الأحد , نوفمبر 24 2024
عبدالواحد محمد روائي عربي

كوستاس فيرس وكوبري الليمون وشبرا المصرية !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي

اسم كبير المخرج السينمائي كوستاس فيرس الذي خرج من شبرا المصرية إلي العالم وهو يحمل معه أعمق ذكرياته التي مازالت بكرا والتي منحته فلسفة وطن.

وهو يستعيد بذاكرته حكاياتها الدافئة حكايات أبناء البلد الجدعان التي عاش في دروبها المحبة للسلام والآخر نجوم كثيرة من اهل الفن والابداع الذين خرجوا من رحم هذا الحي العريق شبرا الوطن


نبيلة عبيد، يوسف شعبان، ماري منيب ، يوسف داود ، سامي العدل ، سيمون ، ماجد الكداوني ، ساندرا

سعاد حسني، خيري بشارة ، فاروق نجيب الخ

وفي لفتة أدبية وشبراوية أصيلة أثناء مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤخرا عبر المخرج اليوناني الكبير والروائي كوستاس فيريس عن حنينه الدائم لمصر العروبة مصر الوطن التي وُلد بها وعاش طفولته في أحد احياءها العريقة حي شبرا التي انجبت اهل الفن والرياضة والإبداع ) والمعروفة بجدعنة ابناءها المسيحيين والمسلمين معا في أيقونة وطن

وقد عاش المخرج الكبير حتى بلغ سن الرشد بشبرا مصر .

وقد ظهر في بداياته الفنية كومبارساً في العديد من أفلام مصرية من بين تلك الافلام ، «باب الحديد»، و«فاطمة وماريكا وراشيل»، ومن ثم عاد إلى اليونان ليدرس السينما التي شغف بها وهام بها في رحلته السينمائية والأدبية .

وقد تحدث مؤخرا للعديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية أثناء زيارة الإسكندرية وتكريمه المخرج الكبير فيريس بلهجة مصرية شبراوية أصيلة لا تزال حاضرة، يعززها بكلمات إنجليزية حين لا تسعفه الذاكرة احيانا خلال ندوة تكريمه منذ أيام قلائل في مهرجان الإسكندرية السينمائي، قائلاً: « في عام 1956 ، سافرت لليونان لأدرس السينما، وتركت قلبي بالقاهرة التي شهدت كل ذكرياتي الحلوة».

بين أحضان شبرا العريقة


( لاريب مهرجان الإسكندرية السينمائي) التي احتضنتها اسكندرية التاريخ تلك المدينة الثفافية العالمية التي عاش فيها الشاعر اليوناني الكبير كافيس الذي بدا رواية سردها مصري في عقله الذي مازال خصبا وهو يسترجع شريط ذكريات المحروسة وحي شبرا قنديل الابداع والوطن

لا ريب يتذكر حياته بالقاهرة قديماً وهو يتحدث بنبرة فنان كبير : «كان في مصر جالية كبيرة من اليونانيين، وكنا نقدم نشاطاً فنياً في الجمعية اليونانية، ونعرض مسرحية جديدة كل شهر، وفي السينما المصرية انخرط كثيرا من اليونانيين بالعمل بها، ومن بينهم الموسيقار أندريه رايدر، وكيتي، ونيللي مظلوم، وأشار إلى أن أول فيلم مصري وقع في غرامه كان (غرام وانتقام) لأسمهان، التي كان يحبها والده وامه

وقال عن لحظة وفاة أسمهان ذاك الصوت العذب «ذاع الراديو نبأ وفاتها، ووقفنا نبكي في الشرفة ونستمع لأغنيتها (إمتى هتعرف إمتى) وكان أبوه يحبها أكثر من أم كلثوم، وفي عمر الـ15 عاماً سمعنا المسحراتي في رمضان لأول مرة ونزلنا لنراه، كان يعزف على الطبلة وينادي على السكان بأسمائهم وكان هذا مثل السحر».

في وجداننا

كما بدا المخرج اليوناني متأثراً بالغناء المصري، وهو يتحدث عن رواده قائلاً: «أذكر سيد درويش ملك الموسيقى المصرية وأغنياته (سالمة يا سلامة) و(شد الحزام على وسطك)

وكنت صغيراً حين شاهدت أم كلثوم على المسرح وكنت محظوظاً بذلك، وتأثرت بالسينما المصرية أكثر من الأوروبية/

حيث عملت كومبارساً في أفلام عديدة أذكر منها (أيامنا الحلوة)، و(فاطمة وماريكا وراشيل)، و(باب الحديد) ليوسف شاهين الذي أحببت أفلامه، لكنني كنت أميل لأفلام المخرج صلاح أبو سيف أكثر، ورأيت أن حسن الإمام مخرج شعبي بكل اقتدار رواية سينمائية كبري ».

وينتمي كوستاس فيرس لأربعة بلدان مثلما يقول: «أعتز بكوني مصرياً يونانياً، وأمي كانت قبرصية، أما أبي فهو لبناني، وقد عشت بمصر خلال الحرب العالمية الثانية في ظل تعددية ثقافية، وكتبت القصائد وأنا صغير، ومثّلت وأخرجت وأنا في عمر الـ14 عاماً».

وكشف المخرج اليوناني أنه كتب رواية أدبية مؤخرا بعنوان «كوبري الليمون» نسبة إلى المكان الذي ولد به في حي شبرا، وقد صدرت باليونانية وستُطرح ترجمتها العربية في يناير (كانون الثاني) ٢٠٢٤ م المقبل، وقال إنه يكتب سيناريو لفيلم يحمل العنوان نفسه ليجري تصويره في مصر، مؤكداً تطلعه أن يخرج الفيلم بإنتاج مصري خالص، رافضاً أن تشارك بإنتاجه دول أخرى.

لاريب كوستا فيريس قد فاجأ الحضور خلال تكريمه في حفل الافتتاح بحديثه باللغة العربية، حين قال إن «هذا أسعد أيامي، لعودتي إلى مصر وتكريمي بها»، واختتم كلامه بقوله: «سلامات يا شبرا» ليحظى بتصفيق كبير، وكانت الفنانة الكبيرة والرقيقة ليلى علوي قد حضرت حفل الافتتاح لتسليمه التكريم بنفسها على المسرح، وعبرت عن

فخرها واعتزازها بذلك، إذ إن والدتها الراحلة كانت يونانية.

وولد فيريس في 18 أبريل (نيسان) 1935، وهو منتج ومخرج وممثل سينمائي وموسيقي وكاتب مسرحي وسينمائي، وقد أخرج نحو 60 فيلماً حازت جوائز أوروبية عديدة.

لتظل شبرا هي قنديل الرواية العربية بل العالمية لما لهذا الحي العريق بكل دروبه العتيقة أعمق حكايات الفن والثقافة المصرية الأصيلة بل الوحدة المؤمنة دائما بأن ابناءها دوما قلب ويد واحدة
شبرا فلسفة بلا منازع ورواية ووطن

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.