الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
الأنبا موسي أسقف عام الشباب

في محبة الأنبا موسي كلمة معايدة ووفاء بمناسبة عيد ميلاده ال 85

إعداد ماجد كامل

اليوم هو عيد ميلاد نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي الخامس والثمانون ( نيافته من مواليد 1938 ؛ أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية ) ؛ وعندما أتكلم عن الأنبا موسي فأنا أتكلم عن الإنسان الذي كان من اوائل من علموني القراءة والكتابة ؛ فهو الذي شجعني علي القراءة واقتناء الكتب ؛ وهو أول من دفعني دفعا للكتابة عندما طلب مني وبشكل شخصي الكتابة في مجلات الأسقفية الثلاثة ( أغصان- رسالة الشباب الكنسي – الكلمة ) .

وعندما قلت له يا سيدنا أنا لا أعرف أكتب ؛ قال لي ” طيب أكتب ونتفاهم ” وبالفعل بدأت بتشجيع من نيافته في الكتابة ؛ وكانت البدايات الأولي في الكتابة خلال عام 1994 ؛ ومازلت أذكر أن أول مقالة كتبتها كانت تغطية لأحدي ندوات مجموعة التنمية الثقافية ؛ أما ثاني مقال فكان عرض كتابه الرائع ” الشباب بين الانتماء والأغتراب

” وكان كلما يراني في الندوات أو المؤتمرات أو حتي اللقاءات الشخصية كان يقول ” يا ماجد مقالتك في الشباب حلوة أوي ” .

ومثلما دفعني للكتابة ؛ دفعني أيضا للتكلم من خلال مجموعة الكورسات المتخصصة في التنمية الثقافية أساسا ؛ ثم في كورس تاريخ الكنيسة أحيانا . ومن شدة إيمانه بعشق القراءة عندي ؛ كان يقدمني في كل لقاء ويقول ” ماجد ده دودة كتب ” .

ولا أنسي عندما قدمني ذات مرة للتعريف بكورس التنمية الثقافية أن داعبني وسط الشباب كلهم قائلا

” ماجد ده لو مسكتوه وعصرتوه ؛ ها تلاقوه بيشر كتب ” ثم أضاف ليس له أي هواية إلا قراءة الكتب ؛ ثم عرض محتوياتها في المجلة عندنا .

ومن شدة إيمانه بمتابعتي الدائمة لكل جديد ؛ فاجأني ذات يوم وقال لي ” ماجد عاوز نمرة تليفونك حالا ” ثم قال أصل فيه واحد فتن عليك وقال لي أن ماجد ده أحسن واحد يجيب لك كتب يا سيدنا ” وعندما سالته طيب أي نوع من الكتب تريدها يا سيدنا ؛ قال لي بالحرف الواحد ” ما تراه نافعا ومفيدا لي ” .

وأذكر جيدا أني أكثر من مرة سألته ” أجيب لنيافتك الكتاب الفلاني ” فكان يجيب بحسم ” ما تراه نافعا هاته وماتسألنيش “؛ وكان يسحقني في خجلي عندما يقدمني في المؤتمرات ويقول لكل الحاضرين ” ماجد ده المخ بتاعي ” بخليه يجيب لي كتب لي ” .

وفي كل لقاء كان يقدم لي مبلغ من المال ” ويقول لي ” ده علشان الكتب ” وعندما أقول له ” معايا فلوس يا سيدنا ” يقول لي ” معلش خلي دول معاك احتباطي ” .

وعندما كنت أمر ببعض الأزمات الشخصية كان يقف معي ( ومازال طبعا ) ويدعمني بكل الطرق الممكنة ؛ وما أزلت أذكر جيدا عندما مررت ببعض الظروف الصحية أن قال لي ” ماجد تعال وهات معاك كل التحاليل والروشتات الطبية اللازمة علشان نشوف الطبيب المناسب لك ” ولقد غمرني بمحبته ذات مرة عندما اتصل أمامي بأحد الأطباء وقال له ” ماجد ده أبننا ها أخليه يجي لك ورجاء تاخد بالك منه ” .

أما عن بداية علاقتي بنيافته فهي ترجع إلي عام 1984 تقريبا ؛ وكنت اخدم في كنيسة العذراء ارض الجولف ؛ وكان نيافته يشارك مع بعض رجال الأعمال في تقديم مشروعات لإيجاد فرص عمل للشباب العاطل ؛ وكان مقر الاجتماع هو كنيسة العذراء أرض الجولف .

وكنت أفتح المكتب الخاص بجناب الأب الورع المتنيح القمص يوحنا ثابت ( حيث كنت ضمن طاقم السكرتارية الخاص بقدسه ) .

عندما يأتي مبكرا قبل حضور بقية أعضاء الإجتماع .

ثم تعمقت العلاقة أكثر عندما التحقت بالكلية الإكليركية خلال الفترة من ( 1984- 1987 ) ؛ وكان نيافته يدرس لنا مادة ” اللاهوت الرعوي والتربية المسيحية خلفا للمتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن أسقف ملوي ( 1930- 1986 ) .

وما زلت أذكر أسم المذكرة جيدا ” مقدمة في الرعاية الكنسية ” .

ولقد أبهرني حقيقة بطريقته في إلقاء المحاضرات ؛ فهو لم يكن يجلس علي كرسي الأستاذ أبدا ؛ بل ينزل وسط المدرجات والمحاضرة كلها عبارة عن مناقشات وطرح قضايا فكرية وشبابية ؛ وبعد التخرج من الإكليركية التحقت بمعهد الكتاب المقدس ؛ وكان المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث قد كلفه بتدريس مادة ” آثار الكتاب المقدس ” .

ثم مع تاسيس مجموعة التنمية الثقافية علي يد الأخ الحبيب الأستاذ سمير مرقس

وأثناء مناقشة أحدي رسائل الدكتوراة الخاصة بأحدي الطالبات في قسم الاجتماع والتربية

وبحضور المرحوم الدكتور سليمان نسيم ( 1923- 1998 ) باعتباره المشرف علي الرسالة

” ما زلت أذكر جيدا عنوان الرسالة وهي الفكر التربوي في رسائل القديس بولس الرسول ” ؛ نوه نيافته الي اهتمام الأسقفية بالثقافة العامة ؛ وأشار إلي مجموعة التنمية الثقافية

وقال انها مجموعة ثقافية تهتم بقراءة الكتب وعروضها ودعوة كبار المفكرين ؛ ثم أضاف وسوف تجتمع المجموعة يوم السبت المقبل في أحدي قاعات الأسقفية ؛ وهنا شعرت انني وجدت ضالتي المنشودة ؛ فتوجهت لنيافته وقلت له يا سيدنا ” عاوز أحضر المجموعة دي

” قال لي ” أهلا وسهلا ” تعال أحضر السبت الجاي الساعة السابعة وقابل سمير مرقس وأتكلم معاه ” .

ثم وصف لي مكان القاعة بكل دقة ؛ لتبدأ مرحلة جديدة ومؤثرة في حياتي حيث تعرفت بمجموعة من خيرة شباب الكنيسة مهتمين بالفكر والثقافة ودعوة كبار رجال الفكر في مصر ؛ وبفضلهم سمعت وقرأت لكل من

( وليم سليمان قلادة – السيد ياسين – انور عبد الملك – أحمد شوقي عالم الوراثة الكبير – الدكتور نبيل علي عالم المعلومات الكبير – الدكتور رأفت عبد الحميد – الكاتب الكبير كامل زهيري – نبيل عبد الفتاح – الدكتور محمد عفيفي . الخ ) .

ولن أنسي أبدا الجلسات الخاصة بالتحضير لمجلات الأسقفية ( كانت غالبا في نهاية شهر ديسمبر )

وعندما كنت أقول لنيافته ” أيه رأي نيافتك أكتب في موضوعات كذا وكذا ) كان يجيب بحسم ( أشتغل )

فعرفت أنني أمام أب ومعلم يتيح الفرص لأصحاب الطاقات لكي يخدموا .

وطبعا كل خدام الأسقفية لن ينسوا جلسات المعايدة في عيدي الميلاد والقيامة في مقر الأسقفية في تمام الساعة السابعة مساءا ؛ وكانت كل تربيزات الأسقفة عامرة بالحلويات والمشروبات المرطبة ؛ وبعد نهاية الجلسة كان يداعبنا جميعا ويقول ” شايفين الحاجات اللي علي الترابيزة دي ؛ “أنتم طبعا كلكم ناس كنسيين ؛ فعايزكم تكنسوا الحاجات دي كلها ” .

وفي الختام يوزع علينا كارت وكتاب العيد مصحوبة بالدعوات الصالحة ؛ وطبعا لن أنسي قداسات يوم الأحد بدير الملاك وكان يعقبها وجبة أفطار شهية مع إتاحة الفرصة لعرض بعض المشاكل الشخصية العابرة

( المشاكل الكبيرة كان يخصصص لها جلسة منفردة بموعد مسبق ) .

وعندما أرسل لنيافته برقيات تهنئة بمناسبة الأعياد أو أي مناسبة خاصة بنيافته

كان يرد علي ويقول ” شكرا ماجد الغالي ” .

باختصار شديد عندما أتكلم عن أنبا موسي فأنني أقول كلمة واحدة فقط ” أبي وأفتخر ”

كل عام ونيافتكم بخير وصحة وسلام ويا سيدنا الأنبا موسي والي منتهى الأعوام .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.