الجمعة , نوفمبر 22 2024
ماجدة سيدهم

عظيم حزنك أيتها المدينة الساحرة ..درنة..

عظيم حزنك أيتها المدينة الساحرة ..درنة.. عظيم رعبك حين علقت العاصفة على شرفاتك طوفان من الدموع المالحة وتركتها منكفئة على ما تبقى من جدران فتحولت كل البيوت إلى أشباح مشنوقة بأسرار الحزن عظيم هولك أيتها المدينة العذبة حين صارت شوارعك سرادق متشابك من الذكريات التى لن تنمحي بينما تبدلت الأهالي إلى جمهور متهالك من المشيعين

يفتشون في الوجوه الشاردة عن متكأ وليس سوى صغار بلا أم وقلوب التهمها الرعب وعشاق كانوا هنا والآن تبعثروا بلا مستقر

عظيم حزنك يا مدينة الاحتواء لكل الغرباء وكل التنويعات المختلفة من دون تمييز

درنة الحلوة والمحبوبة لقلبي وأحلى السنوات على مائدة خبزك وكرم بيوتك وحنة أعراسك ومرح بحرك وعظمة مثقفينك .. هل مازالت رائحة توابلك تفوح من ممرات الأسواق المعتقة بأعشاب الجبال أم فجأة تكسرت الطناجر عن مواقدها وفرغت الموائد من رائحة الحبق وأعواد القرفة

هل مازالت صحبة الصبايا مليئة بالرهانات وبحكايات خبز التنور وشاهي العصور أم اختفت عنك ضحكات لياليكي الشتائية الدافئة .. خبريني ماذا بعد كل هذا العناء هل خجل هياج البحر من فعلته الرعناء !

هل اعتذر المطر حين أطبق على عنقك بصرامة والقى بك عارية من دون تمهل لوداع أهل أو اطمئنان على أحباء وغاب الغاليين.. غابوا جدا

عظيم جنونك ياحاضنة الأخضرار وحكمة الغناوي الرشيدة .. وعظيمة هي قوتك فحتما ستنحنى ثورة الطبيعة أمام صلابتك حين تمسيحين عن عينك كل هذا العناء وتزرعين الابتسامة بملامحك من جديد.. بالتأكيد ستتغيرين

وبالتأكيد سيمر من هنا عجوز يحكي لصغار لم يولدوا بعد “كانت هنا مدينة مبهرة هي رفيقة الجبل وشريكة الغابات في المسامرات التى لا تغلبها أعاصير ..كانت مخزن ملئ بالأسرار الغنية ..الآن اختفت لكنها لم تنهزم لذا صارت لكم اليوم أكثر بهاءا وشموخا وانطلاقا واتساعا آخر لحكايات اكثر سعادة ” درنة العظيمة ..قد يندهش الصغار يوما من سرد حكايا العجائز لكنك ستبقين أنت أنت الساحرة رغم البقايا وقسوة الحطام

دمت قوية ياحلوة ودام شعبك كعهده متحديا .. كل التعازي للأحباء والأصدقاء الذين فقدوا أعزاء لديهم في طوفان درنة ..

الصور للفنان الشاب أمين العوكلي الله يحفظ حياته

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.