أيمن عريان
بعيداً عن عواطف البنوة ومحبتي العميقة تجاه أبي الراحل شيخ كهنة القاهرة “ القمص يوحنا فؤاد ” كاهن عذراء المطرية وأب الأجيال لمدى قارب الستون عاماً ككاهن وراع، فأنني أحب أن أضع أبرز النقاط الجلية في شخصه المبارك
(1) أب طاهر:
بكل ما تحمله كلمة البراءة والطهر والعفة من معاني، من جيل طاهر الروح والنفس والجسد – ويشهد بذلك كل الذين عرفوه وتلامسوا معه، لا شائبة على طهر علاقاته وتعاملاته
(2) نقي القلب والضمير:
لا يعرف شراً ولا يعادي أحداً، قلبه كالأطفال نقياً، سريعاً ما يثور وسريعاً ما يهدأ، ثم يبتسم ويضحك ويتسامر، بل ويعتذر في كثير من الأحيان حتى لو مع من هم أصغر منه في أعمار أولاده أو أحفاده
(3) حلاوة المعشر:
طيباً ودوداً، كل من قابله أو تعامل معه يجد مكاناً في قلبه ومشاعره، تحب أن تجلس إليه وتتحدث إليه وتسمع طريقة كلامه البسيطة، نظراته البريئة، ضحكته الصافية – وكذا الحال ممتداً في زوجته الغالية ونجله القس بولس
(4) الوقار والهيبة:
كان منذ شبابه سمة غالبة عليه، شيخاً في أفعاله وكلماته منذ بدء خدمته الكهنوتية، له طلة وقورة مهابة عند الكبير والصغير وعند المسلمين قبل المسيحيين الذين سبقونا ليودعوه مثلنا ويلقوا نظرة الوداع الأخيرة عليه، وله بصمة في كل ربوع مصر فحينما يتكلم البعيدين والقريبين عنه، يقولون العبارة المشهورة: ” أبونا حنا … “
وكأنك جمعت كل تاريخه وشخصيته المتميزة المتفردة في تلك العبارة المركزة
وداعاً يا أب لن ننساك ولن تنساك الأجيال، حملت شعبك بمدى سنوات هذا عددها – ويحملونك للأبد بذات قوة محبتك ورعايتك
أنت لن تُنسى أبداً، أيها النادر في زمن الكثرة
الذكرى الخامسة للرحيل السماوي٢٣ أغسطس ٢٠١٨ _ ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣