كمال زاخر
كان رجل صلاة ومجيئه صادف فترة شهدت خلافات حادة بين جيلى الشيوخ والشباب، داخل منظومتى الاكليروس والرهبان.
وكانت ثورة ٥٢ مازالت فى سنيها الأولى، ترقب الموقف بقلق، منذ رحيل البابا يوساب الثانى، وكانت تخشى ان ينجح الشباب فى الوصول للكرسى البابوى، وهو نفس تخوف مطارنة الكنيسة، لذلك تم تعديل لائحة انتخاب البابا البطريرك ليضاف شرطان الى شروط الترشح وهما:
ألا يقل سن المرشح عن ٤٠ سنة.
ألا تقل مدة رهبنته عن ١٥ سنة.
وبهما تم استبعاد كل الشباب المتقدمين للترشح، وأبرزهم الراهب انطونيوس السريانى، الراهب متى المسكين.
تذكر شباب الرهبان مرشدهم الروحى الراهب مينا البرموسى فطرحوا اسمه أمام بعض المطارنة، ويلقى قبولا لدى الكنيسة والدولة.
فتم ترشيحه ويتم انتخابه وتقع عليه القرعة الهيكلية ليصير البابا كيرلس السادس.
يعتمد البابا الجديد على شباب الرهبان الذين دفعوا بأسمه فى دوائر الترشح ، ويضم بعضهم الى طاقم سكرتاريته، ومنهم يتم رسامة أول أساقفة عموميون للتعليم والخدمة الاجتماعية، ولاحقاً للدراسات العليا.
لتقليص صلاحيات اسقف التعليم التى تمددت بشكل رآه البابا البطريرك مقلقاً وربما لأسباب اخرى.
شهدت حبرية البابا كيرلس مرحلة هدوء بين الكنيسة والدولة انعكس على وضعية الأقباط وقتها.
دشن البابا كيرلس نقل الخبرات والحياة الرهبانية للمجتمع القبطى الأمر الذى غير كثيرا فى انماط الحياة الكنسية والقبطية سلباً وايجاباً، وهى حالة تحتاج مراجعة وفحص ودراسة، خاصة انه أمر ازداد بشكل لافت فى عصرى الباباوين التاليين وحتى اللحظة !