الجمعة , نوفمبر 22 2024
محمد عبد المجيد

الغياب القسري!

شكرا لكل الذين استفسروا عن سبب غيابي الفيسبوكي ؛ والحقيقة أنني لم أشعر طوال أكثر من نصف القرن ،هي عُمر كتاباتي، بغياب قلمي أكثر من تلك السنوات العشر! لقد انتصرتْ قوى التخلف المقدس والمتحالفة مع سلطة الاستبداد، فاضطررت مع عدد هائل من الموجوعين بهموم الوطن إلى التراجع حتى تمر العاصفة، أو تعصف بنا، وتذرونا كالرماد!

الدروشة في القصر جعلت للسوط على الظهر لذة العبودية الطوعية، وجعلت الصوت الجماهيري المدعوم من المثقفين كأنه حشرجة الموت.

الغياب الفيسبوكي في زمن خلطة الدين والسياسة واجب وطني، فقد اقتحم جراد السلطتين النفوس والعقول والقلوب، وجرّد الأدمغة من الفكر، ولم يترك لها إلا حكايات ماضوية موهومة وفتاوى مخابيل الإفك الإعلامي والمنبري، ورضا السلطة بعصاها و.. سحرها، وأنيابها!

لو أنني لخصت أجمل الأفكار التنويرية مناهَضةً لداعشية الخبل الذي يطاردنا ليلا ونهاراً؛ فإنَّ خطبة واحدة من حيوان بشري يستعين بالسماء قادرة أنْ تمسح من عقول الجماهير ما أنزل الله من سلطان العلم، وروح الكون.

لقد اتسعتْ المسافة بيني وبين قرائي الأعزاء؛ ليس لأنني أفضل من أقلهم شأناً، معاذ الله، ولكن لأن تحالف الكتب المقدسة مع توجيهات أي زعيم في عالمنا العربي، جعلتنا نقتنع بيوم الحساب حيث يقف الزعيم العربي والله والثعبان الأقرع ليحاسبوننا على آثامنا، وخطايانا!

لقد اضطررت للغياب قليلا؛ حتى أستريح وأريح، وأعيد ترتيبَ أفكاري للقليل الباقي من عُمري.

محمد عبد المجيد طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

أوسلو في 23 أغسطس 2023

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.