موافقة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان مباركة الأزواج المثليين من قبل الكهنة تسببت في حالة من عدم الرضا والمعارضة من جانب العديد من الطوائف والقيادات الدينية المسيحية حول العالم
خاصة بعض كرادلة المجمع الكاثوليكي بالفاتيكان ، وعدد من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في دول العالم
خاصة في أفريقيا التي تضم ٢٦٥ مليون كاثوليكي ، أي ما يقرب من ربع الكاثوليك في العالم البالغ
عددهم 1.3 مليار ، ٣١ دولة منها تدين وتجرم المثلية الجنسية بالقانون
ومنها دولة زامبيا التي تعاقب القائمين على ممارسة الجنس المثلي بالسجن
لمدة تتراوح بين 15 عامًا والسجن المؤبد . مباركة زواج المثليين من قبل البابا فرانسيس
له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى انفصال ايبارشيات بعض الكرادلة ، المطارنة ، روؤساء الأساقفة
والأساقفة الكاثوليكية عن الفاتيكان ، لذلك لا بد أن يدرس البابا قرار مكتب العقيدة والإيمان
للكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالفاتيكان الخاص بمباركة زواج المثليين والتراجع عنه
لذا قرر بعض الأساقفة الكاثوليك في أفريقيا وبولندا وبلدان أخرى قراراً موقتاً بعدم تنفيذ سياسة الفاتيكان
الجديدة التي تسمح بمباركة الأزواج المثليين ،بالتزامن مع مواجهة قرار البابا فرانسيس
بمعارضة شديدة من مؤتمرات الأساقفة الكاثوليك لدول زامبيا ، نيجيريا ، غانا ، كينيا، مدغشقر ، جنوب أفريقيا ، بولندا والولايات المتحدة الأمريكية الذين أكدوا أن الزواج يظل مجرد اتحاد بين رجل وامرأة
وأن الأفعال الجنسية خارج هذا الزواج هي “دائمًا جريمة ضد إرادة الله” ، ولا يوجد خطط لمنح البركات للأزواج المثليين. ومن أشد المعارضين الكاردينال الألماني جيرهارد مولر، الذي قال عن قرار البابا إن العلاقات المثلية تتعارض مع شريعة الله بينما تسمح للأزواج المثليين بالحصول على البركة
كما كتب في مقال له نشر في وسائل الإعلام الدينية ” لا يمكن للكنيسة أن تحتفل بشيء وتعلم شيئًا آخر”
كذلك أكد كل رئيس الأساقفة الكازاخستاني توماش بيتا والأسقف الكازاخستاني أثناسيوس شنايدر
في بيان لهما على الموقع الإلكتروني لمجلة هيرالد الكاثوليكية إنهما منعا الكهنة من أداء ” أي شكل من أشكال البركة ” للأزواج المثليين .
قرار البابا بمباركة زواج المثليين بالتأكيد سينعكس بالسلب علي إيمان الشعوب المسيحية بالكنائس الكاثوليكية وغيرها ، وأيضاً علي المناهج الدينية في المدارس والجامعات الكاثوليكية حول العالم ، مما يترتب عليه انفصال العديد ابناء الكنائس والمدارس عنها نظراً للتعاليم المخالفة للطبيعة البشرية والكتاب المقدس
والأخطر من ذلك أن القرار يعد زريعة ومادة خصبة يستخدمها أعداء المسيحية في إزدراء الديانة المسيحية والتهجم علي القيادات الدينية وإهانتها
وقد تؤدى إلى عمليات عنف والتحريض علي القتل في الدول التي تتخذ من الشرعية الإسلامية دستوراً لها بدعوى أن زواج المثليين نوع من أنواع الكفر . ولابد من أن يضع البابا فرانسيس أمامه الآية الأولى من المزمور الأول في اعتباره وتفسيرها في التعامل مع القيادات الكنسية وأبناء الكنيسة و التي تنص علي
” طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ، وفي طريق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ” .