نحو إعادة تقييم قيمنا وتوزيع ثرواتنا النجوم تتوهج في السماء، ولكن هل يمكن أن يكون توهجها غريباً على الأرض؟ الأندية الرياضية تبذل كل ما في وسعها لاستقطاب ألق النجوم الرياضية الكبيرة، مثل محمد صلاح، الذي أمتعنا بمهاراته الكروية الرائعة.
ولكن هل يمكن أن يصبح السعر الذي يدفعه النادي للحصول على خدمات النجم الكبير موضوع جدل؟ إذا نظرنا إلى الأرقام، فإن الأندية تنفق ملايين الدولارات لشراء اللاعبين.
النادي السعودي الاتحاد، قدم عرضاً بقيمة 100 مليون يورو لنادي ليفربول لضم محمد صلاح، بالإضافة إلى راتب أسبوعي يبلغ 2 مليون يورو، وقصر خاص وطائرة خاصة، وأيضًا 100 ألف ريال مقابل كل تغريدة أو قصة يشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه الأرقام الفلكية تدفعنا لتساؤل: هل تحولت لعبة كرة القدم إلى تجارة ؟ وهل يمكن أن يكون هذا الانفاق استفزازاً للرأي العام؟ الأمر ليس بهذه البساطة.
الأندية الرياضية هي أعمال تجارية، وكل استثمار يتطلب عائداً.
إلا أن هذا لا يعفينا من النظر إلى الأثر الأكبر لهذه الأموال الضخمة على المجتمع.
فما هو التأثير النفسي على الفرد البسيط الذي يعيش في الفقر أو الذي يكافح لكسب لقمة العيش؟
كيف ينظر المعلمون والأطباء والباحثون، الذين يضحون بوقتهم وجهودهم في سبيل خدمة المجتمع، إلى هذه الأرقام الفلكية ؟ ان الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع، والأمر يتجاوز مجرد الرياضة.
تتخذ أرقام اللاعبين النجوم خطوطاً زمنية في الأخبار، بينما تتوارى قصص الجهد والتعب والعمل الشاق في الظل.
الأمر يذكرنا بالعدل، وبالاحترام للعمل الجاد والتكافؤ الاجتماعي.ولعلنا ندرك أن القيم الأخلاقية هي الأساس الذي يجب أن يبنى عليه المجتمع.
العمل الشاق الالتزام، والاحترام بالأهداف العليا يجب أن تكون القيم التي نحترمها ونحتفي بها.
الأمر يتطلب تغييراً في الوعي والقيم، والبحث عن العدل في توزيع الثروة والاحترام للعمل الجاد.
وفي هذا السياق، يعد التعليم الأداة الأقوى لتحقيق هذا التغيير.
يجب أن نشكل وجدان وقناعة من نرغب في أن يعملوا في مجال البحث العلمي، بأن قيمة العمل ليست في الأجر الذي يتقاضاه الإنسان، بل في القيمة التي يضيفها للمجتمع.
هذا لا يعني التقليل من أهمية الأجر العادل، بل يعني التأكيد على أن القيمة الحقيقية للعمل تكمن في الإسهام في النهوض بالمجتمع والإنسانية.
كما يجب أن نعيد التفكير في كيفية توزيع الثروة في مجتمعاتنا.
الرياضيون النجوم لديهم مواهب استثنائية، ولا شك أنهم يستحقون مكافأة على جهودهم ومهاراتهم.
ولكن هل يجب أن يكون هناك هذا الفجوة الهائلة بين ما يتقاضاه الرياضيون وما يتقاضاه العاملون في المجالات الأخرى؟
هل يجب أن نقبل هذا الواقع كغير قابل للتغيير؟ علينا أن ندرك أن الرياضة جزء من المجتمع، ويجب أن تعكس القيم التي نحترمها.
الجمال في لعبة كرة القدم ليس في الأرقام الفلكية التي تدفع للنجوم، بل في الروح الرياضية، والمنافسة الصحية، والفرحة التي تجلبها اللعبة للجماهير.
وفي هذا السياق الجمال فى خلق اللاعبين داخل البساط الأخضر ، حيث روح التسامح والتعاطف واللعب النظيف
ولا بد من الحفاظ على التوازن بين تقدير المواهب والمهارات، والاحترام للقيم الأساسية للمجتمع، مثل العدل والإنصاف والتكافؤ.
فالكرة الذهبية يجب أن تلمع في سماء الجميع، وليس فقط في قصور الأغنياء.