تحذير : المقال للكبار فقط
في منتصف ليل الأحد ، داخل سجن المنيا العمومي ، أمر مساعد مأمور السجن فتح باب غرفة الحبس الانفرادي ، دخل أربعة أفراد بالحجرة الضيقة المظلمة ، لتتجه أنظارهم نحو سيدة نائمة مُلقية علي الارض ، أشار الضابط برأسه الى مساعديه ضرورة إيقاظ السيدة وجلبها سريعا للخارج ، إنقض ثلاثة رجال يحملون رتبة شاويش علي السيدة المنهكة جسديا ، الاول أمسك يدها اليمني والاخر بيدها اليسري والثالث ممسكا بأرجلها ، استيقظت السيدة في رعب :
بسم الصليب .. بسم الصليب .. فيه أية.. عاوزين مني آية ؟ أجابها الضابط بنظرات من الشفقة :
خلاص يا سماح هننفذ الحكم فيكي النهاردة !تصرخ سماح بإنهيار وتتمتم :
لا لا حرام عليكم .. حرام عليكم .. سيبوني في حالي .. حرام عليكم .ليرد عليها الشاويش رجب أحد الافراد الممسكين بها : ومش حرام عليكي اللي عملتيه في جوزك ! ينظر إليه مساعد المأمور بغضب
ويقول : ملكش دعوة بيها يا شاويش رجب ، امشي من سكات!بعد السير داخل طرقة السجن الكبير وصل أفراد الحراسة بصحبة المحكوم عليها بالاعدام السيدة / سماح بقطر 41عام ، ووقفوا أمام الباب الحديدي ومكتوب أعلاه
(غرفة الإعدام) ، قبل تنفيذ الحكم حضر كلاً من : السيد ممثل النيابة العامة لتلاوة قرار الحكم ، والطبيب الشرعي ، ومأمور سجن المنيا العمومي ومساعدوه وكاهن قبطي من الكنيسة الارثوذكسية ، وأفراد من أسرة زوجها القتيل ، وبعد تلاوة ممثل النيابة العامة حكم الإعدام الصادر ، سأل مأمور السجن السيدة سماح قائلا : عاوزة تقولي حاجة يا ست سماح قبل تنفيذ الحكم ؟
فأجابته وهي تنظر للكاهن نظرات كلها ألم ؟! – ليه .. ليه مخلتونيش أطلق منه ؟ليرد الكاهن القبطي عليها :
ده كان صليبك يابنتي !!حينها تعالت ضحكات المحكوم عليها ورددت: – صليبي ..؟! ورنمت دون وعي .. صليبي يا صليبي مصنوع من الخشب .. لكن قيمتك عندي أغلي من الدهب … نياهاهاهاها . وضع الكاهن رأسه ونظراته صوب الارض خجلا وكان ينظر له بإمتعاض كل الواقفين ، وحاول الكاهن تلقين المحكوم عليها صلوات إيمانية قبل تنفيذ الحكم ولكنها جاءت دون جدوي بسبب حالتها الهيستيرية التي بدت عليها وتحدث عمشاوي مستاءاً : يا حول الله يارب الست اتجننت ! وحينها أمر مأمور السجن مساعديه فتح بوابة الاعدام للتنفيذ فورا ً.
فتعالت صرخات المتهمة للكاهن القبطي : انتوا السبب .. انتوا السبب يا ابونا .. قولتلكم عاوزة أطلق منه .. عاوز أطلق … لكن …. (وضع عشماوي الغطاء الأسود علي رأس المتهمة وحبل المشنقة حول رأسها ) لتكمل باقي صياحها : لكن كل ما اروح اشتكي ليكم تقولولي ده صليبك .. صليبك .. منكم لله .. منكم لله … عشماوي صارخا :
اهدي يا ست وقولي الشهادة بتاعتكم .. المحكوم عليها تضحك بهيستيريا وترنم بسخرية : صليبي يا صليبي مصنوع من الخشب لكن قيمتك عندي اغلي من الدهب .. وتكرر : صليبي ياااااا … صرخة رهيبة .. ساد المكان صمت رهيب ..لقد سحب عشماوي ذراع الفرامل الخاص بطبلية الإعدام سقطت السيدة سماح وتدلى جسدها الضعيف في الهواء .
لقد تم تنفيذ القصاص وماتت …سقطت .. وسقط من أعين رأسها المُعلق الجريح دمعة حزينة .دمعة تُدين كل من شارك في وصولها لتلك النهاية المأسوية الحزينة .
قضية السيدة سماح بقطر ، قصة حقيقية بدأت في مارس 2012 ، عندما تلقت الاجهزة الامنية في عزبة شاهين – عمارة النقابات بمحافظة المنيا بلاغا من السيد ياسر وهبة 35 سنة باختفاء شقيقه الاكبر عادل 40 سنة والتشكك في إصابة أخيه بمكروه ، لأنه عندما توجه بسؤال زوجة اخيه السيدة سماح بقطر 39 سنة وتعمل مرشدة سياحية ، راوغته في الكلام ، ثم عادت وأخبرته أن شقيقه مات وأنها دفنته سرًا وتبين من التحريات أن الزوجين لديهما طفلين 10 و 8 سنوات وتجمعهم خلافات حادة صارت معروفة لدي الجيران .
وقد تزايدت الخلافات بين الزوحين في العامين ٢٠١٠و٢٠١١ وطالبت الزوجة مراراً من قادة الكنيسة الارثوذكسية تطليقهما ولم تجد استجابة لعدم توافر شروط الطلاق الكنسي المشروط بزنا أحد الطرفين …وبمواجهة المتهمة وشهادة شقيق زوجها والجيران إنهارت واعترفت بالجريمة
وكشفت في اعترافاتها أن معاملة وقسوة الزوج قاداها للمرض النفسي ورفض الكنيسة السماح لها بالطلاق من زوجها قد دمرها نفسيا وأنها فكرت في الجريمة منذ مدة طويلة وشاهدت أساليب للقتل عبر الإنترنت وبعض الأفلام وأعدت لذلك سكينا.
وأشارت أن قدرات زوجها البدنية كانت تفوقها وكان يخشي الأكل من يدها فاستدرجته لمعاشرتها بشكل مفرط حيث أنه مصاب بالسكر وبالفعل أصيب بغيبوبة سكر.
وقامت المتهمة بتمزيق الزوج وإلقاء الجثة في أماكن متفرقة بعد تقطيعها بساطور وتوزيعها علي أكياس قمامة ألقتها علي عدة أيام للكلاب الضالة.
وقد حكمت محكمة جنايات المنيا علي المتهمة السيدة سماح بقطر ، بالإعدام شنقا عما اقترفته من جريمة قتل زوجها وذلك في نوفمبر 2013 وتم تنفيذ الحكم بعد عدة أشهر .
منع صدور قانون مدني للأحوال الشخصية خاص للاقباط الارثوذكس :
تتحمل الدولة المصرية كامل المسؤولية المدنية والدستورية في منع صدور قانون مدني للأحوال الشخصية لمواطنيها المسيحيين الارثوذكس ، وترك إدارة هذا الملف الى الكنيسة المصرية والذي نعتبرها اليوم ( رجل المسيحية المريض ) .
والسبب في ذلك يرجع للمادة الثالثة من الدستور المصري التى تنص : ((مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية)) .
ومن هذا المنطلق تسيد رجال الدين المسيحي المشهد الكنسي والسياسي بشكل لا يُلائم طبيعة الجمهورية الجديدة التي يروج لها الرئيس عبد الفتاح السيسي .
يُعاني اليوم متضرري الاحوال الشخصية وطالبي الطلاق من صعاب جسيمة في إنهاء قضاياهم بالمحاكم نتيجة عدم وجود قانون مدني دستوري يحترم حقوقهم الإنسانية في الحصول علي الطلاق والزواج الثاني ، وعلى آثر ذلك فقد الكثير من هؤلاء المتضررين زهرة شبابهم بالمحاكم الاسرية والمجالس الاكليريكية ، ولم يعد لدى البعض منهم سوى خيارين :
الأول وهو قبول الاسلمة للتخلص من زيجاتهم الفاشلة وهو ما يحدث الان
والخيار الثاني : القتل والانتحار مثلما فعلت السيدة سماح بقطر بقتل زوجها في محافظة المنيا … !!!!
لقد أثقل قادة الكنيسة المصرية ( رجل المسيحية المريض ) أبناء شعبهم بأحمال ثقيلة عثرة الحمل نتيجة تفسيرات دينية خاطئة لا تبيح الطلاق لأي سبب إنساني (إِنَّهُمْ وبحق يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ.) متناسين قول الرب : ” أريد رحمة لا ذبيحة ” .
فالسيد المسيح له المجد رفض التنفيذ الحرفي للكلمة في شريعة موسي عكس ما يفعل بنا قادة الكنيسة واتباعهم اليوم ، بل قام السيد المسيح إنقاذ المرأة الزانية من عقوبة الرجم والموت المحقق وسط كتبة وفريسيين زمانه وقال عبارته الخالدة :(من كان أحداً منكم بلا خطيئة ، فليرمها اولا بحجر) .
فرب البيت جاء من أجل الانسان وخلاصه ،، وليس من أجل السبت وناموسه ..رحم الله ضحية الاحوال الشخصية السيدة سماح بقطر
للحديث بقية .بقلم / مايكل عزيز البشموري