انتقلت أوغندا في الفترة الأخيرة، من حالة الاستقرار النسبي داخليًّا وخارجيًّا، إلى عودة الإرهاب المتوحش، والذي توحش بطريقة كبيرة، وتحول إلى حالة مواجهة وتهديدات إفريقية غير مباشرة بداية ثم مباشرة بصورة لافتة.
تحت السيطرة.. مؤقتًا وفي أغسطس 2023، أعلنت الشرطة الأوغندية، أنّها أحبطت هجومًا بعبوة ناسفة استهدف كاتدرائية في كمبالا، مؤكدة أنّها اعتقلت رجلًا يقف وراء الهجوم. وقال المتحدث باسم الشرطة باتريك أونيانغو إنّه تمّ إخلاء كاتدرائية روباغا في العاصمة من مئات المصلّين، بعدما حاول رجل يحمل متفجرات دخولها.
وأضاف المتحدث للصحفيين من أمام الكاتدرائية «لقد نفّذنا تفجيرًا تحت السيطرة للعبوة الناسفة التي كانت ستستخدم في الهجوم والمصنوعة من مسامير وبطارية دراجة نارية وشاحن وهاتف».
وأوضح أنّ الشرطة تعقّبت الرجل بعدما تلقّت بلاغًا بشأن احتمال تنفيذه هجومًا على دار عبادة، مشيرًا إلى أنّها عندما أوقفته وفتّشته عثرت داخل حقيبة ظهره على العبوة الناسفة.
داعش في الصورة وفي 16 يونيو 2023، قتل 25 تلميذًا وإصابة 8 آخرين في هجوم إرهابي على مدرسة لوبيريرا الثانوية بمنطقة مبوندوي غرب أوغندا الواقعة بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفاد بأن عناصر مسلّحة تابعة لميليشيا “القوات الديمقراطية المتحالفة”
ذات صلة بتنظيم “داعش” الإرهابي وراء هذا الهجوم، الذي نجم عنه حتى الآن، وفقًا لوسائل إعلام أوغندية، ارتفاع عدد القتلى إلى 41 على الأقل بينهم 38 تلميذًا، الأمر الذي يعكس مخاوف متزايدة من تصاعد الإرهاب بشرق ووسط إفريقيا.
الجدير بالذكر، أن جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة المتهمة بتنفيذ الهجوم الإرهابي الشنيع، هي جماعة أوغندية تتمركز شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشكلت عام 1995، وزعيمها، هو “سيكا موسي بالوكو”، الذي بايع تنظيم “داعش” الإرهابي في فيديو مسجل له في يوليو 2019، ما دفع التنظيم، لإعلان “القوات الديمقراطية”، فرعًا محليًّا له بالدولة الإفريقية وتحمل اسم “داعش – ولاية وسط إفريقيا”
كما يطلق عليها أيضًا اسم “داعش الأوغندي”، وهذا السبب، في تبني تنظيم “داعش” في أوقات عدة بعض الهجمات التي نفذتها “القوات الديمقراطية المتحالفة”. وخلال عام 2023
تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية سواء في أوغندا أو بالمناطق الحدودية الواقعة بالقرب من الكونغو، من جهة، ونجح الجيش الأوغندي في صد عدة هجمات شنتها الجماعة الموالية لداعش على أهداف مدنية وعسكرية سواء بالكونغو أو أوغندا
من جهة أخرى، وذلك على النحو التالي: الكونغو تتحرك عسكريًّا وفي مايو 2023، كشفت القوات المسلحة بجمهورية الكونغو عن تصفية 20 عنصرًا إرهابيًّا تابعًا لـ”القوات الديمقراطية” في منطقة “بيني” بإقليم كيفو الشمالي شرق الكونغو، وذلك ضمن عملية لقوات الجيش، المدعومة من قوة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو (مونوسكو) التي تواجه أيضًا أعمالًا إرهابية من قِبل ميليشيا تدعى “تعاونية من أجل الكونغو” (كوديكو)
شنت هي الأخرى هجومًا إرهابيًّا أواخر أبريل الماضي على 3 قرى بإقليم “إيتوري”، بشرق البلاد، ما أسفر عن مقتل 10 مزارعين في حقولهم، كما نهبت محاصيلهم الزراعية وحرقت منازلهم.
هجوم إرهابي شرق الكونغو وفي أبريل 2023، شنت جماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة” هجومًا إرهابيًّا على قرية موساندابا الواقعة على مشارف مدينة بيني في إقليم نورث كيفو، شرق الكونغو، نجم عنه مقتل 20 شخصًا، وأعلن تنظيم داعش في بيان عبر قناته على موقع تليجرام، أنه يقف وراء الهجوم، وقبل أيام من هذا الهجوم، ارتكبت “القوات الديمقراطية” مذبحة في إقليم إيتوري، شمال شرق الكونغو، نجم عنه مقتل 30 شخصًا
ونتيجة لاستمرار الجماعة الإرهابية في استهداف المدنيين، فقد استبدلت الكونغو في 2021، السلطات المدنية بإدارات عسكرية تحت قيادة القوات المسلحة بالكونغو في إقليم نورث كيفو لوقف أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المتمردة الإرهابية.
تحرير الرهائن وفي يناير 2023، تمكنت القوات المسلحة الكونغولية في إطار عملية أمنية، من تحرير 26 رهينة كانت “القوات الديمقراطية المتحالفة” اختطفتهم في 20 يناير الماضي كانوا يقومون بأعمال زراعة في حقولهم بمنطقة ساما ليكو بإقليم إيتوري، واستطاعت القوات الكونغولية، أيضًا القضاء على اثنين من مسلحي الجماعة الموالية لتنظيم “داعش” الإرهابي ومصادرة 4 بنادق آلية من طراز “إيه كي 47” وأسلحة بيضاء كانت بقبضة الإرهابيين. تحرك أمريكي للقبض على بالوكو وفي مارس 2023
أعلنت واشنطن من خلال “برنامج مكافآت من أجل العدالة الأمريكي”، مكافأة مالية تقدر بـ5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن الأوغندي “موسى بالوكو” زعيم “القوات الديمقراطية المتحالفة”، إضافة إلى أنه في مارس 2021، قد صنّفت واشنطن الجماعة الأوغندية، كـ«منظمة إرهابية».