الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
مارى ملاك صادق

لعبة ” نيقيه”

مارى ملاك صادق

بعد لعبة خلقدونية حين بذل الساعون لوحدة شكلية ظاهريه قوتهم فى الترويج لفكرة خادعة بأن مجمع خلقدونية كان خلافا لفظيا بسبب الذات والسياسة وأنكروا أنه كان يحمل في داخله أفكارا لاهوتيه نسطورية علي يد لاون بابا روما و أتباعه .. بدأوا في لعبة جديدة هذه المرة حول مجمع نيقية .. وكأننا إكتشفنا فجأه أننا نؤمن بمجمع نيقيه .. المناسبة هي مرور ١٧ قرن علي المجمع الذي إنعقد ٣٢٥ م

وقد يقول البعض وما المشكلة في الاحتفال بالمجمع الذي نشترك في الإيمان به ؟!

بالتأكيد المشكلة ليست في الإحتفال بالمجمع .. فكل عام نحتفل به .. وما أجمل عقد مؤتمرات وسيمينارات تعليمية حول مواضيع المجمع وتكون فرصة طيبة لزيادة الوعى اللاهوتى والتعليمي

١- المشكلة يا أحباء أنهم منذ سنوات عديدة يحاولون الترويج أن قانون الإيمان النيقاوى هو كل الإيمان الذى يجب علينا أن نتحد فيه أما باقى الأمور فهى تعاليم وليست إيمان ولا يشترط أن نتفق عليها وحولها لنكون واحدا … لذلك فى الإعلان المرفق بالبوست ستجد عبارة ” يعد مجمع نيقية أساسا للوحدة الأرثوذكسية الكاثوليكية “

إذا الإحتفال المشترك له أبعادا أخرى غير الإحتفال ذاته بالمجمع!!

٢- إذا فالترويج لفكرة أن مجمع نيقية هو أساسا للوحدة الكاتوليكية الأرثوذكسية هذا لونا جديدا من ألوان الخداع .. فالشياطين أنفسهم يؤمنون ويقشعرون بما في قانون نيقية

٣- في الوقت الذي يحتفلون به بمجمع نيقية تجدهم يسعون لمخالفة أحد الأمور التي تم إقرارها في المجمع وهي أن يكون الاحتفال بعيد القيامة تاليا للفصح اليهودى وتحدد موعده كنيسة الإسكندرية.. فها نجدهم قد خالفوا هذا بتقويمهم الخطأ وهاهم يبتدعون بدعة جديده منذ سنوات لتثبيت عيد القيامة في أحد أسابيع شهر أبريل كاسرين بهذا الفكر قرار المجمع الذي يحتفلون به وغير عابئين بحكمة الآباء من عدم التعييد مع أو قبل الفصح اليهودى

وهذا مؤشر كاشف و فاضح أن الاحتفال هو ليس تمسكا بل شكلا من أشكال السعي لوحدة شكلية مزيفه أيضا..

٤- هل سيغير الكاتوليك بدعتهم ويصححون “نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحي المنبثق من الآب ” و يحذفون ومن الابن التى أضافوها ويعلنوا خطأهم ؟!

٥- صحيح أن مجمع نيقية توقف عند عبارة نعم نؤمن بالروح القدس .. ولكن فلنكف عن المزيد من الخداع

٦- عشرات بل مئات المرات كتبت أن مشكلتنا في هذا الزمان ليست خلافنا في خلقدونية ولا اتحادنا في نيقية.. فمنذ عام ٣٢٥ وبالتحديد من عام ٤٥١ لم تتوقف البدع والهرطقات الواحدة تلو الأخرى .. وزادت المسافات وصار بيننا هوة عميقة تفصلنا لا بسبب خلقدونية ولا أى بدع قديمة بل البدع الحديثة كمثال وليس حصر اللاهوت الليبرالي الحديث وكيفية رؤية الكتاب المقدس ككل وخلاص غير المؤمنين الإنحرافات الأخلاقية هى أشد من أى خلاف قد حدث في خلقدونية للدرجة التى اعتبرها البعض علي غير الحقيقة خلافا لفظيا وفقط

لذلك كل المحاولات لمناقشة الماضي ببدعه قبل مناقشة الحاضر بكوارثه هي إلهاء للشعوب و إهدار للوقت

وتضليل للمؤمنين .. وفي المقابل كل احتفال بماضى كان مشتركا لإخفاء حاضر مهلهل هو ضلال وتضليل .. ظننت حين أعلنت كنيستنا في مجمعها عن احتفالات خاصة بنيقية أنها صحوة لاهوتيه و نشاط روحي عظيم ولكن بعد هذا الإعلان الروماني ظهر الأمر أنه فى الأغلب إتفاقا و تدبيرا فى طريق مرسوم لنسير عليه .. ولكنه ليس الطريق!

نهايته.. ليحيينا الله لعام ٢٠٢٥.. فنحن لا نعلم كيف سيكون العالم ولا أين سنكون ولا نعلم ماذا سيحدث في الغد فيكفي اليوم شره.. ولكن أردت مشاركتكم فقط بما دار داخلي لعلنا نستيقظ ونعى و ننتبه لحين يأتي الوقت المعين .. ملحوظة: الموضوع مشترك مع الأرثوذكس الخلقدونيين كخطوة مبدئية من روما .. ربنا موجود

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.