الإثنين , ديسمبر 23 2024
اسحق فرنسيس

اسحق فرنسيس يكتب استخبارات داعش تنهار

يواجه تنظيم “داعش” الإرهابي، ضربات متلاحقة، سواء باستهداف أوكاره أو تصفية العناصر أو اصطياد القيادات، وكان آخر تلك العمليات ما أعلنته السلطات العراقية بإلقاء القبض على قيادي كبير في التنظيم بالعاصمة بغداد، أو من يسمى “والي تلعفر”.

ووفق خلية الإعلام الأمني العراقي، فإن وكالة الاستخبارات، من خلال المعلومات الاستخبارية الدقيقة وتعاون المواطنين، تمكنت من إلقاء القبض على ما يُسمّى “والي تلعفر”

في عملية أمنية ضمن بغداد.

وفي إطار استهداف القيادات، أعلن قائد عمليات بغداد، منذ أسبوعين، مقتل 4 إرهابيين ينتمون إلى تنظيم داعش، بينهم قيادي أو ما يسمى “والي شمال العاصمة في الطارمية”.

استراتيجيات جديدة الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، علاء النشوع، يُرجع في تصريحات بان العمليات التي تتم قيادات التنظيم إلى ما وصفه بـ”الخطط الاستراتيجية الجديدة” التي حققها الجهد الاستخباري، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تُبنى على أساس اكتمال الحلقات، أي بمعنى أمني هي ربط كل مناطق العمليات المتوقع بها عمل داعش الإرهابي في إطار امتلاك العمل الاستباقي، من خلال المعلومات الدقيقة لعمل خلايا الاستخبارات في المناطق، مع وجود وعي أمني للمجتمع الذي عانى من سياسات “داعش” الإرهابي الذي خلفه في المناطق، فكانت الملاحظة والرصد لكل الحركات المشبوهة من أهم أولويات العمل الاستخباري

وفق مبدأ معروف هو (اجعل من الشك طريق يصلك الى اليقين). وأوضح أن المواجهة مع تنظيم “داعش” الإرهابي تطورت كثيرًا، وأصبحت هناك تحولات كبيرة من حيث الأنماط والسلوك والعمل الأمني والعسكري، وبعد أن كان التنظيم يمتلك مبدأ الهجوم والمباغتة في كثير من عملياته الإرهابية أصبح اليوم يتحول إلى مبدأ الدفاع وحتى الانسحاب لتلافي الخسائر التي كانت على مستوى الأفراد أو القدرات المعنوية والمادية

مع تضييق المساحات للعمليات التي يمكن أن تكون بيئة مناسبة للعمل.

داعش في القبضة الأمنية وشدد الخبير العسكري العراقي على أن هذا الخوف والتوجس من قبل عناصر تنظيم “داعش” جعلها تفقد الكثير من الخصائص الأمنية والقتالية التي كانت تتمتع بها، ما جعلها أكثر تحديدًا لحركتها وضعف أدائها ووقوعها بسهولة في قبضة القوات الأمنية والاستخبارية التي اكتسبت خبرات كثيرة في معرفة أساليب تحركات التنظيم الإرهابي وقادته.

وأضاف أنه من خلال بحثنا الأمني والعسكري لكل استراتجيات التنظيم وتعبئته فإن التنظيم يتحرك في ظل نظريات أمنية وعسكرية مختلفة تخضع لمتغيرات داخلية وخارجية، وهذه المتغيرات أثرت كثيرًا على أداء عمل الأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية منذ عام ٢٠١٤ وحتى عام ٢٠٢٠، وبعدها بدأت التحولات في هذا الأداء بسبب تراكمات الدعم الاستخباري الدولي الذي يدعم العراق في الحرب على داعش.

تدريب مستمر للكوادر الأمنية والاستخبارية ووفق الخبير العسكري العراقي، فإن هذا كله يأتي بالتزامن مع تزايد عمليات التدريب المستمر للكوادر الأمنية والاستخبارية العراقية جعل من مواجهة تنظيم “داعش” متواصلة ومستمرة، وقد حققت نتائج مثمرة وكبيرة في ضرب وتدمير كل القوى الفاعلة، كما أن التنظيم أصيب بنكسات كبيرة، خاصة على مستوى العمليات الانتحارية في داخل المدن ومطاردته وتدمير قواعده في المناطق النائية والبعيدة والتحول إلى صفحات جديدة من العمل، وهو استهداف قيادات التنظيم ورصد كل تحركاتهم.

أربعة عوامل حاسمة الخبير والعسكري والاستراتيجي العراقي يرى أن ما سبق هو الأساس في تحجيم قوة التنظيم والقضاء عليه نهائيًّا، بعد قطع كل موارده وعوامله التي يمكن أن تكون حالة جديدة لإعادة التنظيم، وخاصة بعض القوى الداخلية التي تعمل على إعادة العراق إلى المربع الأول وبمساعدة بعض القوى الإقليمية التي تعمل من أجل مصالحها

إضافة إلى أربعة عوامل حاسمة تتمثل في: ضعف وانهيار المنظومة الاستخبارية لداعش، وضعف الدعم الإقليمي الذي كان يسيطر على المناطق استخباريًّا بسبب الدعم الدولي للعراق في امتلاك المبادرة الأمنية والعسكرية، والوصول إلى نقاط مهمة في هيكل التنظيم الإرهابي وكشف قيادته، والصراعات والمشاكل بين قيادات التنظيم

والتي أثرت كثيرًا على أداء عمل التنظيم في سوريا والعراق.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.