الخميس , نوفمبر 21 2024
هناء ثروت

فساتين الستات والعيون البصاصة

زمان زمان كانت الستات بتلبس فساتين بمختلف الاشكال، الطويل والقصير، الحمالات و الكت والمفتوح والمقفول حاجة كدة كانت بتحسس الست انها هانم كدة في نفسها، ان ليها مساحتها الخاصة وحريتها في انها تلبس اللي هي عايزاه، اللي يريحها واللي تحبه، لما بتفرج على افلام زمان واشوف الست فاتن حمامة

والست مريم فخر الدين وباقي الفنانات الجميلات وهما بيلبسوا الفساتين بكل موديلاتها وبيتحركوا بحرية في الشوارع، لما بشوف صور طالبات الجامعات وهما رايحين الجامعة بالفساتين حاجة كدة اخر شياكة ورقي وجمال،

محدش بيبص عليهم ويقول ايه يا اخواتي قلة الادب دي ولا حد بيعاكس ولا حد بيتجرأ يبص حتى، في لقطة في فيلم سيدة القصر تقريبا لخصت السلوك في الوقت دا اللقطة كانت لفاتن حمامة وهي ماشية في الشارع لابسة فستان

جميل وبيعدي من جنبها راجل باصص قدامه وحط ايده ورا ضهره احسن يلمسها بالغلط.. الله بجد ايه الرقي والاحترام دا، وراح فين الكلام دا دلوقتي، ليه بقينا بالحال دا؟

ليه الستات حتى لو لابسة نقاب بتمشي غير آمنة خايفة عيون الناس بتخترق جسدها المتغطي من الشعر للقدم، هل رجالة زمان ماكانوش رجالة ودلوقتي بقوا كلهم سبع البرمبة يعني الا من رحم ربي

من كام سنة كدة بنت راحت الكلية بالفستان، والقيامة قامت، والبنت اتهزقت واتجرحت من مين بقى من واحدة ست اه بالظبط كدة زي ما قريتوا من واحدة ست، ليه بقى يا ترى، لأن في نسبة مش بسيطة من السيدات مضطرين يتحجبوا لاسباب اسرية او قبلية او مجتمعية وألا يتعرضوا للاهانة والاستهجان، ودا بيخليهم يشعروا بالحقد على اي فتاة او سيدة بتمارس حياتها بحرية وبتلبس اللي هي عايزاه- نقطة توضيح بس انا هنا مش بتعرض للحجاب

بأي اساءة أو سخرية لكن بوضح فكرة الاجبارـ فإذا كان الحال وصل كدة بالستات فما بالكم بالرجالة.. يبقى فين الغلط وايه اللي حصل للنقلة الغريبة دي اللي شوهت مجتمع بحاله.. شوهت جماله وافكاره ومبادئه..

الفكرة مش أن الستات بطلت تلبس فساتين الفكرة أن الستات بقت تلبس ملابس تحميها.. تحميها من نظرات من كلمات من لمسات تأذيها وتهينها.. ودا غلط في حق مجتمع بحاله ان عنصر من عناصر المجتمع تبقى خايفة وقلقانة وحاسة انها عار أو صيدة أو مقيدة بقيود بالية متسترة بكلمات من الدين عشان يلاقوا مبرر لنظراتهم القاسية

عارفين ايه اللي فكرني بالموضوع دا.. العيد.. اه صدقوني.. كنت في احد المولات بتفسح فسحة العيد.. ولاقيت البنات والستات لابسين فساتين الحقيقة انا فرحت لكن وانا بشوف ردود الفعل خصوصا الشباب حزنت جدا واتمنيت ترجع مصر تاني زي زمان وقت ما كانوا الرجالة بيحموا الستات مش بيرموهم بنظرات قاسية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.