بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي
لا ريب الإذاعة المصرية والعربية لها بصمة وذاكرة أصيلة لاتمحي مع التطور الطبيعي لكل ما نشاهده اليوم وغدا ومستقبلا من وسائط رقمية ويقينا ستكون الوسائط الرقمية القادمة بعد منتصف تلك الألفية الثالثة التي نحيا فيها لها شكل آخر من أشكال التطور الرقمي الذي يكتب الآن لغة جديدة مع ايقونات الذكاء الاصطناعي الذي جعل من التساؤل لغة حياة فيها ما يمنح العقل سرعة بناء ثقافة مختلفة عن ثقافة الإنترنت والوسائط الرقمية التي ستكون تقليدية مثل ملابس لاعبي كرة القدم قديما والثلاجات التي أعدت لحفظ الطعام وتثليج الماء دون إمكانيات اخري بعكس ما نري اليوم والسيارات الخ ولعائلة المهندس حكايات من حكايات ذاكرة ميكروفون الإذاعة
الذي مازال بيننا يداعب كل ذكرياتنا أطفالا مازال دوما وابدأ ذاكرة وطن عبدالواحد محمد روائي عربي ومن الطرائف التي لا تنسي أراد الفنان والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب أن يعبر يوما عن إعجابه بجمال صوت المذيعة المتميزة جدا صفية المهندس
فقال لها : أستاذة صفية نفسى أسألك مين اللى بيلحن لك كلامك؟ وبالفعل إنه صوت عذب وقور وجميل دخل قلوب المصريين والعرب عبر أسماعهم منذ سنين طويلة صوت يحمل ذكريات الزمن الجميل يأتيك عبر الأثير ويصل لقلبك مباشرة إنه صوت وحضور الإذاعية القديرة صفية المهندس شقيقة الفنان الكبير الأستاذ فؤاد المهندس صاحب همسة عتاب التي كانت هي الأخري من ايقونات الإذاعة المصرية والعربية كل صباح مع اثير الإذاعة التي هي دائما الهام بلا حدود
والاستاذة العبقرية صفية المهندس من مواليد حى العباسية بالقاهرة فى 12 ديسمبر عام 1922
ووالدها هو زكى بك المهندس عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس مجمع اللغة العربية عميد الدراعمة لاريب هو كتاب آخر من إبداعات وطن لذا نشأت هى وشقيقها الفنان المسرحي والسينمائي الكبير فؤاد المهندس على تميز
واضح فى كتابة ونطق اللغة العربية نطقا سليما مما شجعها للإلتحاق بجماعة الخطابة المدرسية منذ نعومة أظافرها شخصية تبلورت مبكرا بين جدران المدرسة الابتدائية
ثم حصلت صفية المهندس على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية والتحقت بالإذاعة المصرية عام 1947 وأصبحت من مؤسسى الإذاعة ومن أوائل الأصوات النسائية ليس فى مصر فقط بل وفى بلاد المشرق العربى من المحيط الي الخليج
وقد شاركت فى ركن المرأة والذى تحول إلى برنامج ربات البيوت ومن خلاله استطاعت الإذاعية القديرة صفية المهندس أن تقدم حلولًا لمشاكل إجتماعية كثيرة فلُقبت بأم الإذاعيين قدوة ومثل اعلي
ومن ثم أصبحت صفية المهندس المسئولة عن ركن المرأة فى الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات ثم مديرة البرنامج العام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة كأول سيدة تتولى هذا المنصب المهم عام 1975 حتى عام 1982 لبلوغها سن التقاعد غير أن علاقتها بالميكروفون لم تنقطع بإحالتها للتقاعد فإستمرت فى تقديم برامجها الشهيرة حتى رحيلها عام 2007 م
ومن الطرائف الأخري في حياة الأستاذة صفية المهندس كان محمد محمود شعبان “بابا شارو” فى وقت تقدم صفية للعمل بالإذاعة عام 1947 رئيسآ للإذاعة لم يمض وقت طويل على التحاقها بالعمل حتى تزوجها فى حين كان يعاملها أسوأ معاملة قبل أن يختارها زوجة له وعندما تقدم للزواج منها إندهش الجميع لكنه قال لها : كنت
أعاملك هكذا حتى أجرب مدى قدراتك على الإحتمال وحدث الزواج فى نهاية 1950 وكان نقلة نوعية فى حياتها وأصبح كل منهما سببآ فى نجاح الآخر وقدما نموذجآ رفيعآ لأسرة مصرية ناجحة وأبناء نابغين.
وسيرة عطرة بكل عطر كتاب عربي أصيل .. وقبل وفاة أم الإذاعيين صفية المهندس فى 13 يونيو عام 2007 م تم إختيارها كعضو بمجلس أمناء إتحاد الإذاعة والتلفزيون عام 1999م ثم عضوآ بمجلس الشورى وعضوآ بالمجلس القومى للفنون
رحم الله الإذاعية القديرة صفية المهندس والإذاعى الكبير بابا شارو والفنان الكبير فؤاد المهندس لتكتب الإذاعة المصرية العربية دوما اروع حكايات وطن. اروع حكايات وطن ،