أمل فرج
مستغلة انشغال مصر بتطورات الحرب على قطاع غزة، في الأراضي الفلسطينية، وكذلك انخراط السودان في تداعيات القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأت إثيوبيا في تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة تمهيدا للملء الخامس.
ويأتي استعداد إثيوبيا للملء الخامس عقب الانتهاء من ثلاث جولات تفاوضية بشأن أزمة السد، حسب اتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي على هامش مؤتمر دول جوار السودان دون حدوث أي تطور يذكر، ولازالت أديس أبابا تماطل في تنفيذ أي التزامات وفق بيانات رسمية لوزارة الموارد المائية المصرية.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها مساء الثلاثاء، فتح بوابة التصريف الشرقية للسد بكامل طاقتها بعد توقف التوربينين عن العمل منذ 16 سبتمبر الماضي، وعدم قدرتهما على إمرار المياه الزائدة والتي تمر أعلى الممر الأوسط.
وحول هذا الحدث قال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، إن الصور تكشف استمرار عبور المياه أعلى الممر الأوسط، وهو ما سيتوقف خلال الأسبوع القادم، وبعدها يجف الممر تمهيدا لبدء الأعمال الخرسانية لزيادة ارتفاع جانبي السد والممر الأوسط.
أن إثيوبيا بدأت الاستعداد مبكرا هذا العام لتنفيذ أعمال زيادة الممر؛ لكي تتمكن من زيادة ارتفاع السد بنحو 20 مترا إضافية، وصرح بأنها ترغب في الوصول بارتفاع الممر إلى 640 مترا لتصل إلى حجم تخزين يقدر بنحو 64 مليار متر مكعب من المياه.
وذكر أن التخزين الخامس يعد الخرق السادس من جانب إثيوبيا لإعلان مبادئ سد النهضة الموقع في مارس 2015، والبيان الرئاسي لمجلس الأمن في سبتمبر 2021، موضحا أن هذه الخروقات تشمل التخزين الأول في عام 2020، والثاني 2021، وتشغيل أول توربينين في فبراير 2022، والتخزين الثالث في العام 2022، وتشغيل التوربين الثاني في أغسطس 2022، والتخزين الرابع في 2023.
وكانت مصر قد تقدمت بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد إثيوبيا في سبتمبر الماضي، بعد انتهاء الملء الرابع؛ حيث أكدت أن تصرفات أديس أبابا الأحادية بشأن الملء والتشغيل للسد تشكل حربا وجودية لمصر وتهدد استقرارها.