الخميس , ديسمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
القمص سرجيوس

القمص الفريد ( 3)

بقلم /عصام الجوهري

ولد القمص سرجيوس في جرجا 1883 ودعى اسمه ملطي سرجيوس عبد الملك التحق بالكلية الاكليريكية في عمر 16 وعمل أول مظاهرة في تاريخ الكنيسة عندما وقف مطالبا بتحسين أحوال الطلبة ( القليلين جدا في الكلية)

وعندما راي المبني حقير وحياة الطلبة غير آدمية وليس من يسمع شكواهم اقدم علي فعل غريب فقد اشعل النيران في المكان ليتم تجديده في تصرف يعبر عن شخصيته المتمردة والثورية غير المبالية بشء أو بحد

وتخرج بعد أربع سنوات وبدأ يعظ في مناطق متفرقه من مصر مثل الزقازيق والفيوم وملوي ورسم قسا فيها وذاع صيته فاستدعاه نيافه الأنبا مكاريوس مطران أسيوط ( الذي صار البابا 114 فيما بعد ) ورقاه الى رتبة قمص سنة 1907 باسم القمص سرجيوس سرجيوس وعينه وكيلا لمطرانية أسيوط وعمره لم يتجاوز 24 عام وبدأ في دعوته لتحسين وضع الاكليروس مما اغضب منه الكثيرون من الكنيسة ومن المجلس الملي وزادت مشاكله

ثم طلبه مطران وشعب السودان ليخدم في كنيسة الخرطوم ويكون وكيلا لمطرانية السودان هناك واندمج القمص سرجيوس الى جانب خدمته في المجتمع السوداني وراى ما يقع على المجتمع من ظلم من الاحتلال الإنجليزي فعلا صوته ضد الظلم وندد بالاحتلال وقد أنشأ مجلة اسمها ( المنارة المرقسية)

وبعد ثلاث سنوات تخوف الانجليز من خطبه واحاديث فطردوه من السودان الى مصر سنه 1915 ليأتي وليس لديه كنيسة يخدم فيها فذهب الى منطقه القللي واشتري قطعه أرض وقرر انشاء كنيسة فيها وصار يعظ الناس هناك في الأرض الخلاء والتف الناس من حوله ويعجبون بوعظه فيشاركون معه في بناء الكنيسة الجديدة

وفي خلال شهور بسيطة يتم البناء ويصبح المكان مركز خدمة ونشاط في المنطقه كلها وحين تم القبض علي سعد زغلول وبدأت ثوره مصر 1919 كان الرجل احد ابرز قادتها واحد ابرز خطبائها وللأمر قصة أخرى فالرجل لم يستكنف يوما ان يخطف في أي مكان وينادي بحرية سعد وحرية مصر والمصريين وحين دعي للخطابة في مسجد

احمد بن طولون لم يتاخر لحظة واحدة وحين اعجب به المسلمون قبل المسيحيون فاستدعاه المسلمون ليخطب في الجامع الأزهر أكبر المساجد المصرية على الاطلاق فظل يخطب في الجامع الأزهر أكثر من ثلاثة شهور كل يوم بلا انقطاع أكثر من مرة في اليوم حتى دعاه سعد زغلول ب(خطيب الثوره الأول)

وكان سعد زغلول يطلبه بالأسم ليخطب في وجوده ويقول هذا هو خطيب الثورة فاعتقله الانجليز عام 1920 مع الشيخ القاياتي احد مشايخ الأزهر ومحمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر فيما بعد وابعدوه الى رفح

وظل هناك 80 يوما فدعته الصحافة المصرية بخطيب الأزهر المعتقل و كان القمص سرجيوس صاحب افكار إصلاحية ترفع من شأن الكنيسة القبطية و لكن بسبب طريقته الثورية ونشره المستمر لكل مشكلة في مجلته المنارة المصرية وقف ضده بعض الذين لايريدون إصلاحا ولا تقدم للكتيسة فاوغروا صدر البابا البطريرك ضده لأنه نادي بإصلاح أحوال الآباء الكهنة وتحديد مرتب ثابت لمعيشتهم

( كان الكاهن في هذا الزمان يعمل في الزراعة أو التجارة أو غيرهما ثم يذهب للكنيسة وقت الخدمات فقط بعد أن يغير ثيابه )

هذا الأمر كان يرفضه القمص سرجيوس وحين طالب باصلاح الأمور احس البعض بأنه ينادي بثورة في الكنيسة وأنه كاهن مُسيس ضد ما هو متعارف عليه فصدر حكم من البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 بحرمه للمرة الأولى ثم اعاده البابا ثم حرمه مرة أخري لمواصلاته الوعظ ومقالاته النارية الداعية للإصلاح على صفحات المنارة

ثم تولى البابا يؤانس 113 رفع عنه الحرم واعاده الي رتبته وعين مستشار للمجلس الملي 1935 ثم ما لبث أن عزله وتم حرمه مرة جديدة ثم جاء البابا مكاريوس الثالث 114 وكانت علاقته قوية بالقمص سرجيوس

وكان من أشد المعجبين به وبغيرته الكبيرة على الكنيسة وكان يقول له ( انت عالم من علماء الكنيسة يا ابونا سرجيوس ) و بعد فترة جعله وكيلا للبطريركية 1944 وبعد نياحة البابا مكاريوس وتولي البابا يوساب الثاني

وكان من نفس بلد القمص سرجيوس جرجا بسوهاج قرب القمص سرجيوس وجعله وكيلا للبطريركية ولكن تصرفات خادم البطريرك الذي يدعي ( ملك جرجس ) المخزية اضطرت القمص سرجيوس للمواجهة والتجديد به علي صفحات المنارة فتم حرمه مرة اخري بمشورة ملك ثم عقد معه صلحا

وجعله وكيلاً للبطريركية ولكن تحديده ( ل ملك ) جعل البطريرك بعزله ويحرمه وكان رد القمص الثوري عنيفا فقد قاد القمص شعب كنيسته في مظاهرة الى البطريركية واتصل ( ملك ) بالشرطة فاستخدم القمص ذكاءه الخطابي

ونادي بشعار ( يسقط ملك.. ويحيا الملك ) وهنا فتحت الشرطة أبواب البطريركية ودخل الشعب هاتفين وتأزمت الأمور وحرم القمص لفترة لمدة سبع سنوات الي أن جاء البابا كيرلس 116 والذي كان يعرف قدر الرجل فقعد معه مصالحة واعاده الي كهنوته وكرمه واستمر في الكنيسة غير مغضوب عليه الى أن تنيح عام 1964 لا شك أن طريقة القمص سرجيوس العنيفة في الهجوم غير المسبوق علي الكنيسة والبابا البطريرك علي صفحات المنارة وخلال خطبه وعظاته أو قيادته للمظاهرات ضد البابا كانت أمر غير سليم كنسيا وغير محتمل كهنوتيا

وغير مسبوق علي الاطلاق حتي وصل به الأمر في أحدي المرات أنه قرر أن يقوم بنفسه بسيامة كاهن شريك له في الكنيسة يدعي دكتور تودري غير أنه تدارك االأمور واوقف الرسامة وجاء أحد المطارنة وأكمل السيامة لتصبح قانونية

لقد كان الرجل ثائرا في كل الاتجاهات حاصدا كل العقوبات الممكنة بحق أو بغير حق فما قصته مع ثورة يوليو؟ ولماذا حاولوا استغلاله في البداية ؟ ولماذا قلبوا عليه ؟ ولما صادروا كتبه ومجلته وحددوا إقامته لمدة عام ؟ وما علاقته بالإخوان المسلمون و مرشدهم حسن البنا ؟ ولماذا قال جملته الشهيرة ( الموت ولا حكم عم حسن )؟

ولماذا هاجمه البابا شنودة وكتب ضده شعرا ثم عاد ومدحه ؟انتظروني في حلقة جديدة من#القمص_الفريد#عصام_الجوهري

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.