الأحد , ديسمبر 22 2024
حبيب نادي

أنا المديييير

بصوت فؤاد المهندس في فيلم عائلة زيزي، وكان فرحان أوي إنه إترقى من موظف عادي وأصبح مدير.

وعارف أنه كتير مننا نفسه يبقى في المكانة دي.

لكن الحقيقة اللي عاوز اقولهالك إنه كل واحد مننا بالفعل هو مدير.

بس خللي بالك! إنت وأنا مجرد مديرين. أوعى حد يفكر أنه صاحب مِلك، عربية ولا شقة ولا شغل ولا شاليه

ولا فيلا ولا حتى يخت أو طيارة. أوعى حد مننا يتصور انه صاحب حاجه أو انه مالك لحاجه.

ده حتى لو كانت الحاجه ديه هي زوجة ولا اولاد ولا حتى الكمبيوتر ولا الموبايل اللي بتقرا عليه الكلام ده.

وخليني كمان أقول ولا حتى نفسه! كلنا مديرين سيدي الفاضل سيدتي الفاضلة.

لأن المالك واحد، وصاحب كل حاجه هو واحد، الأرض وما عليها واللي تحتيها واللي حواليها

لحد أخر نقطة في الكون ده، المالك واحد فقط. ووحده هو اللي كل الناس تحتيه مديرين

وهو اللي منحهم مسئولية الإدارة لكل حاجه في الدنيا ديه كلها.

وطبعًا فيه مدير عام ومدير فرع ومدير قسم ومدير على نفسه! أيوه، فيه حد بيكون مسئول عن نفسه بس

وحد تاني بيكون مسئول عن أسرة، وحد تالت مسئول عن فصل فيه تلاميذ، أو مدرسة كاملة، او حي بحاله

أو مسئول عن مكتب او شركة فيها 2 او 3 موظفين وساعات بيكون 1000 عامل وموظف، وفيه حد مسئول عن جماعة، وتوصل لحد يكون مسئول عن بلد بحالها.

كل دولم ما هم إلا مديرين، ومحدش مالك حاجه.

ما هو أصل اللي بيملك حاجة بيكون هو اللي عملها، هاتقولي ماهو اللي بيشتري غيط ـ أرض زراعية ـ ياما تعب وأشتغل وعزق وروى لحد ما الزرع كبر وحصده وباعه وبفلوسه جاب غيط تانيه وتالته.

هأقولك وهو مين اللي خلى البذرة الي موجودة تحت حبة تراب في بطن الأرض وهي شكلها ميت مابيتحركش! بشوية ميه وهوا بس، تفتّح وتكبر وقشرتها البرانية تتقطع ويطلع من قلب الموت حياة!

وتطّلع جدر وبعد كده ساق وبعد كده ثمره، نروح نشتريها أنا وانت، وياخد فلوسها الفلاح عشان يشتري أرض تانية. مين بقى اللي عمل ده؟

هاتقولي الإنسان! هأقولك نوووو! نطلع من الكلام ده بحاجة مهمة أوي، وهي انه كل واحد لازم يعرف حجمه كويس أوي! أيوه، كل واحد لازم يعرف حجمه، ودوره.

وكل اللي عليه انه يقوم بدوره ده على أكْمل وأفضل وجه ممكن، بالطريقة اللي تخلي (صاحب) الحاجة مبسوط وراضي عنه، لأنه عملها زي ما صاحبها كان يحب إنها تتعمل .

يبقى الشخص يخلي باله من نفسه وصحته وأفكاره ومشاعره لأنهم مش بتوعوه وهو ما إلا مدير مسئول عنهم!

الأب يخلي باله من عياله وزوجته ويجتهد ويتعب عشان يكونوا في أحسن مستوى ممكن، والمُدرس في الفصل

يحضّر ويجهّز ويشرح الدرس بأحسن طريقة ممكنه عشان الطًلاب تفهم، والمدير في الشغل يجتهد أنه يوازن ما بين احتياجات العميل والسوق وحقوق وراحة الموظفين والعُمال، ورئيس الدولة يجتهد أنه يختار أفضل أصحاب الخبرة

في مساعدته في إدارة شئون البلاد والعِباد ويعمل كل ماهو لخيرهم وراحتهم. المشكلة اللي ساعات بواجهها وبيواجهها كتير مننا، إننا بيجي علينا وقت وبنفكر إننا اللي عملنا وسوينا، وأنه الحاجات اللي معانا

وما بين إيدينا أنها مِلك لينا، وأننا أصحابها، حتى لو كانت الحاجات ديه بشر، ناس زيينا.

ونبتدي نِهمل في دورنا ومسئوليتنا، أو نعملها بطريقتنا، وبمزاجنا، ووقت مانحب، ولمصلحتنا.

بقول لنفسي النهارده: إصحي! صاحب الحاجه لو صابر عليكي، هو صابر عشان يديكي فرصة إنك ترجعي وتعملهيا زي ما هو يحب، وزي ما هو عاوز. ولو ضيعتي فرصة صبره، اللي هايحصل أنه هايدّور على مدير غيرك، عشان يعمل الحاجه بتاعته زي ما هو يحب وزي ما هو عاوز.

أوعي تفكري يا نفسي إن الدنيا سداح مداح! لآ .. فيه فرصة تانية، إستغليها، ده صاحب الحاجه قلبه طيب ورحيم ورؤوف، لكنه في نفس الوقت عادل. ودايمًا فكريني يا نفسي، أنا ما إلا مجرد مدير!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.