الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
الأب البير أبونا

الأب البير أبونا ( 1928- 2021 ) من الآباء العلماء في اللغة الأرامية وتاريخ الكنائس الشرقية

إعداد/ ماجد كامل

يعتبر الأب البير أبونا ( 1928- 2021 ) واحدا من الآباء العراقيين المهتمين بدراسة اللغة الآرامية وتاريخ الكنائس الشرقية ، حيث أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب والمؤلفات القيمة فى ذلك المجال كما سوف نري فى ذلك المقال .

أما عن ألبير أبونا نفسه ، فلقد ولد عام 1928 بأحدى القري العراقية ، وكان اسمه ” يوسف ميناس يلدا ابونا ” وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ، وكانت العادة المتبعة عند الفلاحين فى ذلك الوقت أن من يصل لنهاية المرحلة الرابعة من التعليم الابتدائي يترك المدرسة ، ويتعلم العمل فى الزراعة ، ولكن والده وبالرغم من فقره الشديد أصر أن يكمل الأبن تعليمه ، وألحقه بالتعليم الديني ، وتعلم في معهد ماريوحنا الحبيب ، حيث درس لمدة عشرة سنين

( اللغة الكلدانية – اليونانية – الفرنسية – اللاهوت …. الخ ) ثم أكمل دراسته في المعهد الدومنيكاني علوم اللاهوت بفروعه المختلفة ، وفي عام 1951 رسم كاهنا مسئولا عن عدة قرى ، وكان أسمه الجديد في الكهنوت ” الأب ألبير ابونا

وكان ينتقل بين القري المختلفة راكبا حصانا حتى يسهل عليه التنقل بين القرى التي يخدم فيها . وفي عام 1955 ، جاءته الفرصة للتدريس في المعهد اللاهوتي بالموصل ، بسبب وفاة المدرس الأساسى ، فأستمر الأب البير في التدريس في المعهد الكنسي لمدة 18 عاما ، قام فيها بتدريس اللغات المختلفة وتاريخ الكنيسة الشرقية ، كما انتدب لجامعة بغداد لتدريس اللغات الآارمية واللغة الفرنسية في جامعة الموصل .

سافر بعدها إلي فرنسا وانتمى للرهبنة الكرملية ( أحدى الرهبانيات الكاثولوكية ) وأخذ أسم الأب ” ألبير أبونا ” ، ثم عاد إلي بغداد مرة أخرى ليخدم مع الآباء الكرمليين ، وبسبب الحرب في العراق ، أنتقل إلي أبرشية أربيل يكمل فيها نشاطه العلمي والثقافي وكتابة الكتب ، حتى توفي فى 4 ديسمبر 2021 عن عمر يناهز 93 عاما .

ولقد كان الأب البير أبونا من الآباء النشطين في مجال الكتابة والتأليف ، فلقد كتب ما يقرب من 150 كتابا ، حتى لقب ” حنين بن اسحق العصر الحديث ” منها 42 كتابا تاليف ، وحوالي 86 كتابا ترجمة . ولعل من بين كتبه المؤلفة نذكر :

1- سير الشهداء والقديسين ( 6 أجزاء ) .

2- تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ( 3 أجزاء ) .

3- أدب اللغة الآرامية .

4- شهداء المشرق .

5- الآراميون في التاريخ .

6- قصص وعبر للمواعظ للتعليم المسيحي .

7- الآثار المسيحية في الموصل ( مراجعة وتنقيح ) .

أما فى مجال الترجمة فنذكر :

1-تاريخ كنيسة المشرق ( جزءان ) .

2- أتؤمن ؟ التقدم والنمو في الإيمان .

3- آباء الكنيسة ( جزءان ) .

4-المسيحيون الأولون .

5- إعادة اكتشاف الصلاة الربية .

6- لكنائس الشرقية في العالم العربي .

7- الصعود إلى سيناء .

من يريد الإطلاع علي قائمة المؤلفات والترجمات باالكامل يمكنه الرجوع إلي ( صباح برخو : العلامة الأب ألبير أبونا : قامة علمية ، حنين بن اسحق العصر الحديث ، مع جرد بمؤلفاته وتراجمه ، موقع hhtps:/www.tellskuf.com ، 22 فبراير 2022 ) .

وإذا ما حاولنا قراءة بعض القراءات من أشهر كتبه ، ولنبدأ بكتاب :

1- تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية :

الجزء الأول :- حيث يتناول فيه ( فجر المسيحية ونشأة المسيحية في بلاد ما بين النهرين – تنظيم الكنيسة الشرقية – الاضطهادات التي مرت بها منطقة ما بين النهرين – القرن الخامس – افسس وخلقدونية – انتشار المذهبين النسطوري والمنوفيزي في الشرق – الكنيسة الانطاكية بعد مجمع خلقدونية ) .

والكتاب يقع في 320 صفحة .

2-تاريخ الكنيسة الشرقية – الجزء الثاني من مجيء الإسلام حتى نهاية العصر العباسي :

حيث يتناول ( الجزيرة العربية قبيل ظهور الاسلام – المسيحية في الجزيرة العربية – مملكتان عربيتان مسيحيتنان – الحيرة ملوكها وقصورها – الغساسنة – المسيحية ومجيء الإسلام- عهد الخلفاء الراشدين – انتشار المسيحية في الشرق الأقصى- المسيحية في منطقة الروم – العهد الأموي – كنيسة المشرق في العهد الأموي – الكنائس الشرقية في المنطقة العربية ” انطاكية – الكنيسة المارونية – بطريركية أورشليم –بطريركية الاسكندرية –الكنيسة الأرمنية – النشاط الفكري في الكنيسة السريانية – الدولة العباسية – الكتاب والمترجمون والأطباء في البلاط العباسي – نهاية العهد العباسي ) .

والكتاب يقع في 173 صفحة .

3- تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية

الجزء الثالث من العهد المغولي إلي مطلع القرن التاسع عشر .

ويغطي هذا الجزء الحقبة الممتدة من سقوط الدولة العباسية حتى مطلع القرن التاسع عشر .

وذلك دون الدخول في تفاصيل دقيق ، وبدأ بالعصر المغولي وما أحدثه غزو هؤلاء القوم من الفوضى والدمار في هذه البلاد ، ثم تناول العهد الجلائري وما خلفه من الارتباك والحروب في سبيل الهيمنة على مقاليد السلطة .

وجاء اجتياح تيمورلنك وسدد ضربة قاسية إلي حكام البلاد .

وغرقت المنطقة في بحر من الحروب والثورات المتلاحقة .

وحاول العثمانيون في عهدهم الأول والوسيط ، أن يسيطروا على جميع هذه البلاد ويخضعوها لسلطة موحدة ويفرضوا عليها قوانينهم ونظمهم .

ولكنهم لم يفلحوا دوما في فرض سيطرتهم علي جميع أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف

وذلك بالنظر إلي الدسائس الكثيرة التي تعرض تعرض لها سلاطينهم ، وتربص الأعداء بحكمهم …. ولقد حاول المسيحيون أن يتكيفوا مع مختلف النظم المتتابعة ، وأن يبرهنوا علي كونهم عنصرا مسالما وتواقا إلي الخير والبنيان .

ولقد بذلوا جهودا كبيرة في سبيل حمل مشعل الثقافة والعلم في حقبة لم يحظ فيها العلم برصيد كبير بين قوم فضلوا طريق القوة والبطش .

ثم تحدث بعد ذلك عن محاولات الوحدة والتقارب بين الكنيستين الشرقية والغربية ، وما واكب هذه الحركات التي استهدفت إيقاف حركة الوحدة مع روما والقضاء على التيار الذين حسبوه هداما .

4- الآراميون في التاريخ :

حيث قام فيه بعرض أهم المعلومات عن نشأة الآراميون وانتشارهم في مختلف المناطق من الشرقين الأدنى والأوسط .

وتكوينهم إمارات أو دويلات عيدة . فالكتاب موجز لتاريخ هؤلاء القوم الذين قاموا بدور لا يستهان به في مختلف صعد الحياة المدنية .

والكتاب يقع في 254 صفحة .

ونختتم هذا المقال ببعض الأقوال والعبارات التي توضح لنا قيمة الأب البير أبونا ؛ فعندما توفى ، قامت بطريكية الكلدان بنعيه ، وجاء في نعيه ” كان الأب البير عنوان الكاتب الجدي والملتزم والمرشد والصديق ن وصاحب نكتة وشيء من الصرامة في طبعه .

وبالرغم من ان المرض أخذ قسطا كبيرا من صحته ، لكنه لم يستسلم ، واستمر في نشاطه الفكري والروحي ، والكنيسة الكلدانية ممتنة لما قدمه لها من خدمة كهنوتية متفانية وكتب تشهد له وتخلده ” (الموفع الرسمي للبطريركية الكلدانية ، 4 ديسمبر 2021 )فلقد وصفه ” صباح ميخائيل برخو”

في المقال الذي نعاه فيه بتاريخ 21 فبراير 2022 “لقد كان المرحوم الأب ألبير أبونا عالم ومعلم ، تاريخ ومؤرخ ، قيمة وقامة ، هرم شامخ ليس في العصر الحديث فحسب ، بل في تاريخ كنائس المشرق وانضم كعالم لاهوتي لكبار لاهوتي وعلماء الكنيسة أمثال مار أفرام وأفراهاط وبرديصان ونرساي وغيرهم “

لقد كان المرحوم أليبر ماكينة بشرية أدواتها الكلمة والمعنى ، مذكاة بالجهد والبحث المستمرين ، تخومها الفكر والتاريخ واللاهوت ، أبحر في الترجمة ووصل إلي ما لم يصل إليه أحد قبله في العصر الحديث ومن الصعوبة مستقبلا أن يظهر مترجم آخر في اللاهوت والتاريخ الكنسي يلامس جغرافية ترجمته ،أعاد لنا أمجاد المترجمين العظام أمثال حنين بن اسحاق وثابت بن قررة ويوحنا بن البطريق وغيرهم ، تطوعت بين يديه اللغات السريانية الآرامية ولهجاتها السريانية والكلدانية ثم اللغة الفرنسية والعربية

المرحوم الأب ألبير أبونا مدرسة حقيقية في العلم والبحث والحياة وحتى في مواقفه ما كان يهادن أو يقبل إلا بما يراه صحيحا ، خاصم واختلف وتصالح دون أن يثير ضجيجا ( صباح ميخائيل برخو : العلامة الأب البير ابونا ، قناة عشتار الفضائية ، 21 فبراير 2021 ) .

بعض مصادر ومراجع المقالة :

1-الموقع الرسمي لبطريركية الكلدان ، 4 ديسمبر 2021 .

2- صباح ميخائيل برخو :

العلامة الأب ألبير أبونا قامة علمية حنين بن اسحق العصر الحديث ، قناة عشتار الفضائية ، 21 فبراير 2022 .

3- نشوان جورج :

لقاء مع الأب ألبير أبونا .. حياة علمية متواصلة ،موقع المدى ، 20 يناير 2022 .

4- موقع صوت العراق :

الأب ألبير أبونا في سطور ، 14 يناير 2022 .

5- موقع قنشرين :

كتب الأب ألبير أبونا .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.