الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
بشار الأسد

لوغاريتم نصف البطل

 عيد اسطفانوس 

المنطق يقول أن الحاكم الذى يصمد اثنتا عشر سنه ولا يزال  فى وجه جبروت أعتى جيوش الكرة الارضية ، هذا المنطق ( ان لم يكن معكوسا ) يقول ان هذا الحاكم بكل المقاييس بطل أو على الأقل نصف بطل أو أى تصنيف من

درجات البطوله ، لكن المنطق هنا  يعجز عن مجرد البوح بذلك أرضاءا لحراس تابوهات لايجب تجاوزها أو خدشها بأى حال من الأحوال والا فالعواقب وخيمة ، وحتى لانتعرض لأى من هذه العواقب الوخيمة

سوف لا نقول أننا هنا نعنى بشار الأسد أو قاتل شعبه كما يلقبه ناعتوه المعارضون ، لكن الاشكالية هنا ليست فى المنطق أو من هم ضد المنطق ،الاشكالية تكمن فى الواقع على الارض فى البشر أنفسهم ، فهؤلاء هم منصة اصدار الاحكام  ،الاحكام التى  

هى عنوان الحقائق وأحد هذه الحقائق هى حالة سوريا ، سوريا  الجريحة درة  الهلال الخصيب والصليب سوريا معقل البعث والعلمانية سوريا معقل النموذج الذى كان فى فن التعايش بين الاعراق والاثنيات والديانات

نعم الاشكاليه فى البشر فهم نفس البشر الذين مجدوه ورسموا صوره فى كل الشوارع هو ووالده  طيلة نصف قرن من الزمان وهم نفس الاشخاص الذين غرر بهم وانقلبوا عليه وعلت هتافاتهم فى الشوارع يسقط يسقط  ثم فوجئوا أنه لم يسقط فاسقط فى يدهم وباتوا حائرين .

نعود الى اللوغاريتم المحير المختلف عليه  من الجميع هل الاسد بطل ؟؟ وللعلم هذا اللوغاريتم لا ينطبق على حالة الاسد فقط لكن القائمة طويلة زمنا وجغرافيا ، وعلى سبيل الحصر عبد الناصر الذى لم يرى نصرا واحدا فى حياته

بل انتكسنا أعظم انتكاسه فى التاريخ فى أيامه هذا الرجل له مريدون ومدرسه وأحزاب باسمه حتى اليوم باعتباره بطلا  ، وحتى النازى الأول المتفق عليه من الجميع هتلر الذى أحرق بشر أحياء فى أفران الغاز هناك  دعاوى  بزغت فى كل أوربا تنادى به بطلا ، وصدام حسين وبعد عقدين من الزمان يترحم الآن كثيرون عليه  متسائلون كيف كان هذا الرجل يسيطر طيلة ربع  قرن على هذه المرجل المملوء بالطوائف والميليشيات والعداءات ويغلى وينفجر كل يوم ، والرجل الذى احترقت بعده دولة بكاملها

وأصبحت أطلالا منقسمة ترتع فيه الميليشيات وينعق فيها البوم بعد أن كانت دوله غنية تنفث ألأموال فى كل اتجاه ألا يستحق القذافى بهذه المقاييس أن يكون بطلا  

فقد حكم هؤلاء لأربع عقود وكانوا يهتفون له حتى تنزف حناجرهم دماء ، وبالقياس ألا يستحق سياد برى أن يلقب بطل بعد أن سويت دولة كان يحكمها بالأرض ، والسادات هل هو بطل السلام الحائز على نصف نوبل أم هو من جر المنطقة كلها والعالم لمستنقع التطرف والارهاب وكان أول من دفع الثمن مضعفا ، وكثيرون نمجدهم صباحا ونجلدهم فى المساء  .

نعود مرة أخرى لهذا السؤال حتى لا نتركه معلقا كذبيحة نجسة هل الاسد بطل ؟؟ لكننى أعتقد أن الاجابه على هذا السؤال  تتطلب تطهير البيئة المحيطة من الملوثات التى استدعاها معارضو الاسد وكارهيه ، استدعوا تحالف دولى

كما فعلوا فى العراق وليبيا  ــ  بقواته وطائراته ومدرعاته لقتل الأسد وتمزيق سوريا ــ كما فعلوا فى العراق وليبيا أيضا ــ وحصارها وتجويع أهلها ودخلت  اسرائيل وروسيا وايران وتركيا كل هؤلاء دخلوا سوريا ـ

كما فعلوا فالعراق وليبيا  أيضا ــ واستباحوها ومع ذلك استطاع الاسد أن يحتفظ بثلاثة أرباع أرضه وثلاثة أرياع شعبه طيلة عقد كامل أو ينيف ، وأصبحت  المؤامرة فى سوريا مفضوحة ومكشوفه للعيان رائحتها تزكم الانوف ، اذن ألا يحق لهذا الرجل أن يحصل ولو على درجه من درجات تصنيف البطولة ؟؟

فى الوقت نفسه الذى نشأت فيه كيانات تحتية منظمة ومموله بسخاء تستطيع صناعة بطل من لاشئ من الاحداث ولاشئ من الزمن ، وهنا نتحول من الحالة فى سوريا الى الحالة فى مصر، مصر التى أفلتت بمعجزة من سيناريو صنعه أبطال مزيفون صنعوهم خصيصا بين عشية وضحاها لصناعة برك الدم والفوضى ، سيناريو كان كفيلا بحرق يابسها وأخضرها لكن القدر كان بها رحيما

نعم أبطال مزيفون باتقان حتى أننا لا نستطيع التفريق بين الحقيقى والمزيف ، وأجزم أن كل من على الساحة الآن كلهم مزيفون الا من رحم .                

شاهد أيضاً

قلوصنا ورحلة السنين

نبذة  صغيرة عن تاريخ قرية قلوصنا التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا ذكر أقلاديوس لبيب أن …

تعليق واحد

  1. كان من الاجدى ان تتحدث عن مئات العائلات التي فقدت والدها وتشردت ونشأ اةلادعدهم ايتام وانت تتحدث ان كان بطلا الاسد او نصف بطل
    الابطال هم في المعتقلات
    البطل ايمن فارس الذي يضع قبعة على رأسه اشرف من عائلة السيد الرئيس بشار الأسد قاتل الاطفال وممزق الاوطان وجالس يتسوق هو وزوجته من الانترنت فوق اشلاء الشعب السوري
    هل يمكن ان نصف ذلك السيد الرئيس إلا بالمجرم ويحب محاكمته؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.