الجمعة , نوفمبر 8 2024
الصليب

عيد الصليب

رفعت يونان عزيز

عندما نتحدث عن الصليب يجب أن ندرك ونتيقن أهميته وقوته في حياتنا :-


(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18) ” فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة , وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله “
تحتفل الكنيسة بعيد الصليب يوم ( 17 من شهر توت المبارك ) الذي يوافق الأربعاء الموافق 27 من شهر سبتمبر 2023 ويستمر الاحتفال ثلاثة ايام


الصليب هو السلاح الذي يفوق كل سلاح استخدمه المسيح ليهزم مملكة الشيطان استخدمه ليقدم به وعليه الفداء ومنه عرفنا الكثير والكثير من اسرار الكنيسة

فسر التناول نجد المسيح الذي صلب علي الصليب جسده فهو الحمل ” القربان ” الذي يقدم في التناول والدم والماء الذي خرج من جنبه حين طعنه الجند يرمز لعصير الكرمة الممزوج بالماء .

كذلك نجد الصليب في القديم كان يرمز للعار لذا استخدمته الممالك والقيادات القديمة في صلب المجرمين واللصوص وغيرهم , أما المسيح فحوله للانتصار والافتخار ونصرة علي الشيطان ومملكته ورعبهم حتي أننا نجد الشيطان لا يطيق يري الصليب في أي مكان وعلي يد أي إنسان ولا فوق قباب الكنائس لأنه يذكره بالهزيمة ونهايته النهائية في الهاوية ببحيرة النار والكبريت هو وكل اتباعه .


نعم أن الصليب هو السلاح القوي الذي يستخدمه المجاهدين للوصول للحياة الأبدية لذا اوصي الرب يسوع المسيح به قائلاً ” إن اراد أحد يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ” ( مت 16 : 24 ) أي يهرب من الشر وكل مغريات العالم وان ينقي نفسه وفكره وكل حواسه ويسير في عمل الخير وتعاليم الرب يسوع له ولا يعطي للشيطان فرصة أن يتحاور معه أو يغريه أو يشكك في محبة المسيح له أو أنه لا يستجيب لك في أمور قد تكون هي ضرر لك

ومصيدة فكر يبثه الشيطان فيك في صور تبدوا لك جيده لكن عواقبها مؤلمة وخطيرة علي حياتك .

لذا كن مستعد وصاغي لسماع صوت الله وارشاده لك فبالصوم والصلاة ورفع الصليب تخرج الشياطين ويشفي مرضي ويقام ميت .

لذا يجب أن نتيقن دائماً قوته ” وأن يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 20)


كذلك ” نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2)

وايضاً يجب علينا أن نكون “عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيضاً لِلْخَطِيَّةِ”(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6)


و“مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20 ) “الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24)


قد تحدث الكتاب المقدس عن الصليب في مواضع كثيرة ليبين اهمية وقوة الصليب في حياتنا .

لأجل ذلك يجب أن نتذكر أن المسيح لا يترك نفسه بلا شاهد وموثق حقيقة الصليب الذي صلب عليه وقوته ..
ظهور الصليب المقدس للملك قسطنطين الكبير :


بعد وفاة أبيه تسلم المملكة ونشر العدل ومنع المظالم فخضع له الجميع واحبوه


طلب منه اكابر روما أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس فزحف بجنده لإنقاذهم , ففي اثنا الحرب رأي في السماء في نصف النهار صليباً مكوناً من كواكب مكتوباً عليه باليونانية الذي تفسيره ” بهذا تغلب ” كان ضياؤه يشع نوراً أكثر من الشمس فأراه لوزرائه وكبراء المملكة فقرأوا المكتوب ولم يدركوا السبب لظهوره .

في تلك الليلة ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له أعمل مثل هذه العلامة التي رأيتها وبهذا تغلب أعداءك ففي الصباح جهز علماً كبيراً ورسم عليه علامة الصليب

رسمها أيضاً علي جميع الأسلحة , واشتبك مع مكسيميانوس في حرب دارت رحاها على الأخير الذي ارتد هاربًا، وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده.

ودخل قسطنطين رومه فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل، وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلِّص مدينتهم ثم عيّدوا للصليب سبعة أيام، وأصبح قسطنطين ملكًا على الشرق والغرب.


ظهور الصليب على يد القديسة هيلانة الملكة سنة 326 م. (10 برمهات)
تحتفل الكنيسة بظهور الصليب المقدس الذي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح
الاحتفال الأول :- في السابع عشر من شهر ( توت


السابع عشر من شهر توت لأنه سنة 326 م. ظهر على يد الملكة البارة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، لأن هذه القديسة – وقت أن قبل ابنها قسطنطين الإيمان بالمسيح – نذرت أن تمضى إلى أورشليم. فأعد ابنها البار كل شئ لإتمام هذه الزيارة المقدسة.

ولما وصلت أورشليم ومعها عسكر عظيم وسألت عن مكان الصليب لم يعلمها به أحد فأخذت شيخا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش

حتى اضطر إلى -الإرشاد عن المكان الذي يحتمل وجود الصليب فيه بكيمان(1) الجلجثة.

فأشارت بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، وذلك في سنة 326 م.

ولما لم يعرفوا الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتا ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا عملوا في الآخر، ولكنهم لما وضعوا عليه الثالث قام لوقته.

فتحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح فسجدت له الملكة، وكل الشعب المؤمن، وأرسلت جزءا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت في تشييد الكنائس المذكورة في اليوم السابع عشر من شهر توت المبارك.


الاحتفال الثاني :- الذي تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب في اليوم العاشر من شهر برمهات.

وكان على يد الإمبراطور هرقل في سنة 627 ميلادية. وذلك أنه لما ارتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة.

فرأى ضوءا ساطعا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب.

فمد الأمير يده إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه.

فأعلمه النصارى أن هذه قاعدة لصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضا أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع.

أن يمسها إلا المسيحي. فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها، وأجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلي بلاده، فأخذاها ووضعاها في صندوق وذهبا بها معه إلي بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم وسمع هرقل ملك الروم بذلك، فذهب بجيشه إلي بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين.

وجعل يطوف في تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر في بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما.

ورأت ذلك إحدى سباياه وهي ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع.

وحفروا فعثروا علي الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة في سنة 628 م.

ولفوها في ثياب فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها. هناك. ولربنا المجد دائما.

آمين.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.