لماذا تركت الصالح والجميل الذي فينا وعزفت عن الأكثر بريقا والأدق ترتيبا وجذابا
وتخليت عن المتاح لدينا من مواقف طيبة تليق بك بل أصريت لتقبض على المجهول بداخلنا
وتشير على تلك البقعة السيئة والبعيدة بعينها متوجها إليها بقصد ثم تختار أن تولد فيها
شق العتمة قاسي يارب .. ولماذا اخترت المزود الذي فينا ..؟!
يقول الرب : لقد سمعت إليك حين طلبت أن أحررك وأضيء فيك وهاأنا استجبت ..
مؤلم ومزعج جدا فعلك هذا يا الله ..وكم هو مؤرق أن تحوم حولنا كل مرة لحتى تصيبنا بوخز
تلك المكاشفات بعد سنوات من إخفاء أسرار القبر الذي طالما طوينا فيه هزيمتنا وأفعالنا الخبيثة
وحقيقتنا المستترة
يقول الرب : لأني هكذا أولد في مذود الموت ..ومن رحم المواجهة أتمجد ..فالعتق من صقيع المزود هو مسيرة خلاصي كل يوم ..لذا اخترت أكثر الأمكنة المعيبة والموجعة والتى تتجاهلونها وكأن كل شيء على ما يرام بينما لا شيء فيكم على ما يرام .. انتقيت ما يعطل فيكم ملح الفرح ويؤجل ازدهار الضوء المشير لإعلانكم اسمي
والآن ادركوا أن الموت لا يليق بكم كأبناء لكنه جدير بقيامتي فيكم كإله
نعم كان اختيار المذود هو بقصد إلهي فائق العناية والتدبير ..