جمال رشدي
صرح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مداخلته في المؤتمر العالمي الأول للسكان والصحة والتنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة الثلاثاء 5 سبتمبر، أن “مشكلة السكان من المشاكل الكبيرة، في مصر وكانت من أسباب من التحديات التي واجهنا في 2011، لأن الناس خرجت في 2011، لأنها حست إن الدولة لا تستطيع أن تقدم لهم المطلوب”.
ومن تصريح السيد الرئيس نعلم أن مشكلة الزيادة السكانية هي أم المشاكل ومصدر كل الأتعاب، والسبب الرئيسي فيما حدث من خروج كاد أن يدمر الدولة في 2011 ، والسؤال هنا لماذا لم تتخذ القيادة السياسية خطوات فاعلة لعلاج تلك المشكلة؟ ولماذا تركتها تستفحل وتصل إلى مرحلة الانفجار الذي يكاد يبتلع الوطن كليًا ؟
فنحن ليس في حاجة إلى تشخيص المشكلة وتوضيح أبعاد خطورتها، لكن نحن في حاجة ماسة إلي طرح استراتيجية عمل تتضمن علاج فعال قوي وسريع. مصر لا تمتلك رفاهية الطرح والمناقشة أمام تلك المشكلة التي تحولت إلى انفجار كبير وأصبح مستنقع في طريقه إلى ابتلاع الأخضر واليابس، نعم مشكلة الزيادة السكانية ليست مشكلة إنجاب لعدد من السكان يطارد أي عوامل تنمية، بل مشكلة توليد أمراض متنوعة تزداد وتتسع مساحتها ساعة بعد الأخرى، فكما شخصها السيد الرئيس أن المشكلة سببها عدم وجود وعي وإرادة، ذلك التشخيص يعني أن هناك موروثات عتيقة تتحكم في سلوك الآسر، منها ما هو ايدلوجيًا ومنها ما هو قبليا وكليهما مصدره عدم الوعي والجهل.
فسنويًا يتم توليد ما يقرب من اثنين مليون ونصف طفل معظمهما من الشرائح التي تعيش في قاع المجتمع، ذلك القاع العائم على أمراض مستعصية، من الفقر والجهل والمرض والبطالة والتطرف، وهذا يعني أن هذا العدد ما إلا مزيد من اتساع مساحة وتنوع تلك الأمراض، ومن هنا التشخيص السليم، بأن الزيادة السكانية هي المصدر الأساسي لجميع مشاكل مصر.
وعلي اثر ذلك يتطلب العلاج عدة خطوات فورية وعاجلة تتمثل في سن قانون من مجلس النواب يقرر منع الدعم بكل أنواعه عن جميع أفراد الأسر التي لا تلتزم بأنجاب طفلين فقط ، مع عدم استفادة تلك الآسر من أي فرص مميزة، مثل الاستفادة من السكن الاجتماعي أو التحاق الأولاد ببعض الجامعات مثل الكليات العسكرية والشرطة وعدم الاستفادة من أي بعثات تعليمية أو تأمين صحي … الخ ، والعكس هو الصحيح للآسر التي تلتزم بأنجاب طفلين فقط فتحصل علي جميع الدعم وكل المميزات التي تطرحها الحكومة بجانب بعض المحفزات الأخرى مثل المساكن المميزة التي تطرحها الحكومة مع التحاق الأطفال بالمدارس والجامعات المميزة وحصولهم علي بعثات تعليمية ، بجانب ذلك منح تلك الآسر بطاقة ” فيزا ” بنكية تمنحهم 5% علي جميع المشتريات والتعاملات … وهكذا من مميزات.