جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
بقلم /عصام الجوهري
خلال رحلتي لقريتي المحبوبة في اسيوط واللي استمتعت فيها بدرجة كبيرة جدا وحسيت بأن العمر رجع لورا وفرحوا بناتي بالرحلة دي جدا وحسوا بالانتماء لبلد وعيلة وأهل وأصحاب وكان أكتر شيء استغربته مع كم الناس الهائل اللي شوفتهم وقابلتهم .. هو اتفاق أغلبهم إن لم يكن كلهم علي موضوعاتي في النقد وعلي ارائي وانتقادي لمواقف أو تصرفات كتيرة ( ربما ما عدا أمر التمثال )
ورغم مهاجمة بعضهم لي في الكومنتات لكن في المواجهة قالوا تعبيرغريب ( انت صح لكن نقد بصوت عالي لا )
ورغم اتهام البعض لي في الكومنتات وحتى علي الخاص أني ضد الكنيسة أو مثير بلبلة ومعثر لدرجة أن بعضهم ولهم قامة كبيرة قالوا ( دا بيهرطق )
وهنا تذكرت شخصية في مسلسل رأفت الهجان هي سيرينا اهاروني واللي قامت بدورها الممثلة والفنانة الرائعة تهاني راشد المجموعة التي كانت حول رأفت فى إسرائيل كان منهم ضباط جيش وتجار وسياسيين هؤلاء كانو ا يدافعوا عن تصرفات الحكومة ويرقصوا و يغنوا ويطبلوا لأي عمل يقوم به الحاكم أو الحكومة
إلا واحدة هي “سيرينا أهاروني” كانت الوحيدة التي ( تنتقد ) تصرفات الحكومة بل أحيانا تهاجم أفعال جيشها لدرجة إن رأفت نفسه كان يزعل منها حتى يُحبك دوره .. ولما عرض رأفت الاسماء والصفات علي المخابرات المصرية عشان تختار بعضهم للتجنيد لصالح مصر
و كان يظن أن أول شخص سيقع عليه الإختيار هي تلك المرأة المنتقدة لكن العكس هو ما حدث فقد رشحت المخابرات اسماء المزمرين والمطبلين والمصفقين كي يتم تجنيدهم
تهاني راشد ومحمود عبد العزيز 
عصام الجوهري
وهنا تعجب رأفت من عدم إختيار “سيرينا اهاروني” وهي أشد المنتقدين للحكومة الإسرائيلية والنظام.
لكن الجواب كان علي لسان ( نديم قلب الاسد) بإن “سيرينا أهاروني” هي آخر شخص تفكر بتجنيده لأنها ( أكثرهم وطنية وإخلاص وولاء وحب لوطنها ) مش معني إنها كانت بتنتقد الغلط تبقي بتكره بلدها
نديم : انت قولت لى ان سر اعجابك ب سيرينا اهارونى انها عارفة هى عايزة اية بالظبط
رأفت : دة حقيقى
نديم : طب هى عايزة اية بالظبط يا رأفت !
رأفت : انت ليه سألتنى السؤال ده يا سيد نديم !
نديم : لأن اللى زى سيرينا اهارونى بتبقى ثورتهم على الأوضاع سببها رغبتهم فى الوصول بالمجتمع الى أكمل صورة
رأفت : أيوة بس كلامها اللى هى بتقوله
نديم : سببه ايمانها الشديد بالمجتمع الاسرائيلى و رغبتها فى التخلص من الفساد اللى فيه
في المشهد ده رأفت كان بيلمح للضابط بتاعه عن إمكانية ضم سيرينا اهاروني للشبكة اللي بيكونها وده لأنها بتنتقد عيوب المجتمع اللي هي عايشه فيه لكن رد الضابط نديم أن ديه بالذات لا والسبب انها بتنتقد المجتمع علشان عايزاه يكون احسن
لا يعني ابدا إنك عندما تنتقد السلبيات أن تكون خائن وعميل .. وكافر و مهرطق .. والتُهم الجاهزة لتلويثك والتقليل من رايك حتى لا يستمع الناس لك بل في الغالب يكون العكس ويكون المطبلين أول من يبيعون مجتمعهم وأولادهم وبناتهم بشعاراتهم الكاذبة
أنا حبي لكنيستي وايماني وعقيدتي مش محل اختبار ولا تساؤل ولا أقبل من حد أنه يراجعني فيه مهما اختلفنا في طريقة انتقادنا للأخطاء أو محاولة إصلاحها انتقد شخصي وتصرفي ولا تنتقد إيماني ابدا
الصورة ( من عظة قداس الأحد الماضي من كنيسة الأمير تادرس الشطبي ب دير بصرة )
