الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
أيقونة السيد المسيح

المسيح الإله فى الكتاب المقدس

عز توفيق

صرح يسوع المسيح بشكل علني أنه الله مما أثر ذلك على من هم حوله فيقول الكتاب المقدس: “فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه.

لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله”3

وفي مناسبة أخرى قال: “أنا والآب واحد” وبعدها أراد اليهود أن يرجموه فسألهم لأي عمل صالح تريدون أن تقتلوني فأجابوه: “لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً”4

لقد صرّح يسوع بوضوح أنه يتمتع بصفات لا يملكها الاّ الله وحده.

عندما أتى رجل مشلول يريد من يسوع أن يشفيه “أخبره يسوع” يا إبني مغفورة لك خطاياك وقد أثر ذلك على القادة الدينيين الذين قالوا في قلوبهم “لماذا يتحدث هذا الرجل بهذه الطريقة إنه يجدّف ” الله وحده يمكن أن يغفر الخطايا”.

وفي لحظة حرجة عندما كانت حياة يسوع على المحك سأله أحد القادة الدينيين: “أأنت المسيح إبن الله؟ فقال يسوع أنا هو.

وسوف تبصرون إبن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء.

فمزّق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد إلى شهود.

قد سمعتم التجاديف”5

“فقالوا له أين هو أبوك.

أجاب يسوع، لستم تعرفونني أنا ولا أبي لو عرفتوني لعرفتم أبي أيضاً”6

“لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه”7

“والذي يراني يرى الذي أرسلني”8

“وها أنذا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فليبس، الذي رآني فقد رآى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب”9

“لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي”10

“الذي يبغضني يبغض أبي أيضاً”11

“من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله”أدلة من حياة يسوع المسيح

أولاً: شخصيته الأخلاقية ذات القيم تزامنت مع إدعاءاته.أنه فريد ومتميز مثل الله.

لقد كان المسيح بدون خطية وكان المسيح قادراً على مواجهة جميع أعداءه والرد على أسئلتهم “من منكم يبكتني على خطية”14قرأنا عن تجربة يسوع المسيح في البريّة ولكننا لم نسمع أبداً منه إعترافاً عن إثم إرتكبه بالرغم من أنه طلب من أتباعه أن يعملوا ذلك أي أن يطلبوا غفراناً لخطاياهم.

إنه لأمر مذهل عدم وجود أي إحساس بالخطية عند المسيح “القريب من الله ” فكلما إقترب الشخص من الله أدرك كم هو فاشل وخاطيء وهذا صحيح بالنسبة لأعظم الروحانيين والقديسين ولكن ليس بالنسبة للمسيح.

حتى أن يوحنا وبولس وبطرس الذين يعلمون شمولية الخطية قالوا أن المسيح بلا خطية أو إثم “الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر”.15

وحتى بيلاطس الذي لم يكن صديقاً للمسيح تسائل قائلاً:”و أي شر عمل؟”والقائد الروماني الذي شهد موت المسيح على الصليب والجنود الذين كانوا معه قالوا: “حقاً كان هذا إبن الله”16

ثانياً: المسيح بين سلطانه على الطبيعة التي لا يستطيع إلا الله وحده التحكم بها.إستطاع يسوع أن يهدأ العاصفة بكلمة واحدة. “فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.

فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه”.17

أطعم المسيح 5.000 شخص في معجزة السمكتين والخمس خبزات.

وأعاد للأرملة إبنها الوحيد بإقامته من بين الأموات، وأعاد الفتاة أيضاً من الموت إلى حضن أباها المنهار.

والعظيم في هذا الأمر أنه حتى أعداء المسيح لا ينكرون حدوث هذه المعجزات مع العلم أنهم حاولوا قتله وقالوا: “إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا”.18

ثالثاً: أظهر يسوع قوة الخالق وسلطانه على الأمراض والمرضى.

حيث جعل الكسيح يمشي والأصم يتكلم والأعمى يبصر ومعظم آيات الشفاء كانت لأمراض خلقية وليست عرضية مثل تلك التي نجدها في يوحنا 9 والتي تتحدث عن الرجل الأعمى منذ ولادته.

لقد كان هذا الرجل مذهولاً فعلاً ويقول أن كل ما يعرفه هو أنه كان أعمى و الآن أبصر.

لقد كان يسوع الإله الشافي الذي يفتح عيون العمي.19

رابعاً: الدليل الرائع الذي يثبت صحة إدعاء المسيح الألوهية هي قيامته من بين الأموات.

تنبأ يسوع خمس مرات بموته و تنبأ أيضاً كيف أنه سيموت ويقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه سوف يظهر لتلاميذه.

بالتأكيد فإن هذا يعد أعظم دليل على أن يسوع المسيح هو الله.

جميع أصدقاء يسوع وأتباعه وحتى أعداءه شهدوا على قيامته من بين الأموات ليكون ذلك كأساس لإيمانهم.

لقد كتب بولس أعظم الرسل وشهد عن ذلك ولو لم يقم يسوع من الموت لكان لا معنى لإيماننا.20 بنى بولس الرسول كل المسيحية على قيامة المسيح الجسدية من الموت، وهذا أعظم حدث في التاريخ.

وبما أن المسيح قد قام فعلاً من الموت فنحن بالتأكيد نعلم بثقة وإيمان أن الله فعلاً موجود ولذا يمكننا أن نتعرف عليه وعلى شخصه وعلى كيفية التواصل معه.

إن لم يكن المسيح قام من بين الأموات فإن المسيحية لن تكون إلا قطعة أثرية في متحف و ليس أكثر من ذلك.

فلن تستمر ولن يكون لها أهداف ولا تمت للواقع بصلة.

قد تكون المسيحية عبارة عن أفكار جميلة مليئة بالأمل ولكن لن يكون لدى أحد غيرة عليها؛ لن يكون هناك شهداء يطعمون للأسود ولا مبشرون يهبون حياتهم ويضحون بها في سبيل نشر كلمة الله للآخرين.

شاهد أيضاً

المغرب

مهرجان الفوضى الخلاقة ؟

نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.