الأحد , نوفمبر 24 2024
السادات
السادات وهيكل

حمادة إمام يكشف : بمناسبة مئوية ميلاده هيكل : مهندس انقلاب مايو الذى مكن السادات من رقاب رجال عبد الناصر

تظل علاقة هيكل بالسادات لغز احتار الجميع فى تفسيره وفك شفراته فمقدمات العلاقة بينهم جاءت على عكس النتائج التى انتهت اليها والتقارب الذى وصل بينهم لحد الالتصاق بعد وفاة عبد الناصر وتصاعده ليبلغ ذروته حتى اكتوبر1973 شهد مسارات مختلفة بدأت بالقطعية ، وانتهت بالسجن وما بين كل هذه المراحل كان السؤال الذى يطرح ما هو حقيقة الدور الذى لعبة هيكل فى التخلص من رجال عبد الناصر ؟

وهل انحاز للسادات أم انحاز لمصر؟.هيكل يقول بعد التأكد من وفاة عبد الناصر وكنا في غرفة الصالون الصغير مجموعة متباينة المواقف والأهداف، لكن مفاجأة ومأساة الرحيل رفعت الكل ـ إنصافا للتاريخ ـ إلى مستوى يستحق التسجيل

كان هناك السادة أنور السادات وحسين الشافعي وعلي صبري وشعراوي جمعه وسامي شرف ومحمد أحمد واللواء الليثي ناصف وأنا.

وكانت هناك فترة صمت ثقيل، وأحسست أنني أستطيع أن أتكلم.

فقد كنت أمام الكل من أقرب الناس إلى جمال عبد الناصر ثم أنني كنت من أبعد الناس عن صراعات السلطة، فالكل يعرف أنني أحصر طموحي كله في إطار مهنتي… وقلت “إن أهم شيء الآن هو الاستمرار وأن نحاول قدر ما نستطيع ملء الفراغ بعده”.

ثم قلت : “لابد أن نختار رئيساً يتولى السلطة ـ ولو مؤقتا ـ على الفور ولا بد في اختيار الرئيس أن نتبع قاعدة موضوعة سلفا.

فليس الوقت ملائماً لوضع قواعد جديدة ولا هو وقت فتح الباب لصراعات بين الأفراد.

وإذا اتفقنا على ذلك، فإن القاعدة الوحيدة التي اعتقد أنها تحكم موقفنا هي الاحتكام إلى الدستور، والشيء الآخر الذي أراه ضرورياً بعد أن نتصرف خطوة خطوة حتى لا نفتح الباب لمساومات وصفقات قد تكون خطيرة في أثرها، أن جمال عبد الناصر كان يشغل ثلاث مناصب رئيسية:

رئاسة الجمهورية، ورئاسة الاتحاد الاشتراكي، ورئاسة الوزارة.

وإذا فتحنا ثلاثة أبواب الآن فقد نجد أنفسنا أمام مآزق متشابكة، ولذلك فإنني اقترح أن تكون هناك “خطوة واحدة في الوقت الواحد” وإذن ننتهي من انتخابات رئيس الجمهورية، ثم يجيء دور اختيار رئيس الوزراء، ثم يختار التنظيم السياسي رئيسه “وكان قد أعد بيان إعلان الرحيل، و اقترح أن يتولى أنور السادات بنفسه إذاعة البيان لكي يعرف الناس أن انتقال السلطة قد تم بسلام

في الثالث من أكتوبر 1970 كتب هيكل للرئيس السادات استقالته من الوزارة، وبعث بها إليه، وحاول السادات ملحا إقناعه بالعدول عنها، كانت وجهة نظره أنه في حاجة إلى هيكل، ثم من ناحية أخرى قال له: “ماذا يقول الرأي العام إذا عرف أن أقرب الناس إلى جمال عبد الناصر استقال بعد ثلاثة أيام من رئاسة السادات”.

وكانت وجهة نظر هيكل، أنه موجود تحت تصرفه، وأنه لا يستقيل إلا من الوزارة ولكنه باق في الأهرام، وهناك في حقيقة الأمر مكانه الطبيعي

وأضاف له: ” إنني ألمح من بعيد صراعات سلطة، فإن الكل بدأ يفيق من الصدمة، وفي الأهرام أستطيع أن أكون بعيداً عن الصراعات، ثم إنني من هناك أستطيع ـ أكثر مما أستطيع في الوزارة ـ أن أشارك في حوار الحوادث والتطورات طليق اليد ومتحرراوبعد مناقشات امتدت معه ست ساعات طلب منه ـ مادام مصراً على الاستقالة ـ أن يبقى معه حتى يتم الاستفتاء على رئاسته، وهو ما حدث فعلا، حيث بقي في الوزارة إلى ما بعد أيام الاستفتاء على السادات لكي يكون “مشرفاً على إدارة الحملة الانتخابية لرئاسته في وجه تيارات كان لها في ذلك الوقت آراء معاكسة”.

ويعتقد هيكل أنه لعب “دوراً مؤثراً ـ سواء كوزير للإرشاد أو كعضو في مجلس الأمن القومي وقتها، أو كرئيس لتحرير الأهرام ـ في المداولات والمشاورات السياسية التي أدت إلى اختيار السادات رئيساً للجمهورية بعد رحيل جمال عبد الناصر”

ويعلل هيكل فيما بعد مساندته للرئيس السادات قائلا: “وأظن أيضاً أنني لم أكن غافلاً عن بعض أسباب القصور فيه لكني تصورت أن أعباء المنصب ووقر المسؤولية سوف تقوى كل العناصر الإيجابية في شخصيته

وسوف تساعده في التغلب على جوانب الضعف فيها، كان في ذهني باستمرار نموذج الرئيس الأمريكي هاري ترومانسامي شرف يشرح هذه النقطة قائلا: “حتى آخر لحظة كان من الصعب أن نحدد موقع محمد حسنين هيكل، منذ الفترة الممتدة من 20 ابريل إلى 15 مايو 1971، حيث تأكد لي شخصياً ذلك.

في يوم 19 أو 20 ابريل كنت والراحل شعراوي جمعة (وزير الداخلية) في مكتب هيكل، الذي طرح موضوعاً قال في آخره “أنت رئيس الوزراء القادم يا شعراوي”.

أنا فوجئت بهذا الخبر، بينما سعد به شعراوي، وعندما خرجنا من عند هيكل قلت له “إيه الكلام ده يا شعراوي، هو هيكل حيعينك أنت رئيس الوزراء!” لكنه سكت

وفي اليوم الموالي قابلته وقلت له ” لقد فكرت طوال البارحة، واستنتجت أن هناك عملية “تخدير” لك، ذلك أن هيكل رشح الدكتور فوزي لرئاسة الوزارة واعتقد، أن أهم دور قام به هيكل في انقلاب مايو 1971 تمثل في تخدير شعراوي جمعه، حيث لم يكن على المسرح سواه

كانت عملية التخلص من العناصر الناصرية المتشددة ليست بالعملية السهلة وتتطلب عملية تأمين داخلي تتواكب مع عملية التأمين الخارجي الذى تعهدت به من قبل إسرائيل ممثلة فى الوعد الرومانى وحسن النوايا الأمريكية والتى نقلتها السعودية إلى مصر

صباح الخميس 13 مايو 71 توجه شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء للخدمات ووزير الداخلية إلى مكتبه فى وزارة الداخلية فى لاظوغلى كعادته كل يوم، ودخل إليه مدير مكتبه المقدم فتحى بهنسى ليوقع منه بعض الرسائل العاجلة، وليضع أمامه مثل كل صباح كشف مقابلاته خلال ذلك اليوم، علم أن الرئيس استدعى ممدوح سالم محافظ الإسكندرية ليلتقى به فى منزله, ولم يثر هذا الموضوع شكا فى نفس شعراوى فى بادىء الأمر

ولكن غياب سامى شرف فى منزل الرئيس، وبقاء ممدوح سالم عنده حتى ذلك الوقت جعل الشك يتسرب على نفسه,

السادات
محمد أنور السادات

فتوجه من الداخلية إلى مكتب الفريق أول محمد فوزى فى الطابق العلوى فى مبنى وزارة الحربية بكوبرى القبة، وانتظر الوزيران فى تلهف حضور سامى شرف إليهما كى يكشف لهما عن سر طلب الرئيس حضوره إلى منزله وسر استدعاء ممدوح سالم محافظ الإسكندرية ، وقبيل الخامسة مساءا انقلب شك شعراوى يقينا فى سبب حضور ممدوح سالم ، فقد أمدت لهم الأنباء الواردة من منزل الرئيس من أحد أعوانهم هناك أن ممدوح مازال موجودا عند

الرئيس، وأن سكرتارية الرئيس اتصلت برئيس الوزراء الدكتور محمود فوزى للحضور وأن البحث جار عن صورة من القسم الذى يحلفه الوزراء أمام رئيس الجمهورية، وكذا عن أحد المصورين ، وعندئذ سارع شعراوى بالاتصال باللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة، وطلب منه إعدام كل ما يحتفظ به فى مكتبه من أشرطة التسجيل, وكذا الأوراق التى بها تفريغ المحادثات التليفونية المسجلة والخاصة بالأشخاص الموضوعة تليفوناتهم تحت المراقبة.

وفى الثامنة والنصف مساء أعلنت إذاعة القاهرة فى مقدمة نشرة الأخبار نبأ استقالة شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية, وأن الرئيس قبل استقالته.وعلى اثر إذاعة الاستقالة بدأ يتوافد على منزل شعراوى جمعة كثير من زملائه الوزراء, ومن أصدقائه ومعارفه, وكان فى مقدمة الذين حضروا إليه الفريق محمد فوزى , و سعد زايد وزير الإسكان, و حلمى السعيد وزير الكهرباء, و محمد فايق وزير الإعلام, الذين سرعان ما استقر رأيهم, وتم اتفاقهم مع سامى شرف

على تقديم استقالاتهم تضامنا مع زميلهم وصديقهم شعراوى.

السادات
وزراء السادات

وعندما أذيعت نشرة الأخبار فى الساعة الحادية عشرة مساء من محطة القاهرة استمع الشعب المصرى فى دهشة إلى أنباء الاستقالات الجماعية التى أعلنتها الإذاعة فى صدر نشرتها الإخبارية.

فقد اذيع نبأ استقالة الوزراء الخمسة سامى شرف والفريق محمد فوزى وسعد زايد وحلمى السعيد ومحمد فايق وبعد قليل أذيع نبأ استقالة عبد المحسن أبو النور ولبيب شقير و ضياء داود ولم يكن هؤلاء الثلاثة قد قدموا استقالاتهم بعد، ولكن محمد فايق أمر بإذاعة النبأ معتمدا على حديث شعراوى جمعة التليفونى له.

السادات تصرف إزاء الموقف الخطير الذى يواجهه تصرفا سريعا, ففى اقل من نصف ساعة استدعى محمد عبد السلام الزيات وزير الدولة لشئون مجلس الشعب، وكان قد تعين فى هذا المنصب منذ أيام قليلة، وطلب منه التوجه فورا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وممارسة عمله هناك بصفته وزيرا للإعلام, وكانت فصيلة من الحرس الجمهورى بقيادة أحد الضباط قد أرسلها اللواء الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون المطل على النيل حيث ضربت نطاقا من حوله, وتمركز أفرادها وراء أكياس الرمل الموضوعة حول المبنى وبعد ذلك

بدأت عملية القبض على رجال عبد الناصر.

كانت عملية التخلص من العناصر الناصرية المتشددة ليست بالعملية السهلة وتتطلب عملية تأمين داخلي تتواكب مع عملية التأمين الخارجي الذى تعهدت به من قبل إسرائيل ممثلة فى الوعد الرومانى وحسن النوايا الأمريكية والتى نقلتها السعودية إلى مصر.

في الثالث من أكتوبر 1970 كتب هيكل للرئيس السادات استقالته من الوزارة، وبعث بها إليه، وحاول السادات ملحا إقناعه بالعدول عنها، كانت وجهة نظره أنه في حاجة إلى هيكل، ثم من ناحية أخرى قال له: “ماذا يقول الرأي العام إذا عرف أن أقرب الناس إلى جمال عبد الناصر استقال بعد ثلاثة أيام من رئاسة السادات”.

وكانت وجهة نظر هيكل، أنه موجود تحت تصرفه، وأنه لا يستقيل إلا من الوزارة ولكنه باق في الأهرام، وهناك في حقيقة الأمر مكانه الطبيعي، وأضاف له: ” إنني ألمح من بعيد صراعات سلطة، فإن الكل بدأ يفيق من الصدمة، وفي الأهرام أستطيع أن أكون بعيداً عن الصراعات، ثم إنني من هناك أستطيع ـ أكثر مما أستطيع في الوزارة ـ أن أشارك في حوار الحوادث والتطورات طليق اليد ومتحررا وبعد مناقشات امتدت معه ست ساعات طلب منه ـ مادام مصراً على الاستقالة ـ أن يبقى معه حتى يتم الاستفتاء على رئاسته، وهو ما حدث فعلا، حيث بقي في الوزارة إلى ما بعد أيام الاستفتاء على السادات لكي يكون “مشرفاً على إدارة الحملة الانتخابية لرئاسته في وجه تيارات كان لها في ذلك الوقت آراء معاكسة”.

ويعتقد هيكل أنه لعب “دوراً مؤثراً ـ سواء كوزير للإرشاد أو كعضو في مجلس الأمن القومي وقتها، أو كرئيس لتحرير الأهرام ـ في المداولات والمشاورات السياسية التي أدت إلى اختيار السادات رئيساً للجمهورية بعد رحيل جمال عبد الناصر”ويعلل هيكل فيما بعد مساندته للرئيس السادات قائلا: “وأظن أيضاً أنني لم أكن غافلاً عن بعض أسباب القصور فيه لكني تصورت أن أعباء المنصب ووقر المسؤولية سوف تقوى كل العناصر الإيجابية في شخصيته، وسوف تساعده في التغلب على جوانب الضعف فيها، كان في ذهني باستمرار نموذج الرئيس الأمريكي هاري ترومانسامي شرف يشرح هذه النقطة قائلا: “حتى آخر لحظة كان من الصعب أن نحدد موقع محمد حسنين هيكل، منذ الفترة الممتدة من 20 ابريل إلى 15 مايو 1971، حيث تأكد لي شخصياً ذلك

في يوم 19 أو 20 ابريل كنت والراحل شعراوي جمعة (وزير الداخلية) في مكتب هيكل، الذي طرح موضوعاً قال في آخره “أنت رئيس الوزراء القادم يا شعراوي”.

أنا فوجئت بهذا الخبر، بينما سعد به شعراوي، وعندما خرجنا من عند هيكل قلت له “إيه الكلام ده يا شعراوي، هو هيكل حيعينك أنت رئيس الوزراء!” لكنه سكت، وفي اليوم الموالي قابلته وقلت له ” لقد فكرت طوال البارحة، واستنتجت أن هناك عملية “تخدير” لك، ذلك أن هيكل رشح الدكتور فوزي لرئاسة الوزارة واعتقد، أن أهم دور قام به هيكل في انقلاب مايو 1971 تمثل في تخدير شعراوي جمعه، حيث لم يكن على المسرح سواه،

المصادر

البحث عن الذات: أنور السادات

الوعى العربى : رياض الصيداوى

أيام السادات الأخيرة :عادل حمودة

خريف الغضب :محمد حسنين هيكل

انقلاب مايو: عبد الله امام

الكاتب الصحفى حمادة إمام

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.