrw.org))

ولكن ما حدث أخيرا في مصر و بالتحديد يم الأربعاء 3 يناير 2024، يصعب تصديقه، إذ أنه

ولأول مرة يري الأقباط قضية مشابهة ، و لكن هذه المرة تم توجيه التهمة من الكنيسة ممثلة في شخص

أسقف أحد المحافظات الكبري ، ضد أحد أبناء الكنيسة المتعلمين،وهو الشاب كيرلس رفعت ناشد

و الذي يشغل وظيفة مدرس بالجامعة، بكلية الهندسة.

وهو الشاب الذي قد قدم العديد من التساؤلات فى الدين، والتي لا تعتبر من أساسيات الإيمان المسيحي

و التي فشل الكهنة والمطران من الإجابة المنطقية عليها، و أتهموه جزافا (بالهرطقة)

خلافا للقانون الكنسي،  فهاجمهم هذا الشاب بأسلوب عنيف جدا، قد تتفق أو تختلف مع أسلوبه، لكن لا يمكن تصنيفه في خانة إزدراء الأديان. 

لم يصدق الأقباط ما يرونه و ما يسمعونه لأول مرة في تاريخهم، وأعربوا عن استيائهم و شجبهم واستنكارهم لأفعال  الأسقف ، وبدءوا حملة ضد الأسقف علي صفحات التواصل الاجتماعي

يطالبونه فيها بالتنازل عن القضية ضد المهندس كيرلس رفعت ناشد الشاب، خاصة وانه تم القبض عليه و حبسه احتياطيا علي ذمة القضية و ذلك  قبل ليلة عيد الميلاد بيومين.

لم يكن رد فعل الأسقف غير متوقع، فقد رفض توسل عائلة الشاب وتوسل أمه العجوز الأرملة ، حتي يتحنن عليهم و يطلق ابنها قبل ليلة الميلاد.

لقد وقف الأسقف يصلي و يحتفل بالعيد بينما قضي الشاب ليلته خلف القضبان، وعائلته تفترش الشارع في مدينة غريبة ، ليس لهم فيها مكان، ولا قريب، لقد شاركوا المسيح بالحق و الحقيقة في ميلاده العجيب، إذ لم يكن هناك من يعرفهم ليأخذهم إلي بيته، فهم غرباء، كما كان المسيح غريبا. 

كيف لكنيسة تستخدم هذا القانون المعيب مع أولادها، أن تطالب الدولة بعدم إستخدامه مع المسيحيين ؟

نحن نطالب بشدة بإلغاء هذا القانون الفاشي و ندعو ألي مواجهة الفكر بالفكر و ليس بالسجن.  

د. وديع منصور 

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.