إعداد/ ماجد كامل
يمثل الفنان القبطي الكبير إيزاك فانوس ( 1919- 2007 ) أهمية كبيرة في تاريخ الفن القبطي الحديث والمعاصر كما سوف نري في ذلك المقال .
مولد إيزاك فانوس
أما عن إيزاك فانوس نفسه ؛ فلقد ولد في 19 ديسمبر 1919 في أحدي قري مركز مغاغة محافظة المنيا ؛ من أسرة مصرية تعشق الفنون ؛ ثم نزح إلي القاهرة حيث درس في مدرسة الخرنفش الفرنسية
والتحق بعدها بكلية الفنون التطبيقية حتي تخرج فيها عام 1941 وكان أول دفعته
ثم حصل بعدها علي دبلوم المعلمين من معهد التربية الفنية للمعلمين
وكان ذلك خلال عام 1943 ليعمل بعدها مدرسا للرسم في أحدي مدارس شبرا .
ثم أتيحت له فرصة للتعرف علي الفنان المصري العالمي راغب عياد ( 1882- 1982 )
والذي عرفه بدوره بمرقس باشا سميكة ( 1864- 1944 )
مؤسس المتحف القبطي الذي شعر بموهبته الكبيرة ؛ فأتاح له الفرصة
للعمل بالمتحف القبطي بعض الوقت ؛ فكانت فرصة رائعة
للتعرف برواد المتحف القبطي الكبار مثل الأستاذ يسي عبد المسيح ( 1898- 1959 )
والدكتور رؤوف حبيب ( 1902- 1979 ) ثم التحق بعدها بمعهد الدراسات القبطية
وتعرف علي مدير المعهد وقتها العالم الكبير الدكتور سامي جبرة ( 1892- 1979 )
الذي أتاح له فرصة السفر لفرنسا في بعثة للتخصص أكثر في الفن القبطي .
وبعد عودته إلي مصر بدأ رحلته ومشواره الطويل مع الفن القبطي
وكانت بداية رسوماته الفنية في مدينة الإسكندرية بكنيسة أباكير ويوحنا
وبعدها كنيسة العذراء أرض الجولف وكنيسة جاردن سيتي
ومزار مارمرقس بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية والكثير والكثير
من الكنائس والأديرة في مصر والمهجر .
كما أختاره البابا يوحنا بولس الثاني بابا روما (1920- 2005 )
بابا الكنيسة الكاثولوكية رقم 246 ؛ لرسم كنيسة الكاثولويك بمدينة نصر .
ولقد عمل رئيسا لقسم الفن القبطي لمدة تزيد عن 30 عاما حتي توفي في 15يناير 2007
عن عمر يناهز86 عاما ؛ وقام بالصلاة علي جثمانه الطاهر قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث
( 1923 – 2012 ) في جنازة مهيبة حضرها كل المهتمين بالفن في مصر والخارج
( لمزيد من التفصيل أنظر :- مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر ؛ الجزء الثاني ؛ الصفحات من 35 – 37 ) .
ويذكر موقع قطاع الفنون التشكيلية عنه أنه يعد من أشهر فناني الأيقونات بالكنائس القبطية الآرثوذكسية
ولقد رسم في عديد من الكنائس ذكرت منهم ( العذراء أرض الجولف عام 1986- مارمينا طنطا عام 1970- كنيسة العذراء بالمحلة الكبري عام 1960 – مارجرجس بالاسكندرية عام 1967 – مزار مارمرقس بالكاتدرائية
المرقسية الكبري بالانبا رويس – اباكير ويوحنا بأبي قير عام 1968 – اللوحات الجدارية بدير الأنبا بيشوي
بوادي النطرون عام 1970- وضع التصميمات الكاملة لكنيسة العذراء بالولايات المتحدة الامريكية عام 1983- رسم أيقونة ضخمة مهداة باسم مصر بمبني الامم المتحدة بنيويورك عام 1987 – كنيسة العذراء جاردن سيتي
عام 1979 – كنيسة مارمينا بالاسكندرية عام 1975 – كنيسة مارمرقس بولاية جرسي سيتي عام 1970 )
( راجع موقع قطاع الفنون التشكيلية ) .
ولقد حصل الفنان الكبير علي العديد من الجوائز في حياته نذكر منها :
1-جائزة تشجيعية عام 1956 .
2-شهادة الدكتوراة الفخرية علي مجمل أعماله وتقديرا لمشواره عام 1984 .
3-ميدالية من أكاديمية الفنون بفلورنسا – ايطاليا .
4-الميدالية الذهبية من معهد الدراسات الشرقية – فينسيا عام 1987 .
ولقد كتب عنه الفنان الكبير الأستاذ كمال الملاخ ( 1918- 1987 ) في موسوعته الرائدة ” 80 عاما من الفن في مصر ” حيث قال عنه “وبرز اسم د .إيزاك فانوس الذي تخصص في دراسة الفن القبطي قديما
وحديثا حتي أتقن فن رسم الايقونات القبطية بالطريقة التقليدية القديمة باستخدام صفار البيض مع الخل وخلطهما بالألوان ؛ مع تحضير اللوحة ( الأيقونة ) بنفس الخامات والأسلوب القديم .د .إيزاك فانوس ولد عام 1919 ودرس النحت بكلية الفنون التطبيقية وتخرج عام 1941 ؛ ثم حصل علي دبلوم معهد التربية العالي للمعلمين قسم الرسم
سنة 1946 ؛ ودبلوم معهد الدراسات القبطية 1956 ( مينا بديع عبد الملك ذكر 1958 ) .
سافر إلي باريس حيث تخصص في دراسة رسم الأيقونات وأعمال الموازييك والرسم الحائطي ( الفرسك )
ونوافذ الزجاج المعشق والملون في عدد كبير من الكنائس والمزارات بجميع انحاء مصر .
وفي الكنائس القبطية خارج مصر قام بالأعمال الفنية بكنيسة لندن 1978 وكنيسة جرسي سيتي بولاية نيوجرسي بأمريكا 1970 وكنيسة حي كوينز بنيوريك 1982 .
كما وضع التصميمات الكاملة لكنيسة السيدة العذراء في منطقة ” ايست بروونزيك ” بأمريكا عام 1983 .
وقد رسم أيقونة أهديت باسم مصر لمبني الأمم المتحدة بينويورك عام 1978
( راجع الفقرة بالكامل في المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 210 ) .
( لي ذكري خاصة مع هذا الكتاب سوف أرويها لكم عندما أذكر بعض الذكريات الشخصية معه وعنه ) .
ويذكر كمال الملاخ في نفس الموسوعة أن معهد الدراسات القبطية قد أنشأ قسما خاصا للفن القبطي ؛ نبغ فيه كثير
من رموز الفن القبطي ذكر منهم ( منير مرقس – يوسف نصيف – بدور لطيف وغيرهم الكثير )
( صفحة 209 من نفس المرجع ) . والجدير بالذكر أن إيزاك فانوس قد كتب مقالا في مجلة إبداع
( لا اذكر الشهر بالضبط ولكنه كان خلال عام 1994 ) بعنوان ” الفن القبطي تأثيراته ومؤثراته بين الأصالة والمعاصرة “
وفي هذه المقالة يذكر فانوس فضل معهد الدراسات القبطية فيقول عنه ” كانت من اهتمامات المعهد إيجاد حركة فنية قبطية معاصرة خالصة استطاعت استخلاص القيم الفنية في التراث المصري القديم وخلال العصور للتتعايش مع العصر من جهة وتخدم المضمون اللاهوتي لترجمة العقائد المسيحية من جهة أخري
وقد استطاعت هذه الحركة أن تشق طريقها بصعوبة … وعن الألوان المستعملة في رسم الايقونة يذكر منها :
1-الأصفر الأوهرا .
2-الطينة اللينة .
3-الطينة المحروقة .
4-اللون الأسود .
5-أكسيد الحديد الأحمر .
6 -الأزرق النيلة .
7-الأبيض الجيري .
وعن رمزية الألوان يقول :
1-اللون الأبيض يرمز إلي الطهارة القلبية .
2-اللون الأزرق يرمز إلي الأبدية التي لا نهاية لها .
3-اللون الأسود يرمز إلي الوجود .
( راجع المقالة بالكامل علي موقع الكنوز القبطية ) .
ثم يضيف ” هذه القيم التشكيلية تعطي دائما ملامح الشخصية المصرية جنبا الي جنب مع استغلال طرق الأداء في التشكيل وخصوصا في مجال تشكيل الأيقونات أو الرسوم الجدارية أو الفريسك أو الموازييك ”
( راجع الفقرة بالكامل في :- موسوعة الفن القبطي 2000 عام من المسيحية ؛ صفحة 241 ) .
بعض الذكريات الشخصية معه :
كان لكاتب هذه السطور فرصة التعرف علي الفنان الكبير شخصيا خلال فترة دراستي في قسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية خلال الفترة من ( 1987 – 1990 )
فلقد كان شبه مقيم في اتيليه الفن بالمعهد لا يبارحه يوما ؛ وعندما عثرت علي كتاب 80 سنة من الفن لكمال الملاخ
عرضت علي سيادته ما كتب عنه في الموسوعة ؛ فقراها باهتمام شديد وعلق قائلا
” ده أيه ده دول جابوا كل حاجة عني بالضبط ” ؛ وبعدها قال لي ” تقدر تشتري لي نسخة ؟ ” قلت له ممكن طبعا فأنا كثير التردد علي مكتبة الهيئة المصرية العامة للكتاب بكورنيش النيل
( قبل أن يتاح لي فرصة العمل بنفس المبني في فبراير 1992 )
وفي الأسبوع التالي مباشرة أحضرت له النسخة المطلوبة ففرح بها كثيرا وشكرني بشدة ؛ وخلال فترة عمادة الأستاذ الدكتور رسمي عبد الملك لمعهد الدراسات القبطية ؛ طلب مني الدكتور رسمي التوجه لمنزل الفنان الكبير
( كان يسكن في شقة بجوار الكاتدرائية مباشرة )
لإجراء حوار معي حول رحلته مع الفن القبطي ومع معهد الدراسات القبطية ؛ وبالفعل تم تحديد الموعد مع سيادته ؛
فتوجهت إليه وبصحبيتي جهاز تسجيل صغير لتسجيل الحوار بالكامل ؛ وبعدها قمت بتفريغ الحوار علي ورق وقدمته للدكتور رسمي الذي أعجب به كثيرا .
ولعل أكثر ما شدني في هذا الحوار هو قوله لي ” لقد كانت نصيحتي دائما للفنانين الشبان أن لا يقلدوني في أسلوبي ؛ إنما يجب أن يكون لكل واحد فيكم أسلوبه الخاص المميز ” .
بعض مراجع ومصادر المقالة :
1-مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر ( الجزء الثاني ) ؛جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالإسكندرية ؛مايو 2019 ؛ الصفحات من ( 35- 37 ) .
2-قاموس التراجم القبطية :-جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية ؛ الطبعة الأولي 1995 ؛ صفحة 41 ؛ الشخصية رقم 64 .
3-كمال الملاخ و رشدي اسكندر وصبحي الشاروني :- 80 سنة من الفن( 1908- 1988 ) ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1999 ؛ صفحتي 209 و210 ) .
4- قطاع الفنون التشكيلية :- السيرة الذاتية ايزاك فانوس يوسف .
5-ليلي فريد – الايقونة التي احتجبت – موقع الحوار المتمدن ؛ 30 يناير 2007 .
6-جودت جبرة – إسحاق فانوس – موقع ويكي القبطي .7-إيزاك فانوس – موقع الكنوز القبطية .
8-إيزاك فانوس – شهادة فنان تشكيلي مصري عن الأيقونات ؛ موسوعة الفن القبطي في مصر 2000 عام من المسيحية في مصر ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 2008 ؛ الصفحات من 238- 241 .