الأحد , ديسمبر 22 2024
المخرج رضا شوقي

أنا وفطوطة والحمار

بدأ سمير غانم رحلته التليفزيونيه مع فوازير الأبيض وأسود مع بداية التليفزيون المصري وكان وقتها أسمه

” التليفزيون العربي” في الستينات من القرن الماضي مع ثلاثي أضواء المسرح ” الضيف وجورج وسمير والمخرج محمد سالم وحققت نجاحا كبيرا كشكل جديد وأول فوازير تليفزيونية ولم يكن قبلها الا فوازير الإذاعة للأستاذة آمال فهمي .

وفي عام 1982، قدم سمير غانم فوازير فطوطة، والتى نجحت بشكل كبير جدا مع المخرج المتميز

فهمى عبد الحميد، والمؤلف الشاعر عبدالرحمن شوقى.. والملحن سمير حبيب الذي ابدع في تقديم صوت فطوطة بالشكل المناسب للشخصية والذي قدمت به ليختلف عن صوت سموره .. وتم تقديم فطوطة الجزء الأول ونجاح نجاحا مبهراً ولم يكن متوقعا وخاصة أنه جاء بعد فوازير العملاقه نيللي

ثم توالت الأجزاء أعوام 1983، و1984 مين فينا ما يفتكرش أشهر جمل فوازير فطوطة “بابا جاى إمتى؟ جاى الساعة ستة.. راكب ولا ماشى؟ راكب بسكلتة”….الخ بدأية الفكرة جاءت بعد فوازير نيللي التي احدثت ضجة ونجاح عظيم جدا .. فقرر المخرج فهمي عبد الحميد التعاون الفنان سمير غانم، وكان لايزال فى فرقة ثلاثى أضواء المسرح، مع الضيف أحمد وجورج سيدهم.

ورغم رفضه للفكرة فى البداية لارتباطه بأعمال مسرحية ناجحة زي المتزوجون وجوليو ورومبت وموسيكا في الحي الشرقي ، إلا أنه عندما التقى ب فهمى عبدالحميد واجتمعا للتشاور، استقرا على إطلاق “فوازير فطوطة”

بشكلها المعروف، والذى ظل لسنوات عديدة يعرض ويشاهد بذات اللهفة التى عرض بها العمل أول مرة.

تم إسناد العمل للمؤلف عبد الرحمن شوقى .

وكان هو صاحب الطريق الذى اختار به أصحاب العمل الاسم، إذ اقترح أن يكون اسمه “ابن بطوطة”، لكن غانم وفهمى لم يتحمسا للاسم، وفى أثناء اجتماع الثلاثى، دخل نجل المخرج فهمى مرتديًا بدلة أبيه، وأثارت هيئته ضحك الجميع، ليقع تفكير شوقي على اسم “فطوطة”، واستقر الثلاثة على هذا الشكل للفوازير لفوازير سمير .

وبعد توقف فوزاير فطوطه بعد 3 سنوات متواصلة والعمل في فوازير شريهان ، عاد فطوطه ليطل علينا مره ثانية عام 1985 فقد تم عمل اوبريت دو – ري – مي فطوطه ، صو – لا – سي سموره بمناسبه احتفالات عيد الطفولة..

وانا أتشرفت بالعمل كمساعد مخرج وتعاونت مع سمير غانم عن قرب وفوجئت بهذا الفنان العملاق الفنان في منتهي التواضع والخجل وأذكر أنه قد تم الاستعانة بحمار حقيقي يركبه فطوطة ويطير به في السحاب ، وظهرت مشكلة وجود الحمار في الاستديو لمدة أسبوع التصوير ومن يهتم بمأكله ومشربه وهو حمار وحيد وغريب

بماسبيرو فتطوعت أنا لهذه المهمة الإنسانية وكان سمير غانم يسألني كل يوم ضاحكاً : أخبار الحمار إيه !؟

ولست ادري حتي الأن هل كان يسأل عن أخبار الحمار فعلا أم عن الشخص الذي يرعي الحمار – الذي هو أنا – !!

وسمير غانم كفنان رائع اشتهر وأنتشر في اواخر الستينات واوائل السبعينات وتنوعت أعماله بين السينما والمسرح والتلفزيون فشارك فى عدد كبير جدا من الأفلام منها : شاطئ المرح و”المجانين الثلاثة”، فيلم

“نحن الرجال طيبون”، فيلم “نار الشوق”، فيلم “فرقة المرح”، فيلم “ولد وبنت والشيطان”، مسرحية “موسيكا فى الحى الشرقي” ومسرحية “فندق الثلاث ورقات”

أمام الفنان صلاح ذو الفقار، فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات قدم مع جورج سيدهم أهم مسرحيتان فى تاريخهما المشترك الفنى وهما “مسرحية المتزوجون” عام 1978 ومسرحية “أهلاً يا دكتور” عام 1981.

تزوج سمير غانم ثلاث مرات في حياته إحداهما من سيدة من الصومال ولم يستمر الزواج ثم تزوج من سيدة أخرى والتي لم تستمر أيضاً إلى أن تزوج من الممثلة دلال عبد العزيز وذلك بعد لقائمها معاً في مسرحية

أهلا يا دكتور، وأنجبا ابنتين هما دنيا وأمل الشهيرة ب «إيمي». الله يرحم الفنان سمير غانم أبو قلب طيب وتاريخ فني طويل .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.