كان هذا الشعار الراقي هو شعار أمير السينما النبيل ، مخرج مصرالأول ومنتج مصر الأول ،الفنان المصري الوطني الشريف توجو مزراحي ، وعلى مر العصور كان التجانس المجتمعي هو أحد السمات والخصائص الأساسية التي ميزت المجتمع المصري عن غيره من المجتمعات ، إذ لم تعرف مصر أي تقسيمات على أسس دينية أو صراعات طائفية كما هو حال كثير من بلدان العالم الآن.
وإذا كانت مصر قد شهدت بعض التوترات الدينية فلقد كان ذلك على فترات متباعدة وكان ذلك يمثل استثناءًا على القاعدة وسرعان ما كانت هذه التوترات تزول ليصبح بعدها النسيج المجتمعي أكثر تماسكًا وقوة، وإذا كان هذا التجانس بين الأديان المختلفة في مصر لمسناه ونلمسه بقوة من خلال العلاقات الاجتماعية بين مسلمي ومسيحيي مصر فإنه كذلك يتضح بشكل جلي بين يهود مصر وعلاقاتهم الإنسانية الطيبة بمسلميها ومسيحييها
والسينما المصرية هي خير دليل على ذلك إذ شهد تاريخها ظهور العديد من الفنانين المصريين ذوي الأصول اليهودية، الذين أثروا فيها وفي المجتمع المصري، فلم تمنعهم السينما من إظهار مواهبهم الفنية وتحقيق طموحات ونجاحات باهرة لهم من خلالها، وكذلك لم تُفرق في منح الفرص بينهم وبين غيرهم من الفنانين
حيث عمل في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، عمل في صناعة السينما المصريّة مصريون من الأديان كافّة، بالإضافة إلى مقيمين من غير المواطنين – بمن فيهم أبناء أقلّيات يحملون جنسيّات أجنبيّة، ورعايا عثمانيون سابقون من المشرق، وأوروبيون –
ولقد كُتب الكثير عن كيفيّة تعريف ما هو “مصري” في الأفلام المنتجة محليًّا في تلك الفترة مع رفض المقاربة
السائدة التي ترسم حدود السينما المصريّة بحسب جنسيات المشاركين فيها.ومن منظور تاريخي، ساهمت عوامل متنوّعة في عمليّة بناء الجنسية في مصر، لا سيما بالنسبة لليهود المصريين.
وبالتالي فهناك نماذج بديلة عن تعريف السينما المصريّة على أنّها كانت سينما وطنيّة بلا جنسيّة.
وكان الفنان النبيل توجو مزراحي، يَعتبِر أنّه ملتزم بمشروع له أهميّة وطنيّة.
وكان صناع الأفلام، والنقّاد، والمشاهدون على حد سواء يعتبرون السينما المنتجة محليًّا مصدرًا للفخر الوطني.. أمّا العاملون في صناعة الأفلام فلقد روّجوا للسينما المحليّة على أنّها وسيلة لمحاربة سيطرة الثقافة الأجنبيّة.
وتميل عمليات التأريخ للسينما المصرية إلى التركيز على تأسيس “ستوديو مصر” سنة 1934، إلا أنّها تغفل مساهمات الاستديوهات المستقلّة في تلك الفترة ومشاركتها في البرنامج الوطني ذاته.
وقد أشاد النقّاد المعاصرون بمخرج مصر الأول الفنان الكبير توجو مزراحي لتميز أفلامه وجودتها كما أشادوا بإسهاماته في بناء صناعة السينما المصريّة. في الثلاثينيات من القرن الماضي
شارك الفنان النبيل توجو مزراحي في مساعي إنشاء نقابات سينمائيّة للتحرّك من أجل حماية صناعة الأفلام المصريّة الوليدة.
في وقت لاحق من مسيرته المهنيّة، لجأ إلى الصحافة لزيادة وعي الجمهور حول المسائل التي تعيق تطور صناعة السينما المصريّة.
وكان السيد توجو مزراحي فنانًا ورجل أعمال في آن واحد. وفي إحدى مقالاته، وحين قدّم توصيات لدور السينما، لم يحثّها على عرض المزيد من الأفلام المصريّة فحسب، بل أيضًا على دعم تشكيلة أوسع من الأنواع السينمائية المنتجة محليًّا. وكان الفنان النبيل توجو مزراحي يعتبر أنّه يساهم في بناء نوع فنيّ محليّ، وصناعة محليّة حيويّة في آن واحد .
الانعكاسات الثقافيّة والسياسيّة في أفلام مخرج ومنتج مصر الأول الفنان الكبير توجو مزراحي
منذ بداياته مع شالوم وعبده في الفيلم الكوميدي “المندوبان” (1934) وحتى تحفته السينمائية “سلَّامة” عام (1945) من بطولة كوكب الشرق أمّ كلثوم.
فهناك الانعكاسات الثقافيّة والسياسيّة في أفلام أمير السينما النبيل توجو مزراحي ، معيرة انتباهًا خاصًّا إلى بناء الوطنيّة التعدّدية،وفي أفلامه الكوميديّة والموسيقيّة، استخدم الفنان النبيل توجو مزراحي أعماله كمنبر لمعالجة القضايا الاجتماعية و الحنين في إظهار العلاقات المترابطة بين الثقافات في مصر بين المسلمين، والمسيحيين، واليهود، وبين المصريين والمهاجرين من الأراضي العثمانيّة السابقة والإيطاليين واليونانيين.
وإظهار سرديات العيش المشترك في السينما المصريّة ، وذلك يعكس تحولًا من مفهوم الكوزموبوليتانية والتي هي قبول كل غريب عن الأغلبية المسيطرة، باعتباره ليس غريبًا. نحو مفهوم “المشرقية” .
توجو مزراحى المخرج المصري توجو مزراحى المخرج المصري توجو مزراحى المخرج المصري
أخلاقيات التعايش في أفلام الفنان النبيل توجو مزراحي
مفهوم المشرقية يُعَبِّر عن تكوين اجتماعي مختلط، وقوّة دمج اجتماعي.
أي أنّ مفهوم “المشرقيّة” هو إطار عمل يسلّط ضوءًا لدى القراءة في الأفلام المصريّة الأولى، لفهم الأخطاء حول الهويّة المغلوطة. ولهذه الأفلام ثلاثة قواسم مشتركة، هي “أسلوب سينمائي مشرقي ّ”.
أولًا، تجسّد الأفلام المشرقيّة أخلاقيات التعايش، وأحيانًا تروّج لها.
ثانيّا، هي تستخدم الأدوات السينمائيّة لتشييد جماليّات التعدّدية.
ثالثاً وأخيرًا، تعالج هذه الأفلام مسألة الهويّة على أنّها مرنة وقابلة للتغيير
وتشتمل أفلام الفنان النبيل توجو مزراحي على حبكات عن الهويّة المغلوطة، كما تتناول مفاهيم الجندرة والعرق والهويّة الوطنيّة الإتنيّة وتستهدف أخلاقيات التعايش المشرقيّة الجليّة في أفلام الفنان العريق توجو مزراحي القوميات الضيّقة التي كانت تزداد اتساعاً في مصر في ذلك الوقت ، والحق أن روايات العيش المشترك في أفلام الفنان النبيل توجو مزراحي تهدف إلى كشف “الوحدة المتنكرّة” في البلاد.
ومفهوم التبديل، من التبديل الثقافي إلى تبديل الهويات، هو عنصر رئيسي في أفلام أمير السينما النبيل توجو مزراحي.
وفي معظم أفلام أمير السينما المصرية والعربية الفنان الكبير توجو مزراحي تظهر سرديات العيش المشترك بين أبناء مصر .
لقد كان تطوّر صناعة سينما وطنية مصدر فخر وطنيّ للسينمائيين المصريين، وللنقّاد وللمشاهدين معًا في وسط مرحلة كفاح ضد الاستعمار.
ولقد اعتبر الفنان الكبير توجو مزراحي نفسه ملتزمًا بهذا الجهد الجماعي، فكانت له مساهمات متميزة وعظيمة في بناء قطاع سينما وطني حيث تمكَّن الفنان النبيل توجو مزراحي مِن التوصل بعبقرية إلى التماهي مع الصراع الوطني المصري ، لأنه كان مصرياً صميماً وأصيلاً ، حيث كان مصري الروح والوجدان .
من كل ما سبق يتضح لنا شعار أمير السينما النبيل ، مخرج ومنتج مصر الأول الفنان الوطني الراقي الشريف توجو مزراحي ، لقد كان شعاره شعاراً عظيماً ألا وهو شعار ( الدين لله والسينما والوطن للجميع )
بقلم / الشاعرة المصرية الراقية والكاتبة الأرستقراطية النبيلة هند الرباط
توجو مزراحى المخرج المصري توجو مزراحى المخرج المصري توجو مزراحى المخرج المصري هند الرباط و توجو مزراحي