Oliver
سلسلة مقالات فى سفر النشيد-حين تتذوق النفوس حلاوة محبة المسيح فهى لا تجد راحتها إلا فى دعوة المزيد من النفوس لكي تتمتع بنفس المحبة الإلهية.
تقف و تتأمل كيف بكل الطرق تنجذب نحوه القلوب فتهتف.
لذلك أحبتك العذراى.
كل نفس تفرغت لمحبة المسيح هى نفس عذراء.كل نفس تعيش مشتاقة للعرس السمائى هى نفس عذراء.
كل نفس تتمسك فى قلبها بفداء المسيح الذى هو مهرها هى نفس عذراء.
لذلك أحبته العذراى.
العذراوية ليست حالة جسدية و لا حالة نفسية بل حالة روحية.ممكنة للجميع.هى حالة الإنحلال من الكل و التمسك بالواحد.
النفس التى إختبرت و تعمقت فى المحبة و هتفت لحبيبها الآن تشاركنا خبرتها فتشير علينا أن نحب الله حب العذارى.
لنتمتع بنفس ما تمتعت هى لأن حب العذارى عميق مؤثر برئ نقي متشبع بالوفاء.
فيه فرح المحبة الأولى.
حب العذراء الحكيمة يراه القلب أعظم من كل مشاغل الحياة.
لماذا فى هذا النشيد تتنقل العذراء من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع.
تقول بصيغة المفرد (ليقبلني) ثم بصيغة الجمع (أحبتك العذارى) بالمفرد: إجذبنى وراءك و بالجمع (فنجرى) بالمفرد أدخلنى الملك و بالجمع : نبتهج و نفرح بك.
لماذا إذن؟
أولاً لأنها تتكلم عن علاقتها الشخصية ثم تعود لتتكلم عن معرفة المسيح من خلال الكنيسة كلها فمن يتكرس لمحبة الثالوث يصير لوجوده تأثيرا عميقاً في الكنيسة كلها.محبته تتسبب فى إنجذاب نفوس الكثيرين.
يبدأ بنفسه ثم يستخدمه القدير فى شبكة الخلاص.يجذبه الله فيكون مثالاً يتدافع بعده الكثيرون فى علاقة مع المسيح.-ثانياً لكى يعلمنا الوحي أنها ليست قصة حب جسدية.
إذ لا توجد حبيبة تدعو الآخرين لمشاركتها في حب المحبوب بل تفتخر بحبهم له قائلة (بالحق يحبونك).
ما تفعله المحبة فى عذراء النشيد تفعله في جميع العذارى.
فكلهن منجذبات للمسيح.
كلهن يفرحن و يبتهجن بخلاصه و بإنتسابهم له.
كل ما يحدث للفرد يحدث للكنيسة.
الجميع يدخل الحجال (السماء) و يتمتع بالعِشرة الإلهية.
نجد العروس تتكلم بصيغة المفرد حين تسرد أخطاءها أو ما تراه في نفسها.
فتقول أنا سوداء و جميلة .أنا مقنعة,و تقول أنا نائمة و قلبي مستيقظ أنا لحبيبي أنا نرجس أنا سور.
ولا تنسب للكنيسة أخطاءاً.-إن العذارى لم يحببن المسيح من فراغ بل لسبب رائحة أدهانه الطيبة.
كل أعماله المحيية.
كل التقوى تجسمت فى المسيح المتجسد .
لذلك أحبتك العذارى.
كذلك لأن إسمك كمخلص .هو الذى من خلاله إنسكب علينا و فينا الروح القدس الدهن المهراق .
فبسببك و بسبب روحك الساكن فينا بالحق نحبك.
لأن محبة المسيح غير ممكنة بغير الروح القدس.و إنسكاب الروح فينا لا يحصل إلا بإسم المسيح .
هكذا تضعنا المحبة فى الدائرة الإلهية لنظل ننتقل من طِيب إلى طِيب و من دسم إلى دسم .
الآب يجذبنا إلى المسيح و المسيح يجذبنا إلى الآب بالروح القدس .
لا يمكن أن نجرى وراء المسيح بغير أن يجذبنا بنفسه.يو6: 44.لذلك نصلى إجذبنى وراءك فنجرى.
ليس في تبعية المسيح السير ببطء و تثاقل بل الجرى بسرعة وهمة و إرادة.
لذلك حين يجذبنا نجرى بل نشتاق أن نطير مز55: 6.1كو9: 24.
الكنيسة عذراء و عذارى فى نفس الوقت.
لأن كل النفوس فى الكنيسة مخطوبة لنفس الرجل الواحد (المسيح يسوع) لذلك صارت الكنيسة بكل من فيها عذراء واحدة.
لذلك نقول (و بكنيسة واحدة مقدسة) كنيسة متحدة بقلب واحد محب للمسيح عروس واحدة لعريس واحد.2كو11: 2 و لأن كل نفس فى المؤمنين لها تلذذ خاص بالمسيح و إختبارات محبة مختلفة لذلك نقول ( كنيسة جامعة رسولية) .
هى واحدة كجسد المسيح و جامعة لأنها تضم كل الأعضاء .مسيحنا من تحبه نفسى و أيضاً تحبه العذراى.