جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
أمل فرج
في الأيام الحالية، تعرض منصة “شاهد” مسلسل ” سفاح الجيزة” ومن المفترض أن يكون المسلسل وفقا لأحداث جريمة سفاح الجيزة الحقيقي، في الواقعة الشهيرة منذ سنوات، التي اهتز لها المجتمع المصري.
ولكن تمت مقابلة أحداث المسلسل بالرفض، و الاتهام بالتناقض في أحداثها مع الواقع، وتم تداول أنباء برفع أهالي الضحايا لدعاوى قضائية ضد المسلسل.
وكشف دفاع إحدى الضحايا أن والد فاطمة زكريا، زوجة وضحية سفاح الجيزة، فوجئ منذ يومين بعرض المسلسل وحين مشاهدته إياه، وجد عدم تطابق أحداثه بالحقيقة ولم يرصد تفاصيل كاملة عن الواقعة قائلا له “محدش من صناع العمل اتواصل معانا علشان يعرف التفاصيل الحقيقية وإيه اللي حصل ولا حد خد موافقتنا في عرض المسلسل”.
وأشار الدفاع إلى أن أسر الضحايا متضامنة سويا ويرغبون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد صناع مسلسل سفاح الجيزة، لكنها لم تتخذ بعد حتى وقتنا الحالي.
هوية سفاح الجيزة و ضحاياه
سفاح الجيزة هو قذافي فراج عبد العاطي عبدالغني، قاتل متسلسل تخلص من 4 أشخاص في الفترة من 2015 حتى 2017 وصاحب القضية المعروفة إعلاميًا “بسفاح الجيزة“، ولد عام 1973 بمنطقة بولاق الدكرور الجيزة، تخرج من كلية الحقوق ولم يعمل بالمحاماة؛ بل عمل بالتجارة والأعمال الحرة، وكان يمتلك سلسلة مكتبات ومصنع للعب الأطفال.
الضحية الأولى
وكانت الضحية الأولى لـ”قذافي فراج”سفاح الجيزة، عام 2015، هي جريمة قتل صديق عمره المهندس “رضا محمد”، والذي كان يعمل مهندسًا لمدة 20 عامًا، فى إحدى الدول العربية، ويرسل إليه الأموال، واستدرجه فور عودته لشقته في بولاق الدكرور، ودعاه إلى وجبة غداء كانت الآخيرة في حياتهـ حيث ووضع له السم بداخلها، وانهال علية بالضرب المبرح مستخدما قطعة حديدية، ومن ثم نقله إلى شقة آخرى في ذات المنطقة.
وليتمكن من إخفاء معالم جريمته دعا مجموعة من العمال إلى شقته بحجة “تكسير السيراميك”؛ لإصلاح “الصرف الصحي”، وبالفعل حدث ما كان يريده، وبعد انتهاء العمال من مهمتهم، أعاد كل شيء داخل الشقة إلى وضعه الطبيعي كما كان مضافا إليه جثمان صديقه الذي وراه داخل الحفر.
الضحية الثانية
أما الضحية الثانية، فكانت “نادين الجهادي”، طالبة بكلية الحقوق، 20 عاما، وجمعت بينها علاقة غير شرعية، ووعدها بالزواج، ولكنه أخلف وعده وأزهق حياتها، ليتزوج من شقيقتها “فاطمة الزهراء” فيما بعد، وأوهم أهلها بأن ابنتهم سافرت رفقة منتج سوري الجنسية لتعمل معه كـ موديل إعلانات خارج مصر.
الضحية الثالثة
وكانت الضحية الثالثة للمتهم، فهي زوجته الثانية “فاطمة زكريا”، حيث وقعت مشادة حامية بينهما بسبب زيادة المصروفات المنزلية؛ ليقوم على إثرها برطم رأسها عدة مرات على حافة الحائط؛ لتلقى حتفها فورا، فيما تخلص منها عبر وضعها في ‘ديب فريزر’ ودفنها بكامل ملابسها ومشغولاتها الذهبية.
الضحية الرابعة
واعتاد المتهم بعدها القتل، وكانت جريمته الرابعة بعد انتقاله إلى محافظة الإسكندرية وانتحاله شخصية صديقه “رضا محمد”، حيث تزوج من صيدلانية تُدعى “نهى” وتخلص منها بعد كشفها حقيقته من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة وخنقها حتى فارقت الحياة.
وكانت طبيبة صيدلانية، وابنة رجل ثري، وتزوجها في 2 سبتمبر 2017، باسم “رضا” مهندس الكمبيوتر، وأنجبت الطبيبة طفلة من قذافي، وعاشت معه لفترة، قبل أن يسرق مجوهراتها وقطعها الذهبية، بعدما ارتدى نقابا ليتشبه بشقيقة زوجته، وقبل اكتشاف جريمته ترك السفاح عش الزوجية بعد أن اختلق مشكلة مع زوجته؛ التي اكتشفت بعدها السرقة، وحررت محضرا ضد زوجها الهارب.
وقام فيما بعد، بدفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، و ذلك للتخلص من تهديها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرضت لها إذا لم يرد أموالها: “هددتني إنها هتقدم بلاغ ضدي، فقررت أقتلها عشان أرتاح وأخلص منها”.
وانتقل قذافي لمنطقة الهانوفيل، ليتعرف على”مي” ابنة التاجر الثري، بهوية جديدة، باسم محمد مصطفى، وبنفس المهنة “مهندس كمبيوتر”، واستعان بأشخاص آخرين؛ ليمثلوا أنهم أسرته، وبعد عدة أشهر من الخطبة تمكن السفاح من سرقة منزل خطيبته، واستولى على مصوغاتها الذهبية، ومبلغ ضخم من والدها، ولم يتمكنوا من معرفة الجاني، وتمت الزيجة بمأذون مزور وعاش الزوجان في شقتهما بالبيطاش.
لحظة وقوع السفاح في قبضة العدالة
وعاد قذافي بعد زواجه الأخير إلى بائع الذهب الذي يتعامل معه، ليبيع قطع المجوهرات من سرقاته المتعددة، لكن تلك المرة كانت الأخيرة، فقد قبض عليه وحبس لمدة عام لاتهامه بسرقة مجوهرات زوجته الصيدلانية.
بعدما حررت ضده زوجته الأخيرة محضرا بانتحال الصفة والسرقة، حيث كشفت السكرتيرة عن غرفة قذافي الخاصة التي تحوي كافة مسروقاته، وبطاقاته المزورة، وعلى أثر البلاغ علم أشقاء المهندس رضا بأن أملاكه بيعت بأملاك مزورة، وأثناء بحثهم علموا أنه محبوس لاتهامه بالسرقة في الإسكندرية، وظنوا أنهم عثروا على شقيقهم، لكن المفاجأة كانت أن المحبوس هو صديق عمر رضا، إنه ” قذافي “، فتأكدت شككوكهم بأنه هو قاتل المهندس، وبمواجهة المتهم اعترف بـ4 جرائم قتل.
وتمكنت قوات الأمن من استخراج جثث الضحايا من شقتي بولاق الدكرور، ومخزن إسكندرية، ومازال الجميع يعتقد أن لـ”قذافي” قصصا أخرى لم ترو بعد.
الحكم على القذافي بالإعدام
وكان قذافي على موعد مع أول حكم إعدام يصدر ضده من محكمة الجنايات برئاسة المستشار عمادة عطية لاتهامه في قضية التخلص من صديقه المهندس رضا، وبعد مرور 3 أيام من حكم الإعدام الأول في 27 مارس عام 2021، صدر حكمًا ثانيًا بإعدام “قذافي فراج” من محكمة جنايات الجيزة، في اتهامه بإزهاق روح “نادين” طالبة كلية الحقوق، وزوجته “فاطمة”، وفي 5 أبريل من عام 2021، صدر حكم من محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار جمال جمعة، باعدامه لاتهامه بالتخلص من المجنى عليها “ياسمين”.
