كتبت ـ أمل فرج
أوضح تقرير صدر حديثا من شركة Leger أن حلم كندا في استقبال العديد من الكنديين أصبح أمرا تهدده أزمة ارتفاع تكاليف الإسكان.
ووفقا للاستبيان فإن 42% من أسر المهاجرين يكافحون من أجل الاستطاعة على تغطية نفقاتهم، في مقابل 54% ممن هاجروا إلى كندا خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وشمل آخر استطلاع حول هذا الشأن 1522 مهاجرا لمختلف أنحاء كندا، فيما بين 18 من شهر أكتوبر الماضي و حتى 25 من نفس الشهر، وهو من أهم و أبرز الاستطلاعات القليلة التي شملت المهاجرين.
والذي يحلص إلى أن أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة تضرب المهاجرين بقوة؛ حيث بلغ 83% من المهاجرين ممن شملهم الاستطلاع يشعرون بالأزمة وأن القدرة على تحمل نفقات المعيشة أصبح أمرا يهدد الاستقرار و الاستمرار في المعيشة في كندا.
كما قال 71% أن السلطات الكندية لم تفكر في استراتيجية من أجل استقبال و توطين المهاجرين الجدد.
وكانت الحكومة الكندية قد صرحت في وقت سابق أن كندا على موعد مع استقبال نحو 500 ألف مهاجر سنويا، وذلك بحلول عام 2026، الأمر الذي أكد عليه وزير الهجرة مارك ميلر، و الذي صرح الخبراء بصدده أنه قد حان الوقت لضمان توفير المعيشة و الدعم المناسب لاستقبال المهاجرين في ظل الظروف المعيشية الراهنة.
كما كان قد صدر تقرير عن وكالة بلومبرج أشار إلى تراجع استطاعة الكنديين على تحمل ارتفاع تكاليف السكن في كندا، الأمر الذي يجعل هذا الملف مأرقا سياسيا يمثل ضغطا على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وعبر الأباء عن قلقهم بشأن ارتفاع أسعار المنازل في كندا مقارنة بما كان الوضع عليه منذ 30 عاما، مما يجعل حصول أبنائهم باستطاعتهم الذاتية مشكلة تمثل تحديا كبيرا.
ووفقا لدراسة أعلنت عنها هيئة الإحصاء الكندية بناء على بيانات تعود لعام 2021 شمل أكثر من 17% ممن يمتلكون المنازل مقابل بنحو 8% للبالغين الذين لا يمتلكون المنازل، وقد بلغ ملكية المنازل نسبة لا تتجاوز 24%.
وأكد التقرير على أن عجز الكثيرين عن امتلاك المنزل في كندا؛ نظرا لارتفاع تكلفة ملكية منزل أصبح شديد التعقد، وأصبح هاجسا حقيقيا لدى الرأي العام في كندا، للدرجة التي أصبحت تمثل تهديدا لترودو، في ظل العجز عن حل الأزمة على مدار وقت طويل، ممالا يجعلها تتحول لأزمة و مشكلة سياسية.
ويكافح رئيس الوزراء الكندي ترودو لحل هذه الأزمة حتى لا تتفاقم أكثر مما هي عليه، خاصة مع تأخره في استطلاع الرأي، وأنه يواجه دعوات تطالبه بالمغادرة من حزبه.
وبرغم حدوث تراجع نسبي في أسعار ملكية المنازل مؤخرا إلا أن ذلك ليس كافيا لتعويض ارتفاع تكاليف الرهن العقاري.
وذكر التقرير أن مؤشر القدرة على تحمل تكاليف الإسكان التابع لبنك كندا يقترب من أعلى معدلاته منذ عام 1990.