أنتم لا تعرفون الراحل، وعلاقتكم به ليست أكثر من مَشاهد على الشاشة الصغيرة أو الفضــّـية، فكيف تزعجون السكون الحزين والبكاء المحيط به وهو يوارى الثرى؟ تتجمعون بموبايلاتكم كالذباب؛ محاولين تصوير مشاعر الحزن فتفشلون، ويحتقركم الزائرون والمشيــّـعون والباكون ففضولكم المصحوب بالتقاط صُوَر بلهاء أزعجت الملائكة التي تصاحب الموتى حتى يتسلمها دود الأرض.
ألا تشعرون بآلام الأحباب والأقارب وأنتم أكثر عددا من المشيعين، فتتفاخرون بصور صماء، وتنشرونها لحصد لايكات؟
ألا تعرفون أن الحزن كالصلاة في المسجد والكنيسة، فالسماء تراقبكم وتكاد تبكي على سخافاتكم بدلا من البكاء على الراحل الذي لا تعرفونه؟ جنازات المشاهير هربتْ منها الملائكة واقتحمها شياطين الموبايل! احترموا الموت فموعدكم معه قريباً.. قريباً!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 22 سبتمبر 2023