الزعيم جمال عبد الناصر هو ذلك الزعيم الفذ زعيم الأمة العربية الذى لم يكن يوما أقوالا بلا أفعال بل كان مجموعة من القدرات الفائقة ووضوح الرؤية وسعة الأفق والخيال معا والذى استطاع في فترة وجيزة أن يحقق للمصريين من الأحلام ما فاق خيالهم ليثبت ذلك الرجل أن الإرادة الحقيقة هي السبيل الوحيد لتحقيق أي إنجاز وإلا صارت الوعود كلاما أجوفا لا يساوي الحبر الذي كتب به
الزعيم جمال عبد الناصر الذى ولد يوم ١٥ يناير ١٩١٨م في حي فلمنج بمحافظة الإسكندرية لعائلة من أصول صعيدية حيث انتقل والده من قرية بني مر بمحافظة أسيوط ليعمل وكيلاً لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية وهناك تزوج من السيدة “فهيمه” ابنة تاجر فحم معروف بالمدينة ثم انتقل إلى العيش مع عمه “خليل” في القاهرة بصحبة أشقائه “الليثي – عز العرب – شوقي” وذلك عقب وفاه والدته وهو في الثامنة من عمره حيث كان والده دائم التنقل بسبب ظروف عمله إلا أنه عاد إلى العيش مع والده بعد أصبح مأموراً للبريد في حي الخرنفش بين الأزبكية والعباسية
حصل “عبد الناصر” على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة عام 1937م ثم التحق بكلية الحقوق التي قضى بها عده أشهر لكن ما لبث أن تركها ليلتحق بالكلية الحربية التي تخرج منها عام 1938م ليصبح ضابطاً بالجيش ثم تم تعينه مدرساً في كلية أركان الحرب عقب حصوله على دبلوم أركان الحرب عام 1951م ..
نشأ “جمال عبد الناصر” وسط ظروف الاستعمار الانجليزي وعايش أحداث ثورة 1919م وما تلاها من هيمنه المستعمر الأوروبي على البلاد وتخاذل موقف “الملك فاروق” ملك مصر آنذاك، مما كان له أثراً كبيراً على أفكاره واتجاهاته المناهضة للظروف المحيطة فاقتحم العمل السياسي في سن صغيرة وكان يخرج في مظاهرات الطلاب ضد الاحتلال وسياسة الحكومة، كما كان رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية
استمر “ناصر” في مشواره السياسي حتى اندلعت حرب فلسطين عام 1948م والتي كانت بمثابة الشرارة التي فجّرت عزم مجموعة من الضباط على تكوين تنظيم سرى في الجيش تحت اسم “تنظيم الضباط الأحرار”
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية لذلك التنظيم الذي قام بانقلاب عسكري داخل الجيش عُرف فيما بعد بـ”ثورة 23 يوليو لعام 1952م” التي أجبرت الملك على مغادرة البلاد لتتحول مصر من دولة ملكية إلى جمهورية ويأتي اللواء “محمد نجيب” كأول رئيساً لجمهورية مصر العربية
وفى فبراير ١٩٥٤ استقال “محمد نجيب” وتم تعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء حتى أصبح رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي في ٢٤ يونيه ١٩٥٦م وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى سبتمبر ١٩٧٠م
حقق الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” الكثير من الإنجازات خلال فترة حكمة للبلاد (1954- 1970م) أهمها توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا في 19 أكتوبر 1954م والتي خرج بموجبها الاستعمار الانجليزي من مصر
كما قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل وتأميم البنوك الخاصة والأجنبية في مصر والتوسع في التعليم المجاني على كل المراحل بالإضافة إلى قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتوسع في مجال الصناعات التحويلية
وفي يوم 28 سبتمبر لعام 1970م توفي الرئيس المصري “جمال عبد الناصر” بعد مشاركته فى اجتماع مؤتمر القمة العربى بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردنى والذى عرف بأحداث أيلول الأسود بعد 18 عامًا قضاها فى السلطة عقب إصابته بنوبة قلبية حادة
توفى الزعيم جمال عبد الناصر ورغم مرور كل تلك السنين وهذا الزمن الطويل مازالت صوره تزين منازل البسطاء والفقراء من الشعب المصرى بل انها نزين منازل كل الشعب العربي الذين مازالوا يتذكرونه ويترحمون علية .. رحم اللة قائدنا وزعيمنا خالد الذكر حبيب القلوب الرئيس جمال عبد الناصر نصير الفقراء والبسطاء وناصر الأحرار فى كل مكان
رحم الله زعيم الأمة العربية وناصر عزتها وكرامتها واسكنه فسيح جناته
حفظ الله مصر وشعبها وعاش كفاح الشعب العربى ..