الخميس , نوفمبر 21 2024
رامي كامل

دور المسيحية فى بلورة الهوية القبطية

كثير ما بجد اصدقاء مثقفين واقفين عند حبة اسطمبات و معلبات وضعت فى كتب وأصبحت مراجع و بيتم تريديها بدون فحص حقيقى وتدقيق زى أن القبطى مش شرط يكون مسيحى وكأنت المسيحية مكون رئيسى فى القبطية.

تعالى يا صديقى نفحص الأمر بدقة ، نقدر نقول تاريخيا أن القبطية بدأت لما واحد من الرعامسة “رمسيس ال ١٣ تقريبا” استعان بفرق مرتزقة يونانية وقرر يسكنهم شمال الدلتا فى قرى والملوك التاليين له استعانوا بفرق أكتر

لدرجة ان مصر قامت بسك عملة ذهبية مخصوصة لأن دول مكنوش بيستخدموا المقايضة المصرية يعنى ده لم يكن مكنش فلاح بيحارب و اجرته بتاو وبيرة ولحمة لكن ده كان جندى محترف أجرته دهب وأراضى.

الجنود دول كونوا قرى و عاشوا حساتهم لكن كانت اللغة عائق لأن المصريين عندهم ٣ خطوط ومئات الرموز

واليونانيين اختصروا ده كله فى ٢٨ رمز صوتى ومع الوقت ظهرت القبطية الأولى كبديل عامية للمصرى القديم متطور عن الديموطيقى وكبديل لليونانى بيحمل بساطته وكلمات مصرية قديمة بتتكتب بالخط الجديد

وده يا فندم كان العصر القبطى المبكر اللى القبطية فيه كانت مجرد لغة بتنمو وشوية احتكاك ثقافى يكن فى النهاية كله معزول عن بعضه واليونانيين فى الاسكندرية والمصريين فى القرى.

لما دخلت المسيحية مصر وجدت اللغة القبطية منتشرة ومستخدمة فاستخدمتها مع المصريين واليونانيين

استخدمت معاهم اليوناني كلغة رسمية لكن كان حتى الحكام بيستخدموا مع المصريين اللغة القبطية مع دخول المسيحية مصر بدأ المصريين يستخدموا فهمهم للاهوت المصري القديم فى فهم اللاهوت المسيحى

وكونوا أول مدرسة لاهوتية فى العالم المسيحى بتقدم فكر لاهوتى متكامل و ده خلى مدرسة الإسكندرية لها السيادة على العالم المسيحى لقرون لأن اللاهوت القبطى اللى كان عبارة عن لاهوت مصرى قديم تراكم مع لاهوت يونانى

و رومانى فى أطار قبطى فى الاسكندرية كله بيتحول للاهوت جديد بيلغى كل القديم ويعتبره وثنى وبيقدم فهم حقيقى للاهوت المسيحى نابع من فكر عميق اتبلور على مدار حوالى ٥٠٠ سنة من المجادلات اليونانية والمصرية.

جاءت المسيحية من أجل نقل القبطية من مرحلتها المبكرة لعصرها الذهبى عصر اوريجانوس واثناسيوس

واكليمندس و ديديموس وغيرهم من عمالقة الفكر المسيحى فى العالم اللى بيتقال عليهم “آباء سكندريين” وهما فى الحقيقة “اباء اقباط” لأن الاسكندرية ومدرستها جزء من حضارتنا القبطية.

المسيحية طورت صيغ الرهبنة والتبتل المصرى لصيغ روحانية أعمق وانتجت أنبا انطونيوس الكبير وأنبا شنودة رئيس المتوحدين و الذي وضع قواعد التوحد وطورت كمان مفاهيم الطقس ودمج الثقافة داخل الطقس زى استخدام البخور و الشموع.

ده كان اسمه العصر القبطى الوسيط أو الذهبى أما بعد دخول العرب مصر فاسمه العصر القبطى الممتد وده بنعيشه حتى الأن

ممكن تقول على نفسك مثقف بس لما تقول على نفسك قبطى يبقى لازم تكون فاهم مش تقول أى كلام.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.