الجمعة , نوفمبر 22 2024
رامي كامل

من دفتر الخدمة …. طبيبة الأرياف

رامي كامل

دخلت الى طرقات المستشفى الباردة و صعدت فى المصعد مع عامل المصعد و رجل كلاهما يرمقونى بزاوية عيونهم ثم مشيت فى هذا الممر ذو الضوء الخافت و البلاط البارد ، هل تعرف تلك الأجواء التى تنزع منك المشاعر وتقلب اى موقف الى أرقام و حسابات.

صافحته ، اصلع قصير القامة رسم الزمن على وجهه عدد أيام حياته و الدموع تجد طريقها على وجهه.

حصل ايه ؟

حاولت تنتحر ارتكزت بظهرى الى الحائط وتذكرت تلك الطبيبة التى قررت ان ترحل فقد كانت تسبقنى بقرابة العشر سنوات وكنت أتابع جميع الشباب وعيونهم التى تترقبها فهى متوسطة الجمال لكن أدبها جم وحديثها خلاب.

تخرجت من كلية الطب وتدربت فى القصر العينى ثم تزوجت من أستاذى فى الخدمة ثم انقطعت أخبارها حتى وصلنى عنها أول خبر بأنها هربت مع صديق لها مسلم.

كنت فى بدايات الخدمة فتركت إدارة الملف لصديق خبرته أكبر وتعلمت منه الخدمة وفى خدمة الارتداد خبرة اليوم تساوى أعوام لكن بعد عودتها كنت مهتم بالحديث معها

كنتى الميس بتاعتى و أنا صغير ، مش متصور أن اللى ادتنى صورة الملاك ميخائيل و كتبتلى فى ضهرها “كان الرب مع رامى فكان رجل ناجح” أنها تسيب الرب.

فيه أمور انت متعرفش عنها حاجة و مظنش أنك تقدر تفهمها .

تقصدى علاقتك بسليم . أنت مش فاهم حاجة.

اشرحيلى – أنا وبيتر اتجوزنا عن حب وأنا اتعينت قرب بلدهم فى الأرياف بس مع الوقت الحب ده تراجع ، تراجع جدا ، مبقاش فيه غير الاولاد و بس.

وهنا دخل سليم – سليم كان أخر مرحلة ، أنا حاولت كتير أمسك حبل العلاقة مع بيتر ، بس هو بين الشغل

وأصحابه والعيال وكأن اللى نايم جنبها حجر.

سليم دمه خفيف . دمه خفيف و جرئ و بيفهم ومجامل ، قصة شعرى بتعجبه ، لو هدومى ، برفانى .

دخل بعد مناقشة الفساتين و البرفان فى مناقشة اللاهوت- محصلش و متنقشناش فى الدين خالص – أومال أيه ؟

اتناقشنا فيا وفى حياتى و من سنة و نص كان بيتر بره حياتى ، عايشة معه و بس زى ما هو عايش معي و بس

و فى اخر شهرين حسيت أنى مقدرش استغنى عن سليم ، بنفطر سوا وبنتكلم سوا و كل أسرارنا عند بعض

و طبيعى يحصل بينا علاقة. ليه متطلقتيش من بيتر ؟ الطلاق سكته طويلة وأنا عاوزة أولادى .

قررتى تأسلمى – قررت أكمل مع اللى بحبه – حلو ورجعتى ليه ، معاكى ولادك والراجل اللى بتحبيه – لأنى مش عاوزة أغير دينى أنا عاوزة ولادى.

انتبهت على صوت أبوها -تعالى … هتشوفها دخلت عليها الغرفة بعد حديث من طرف واحد وصمت منها وتحقيقى فى أسباب الانتحار – هو سليم عمل كده فعلا ؟ لم أكن أعلم ماذا فعل سليم قالت – قذر – هو ممكن ينفذ تهديده ؟

قالت – نفذ فعلا و نشر الفيلم على المواقع القذرة زيه – كان عندك فكرة عن الأفلام دى ؟ قالت – خالص ، هو كان بيصور علشان مقدرش افلت من تحت ايده و لما رجعت حاول يبتزنى فى فلوس و لما اصريت أنى مش هخضع نشر.

حاولت أن اطيب خاطرها بما تيسر من كلمات و خرجت بعد الزيارة تاركا على هذا السرير حطام إنسانة كانت يوما ملء السمع و الأبصار وعلى باب الغرفة أب مكلوم فقد كنزه فى الرحلة.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

تعليق واحد

  1. واحد من الناس

    لم ولن ولا أتعاطف مع المجرمين الحقييين والذين يرتكبون جرائم عن قصد وهم يعرفون ذلك ..وتبريرهم لجرائمهم أعتبره أكبر من الجريمه نفسها . هذه الطبيبه مجرمه بكل ما تحمله الكلمه وخططت لجريمتها بدم بارد واستهتار منقطع النظير ..كيف سمحت لنفسها بهذا الانحدار الأخلاقى والسقوط المدوى
    والانحطاط وهى على ذمة رجل ولديها أطفال وأهل اسره وأسره صغيره ؟ لا أجد أى عذر لها ..ولماذ لا تعيش فقط من أجل أولادها ؟ ولماذا لم يشتكى زوجها من برود الحب بينهما ..ولماذا لا تكون هى السبب ؟ قمة الخيانه وأستغرب أنها تشتكى من برود زوجها معها . أما سليم فلا غرابة أن يكون ذئبا خاطفا وهو يعرف أن عئشيقته على ذمة رجل أخر ..يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.