الجمعة , نوفمبر 22 2024
رامي كامل

إلى مريم … من كل قلبى

يا أمى وقف الجميع عند الصليب مذهولين ووقفتى أنتى بقلب ينفطر ، كيف رأت عيناكى دمه؟ كيف نظرتى للجراح ؟

كيف رأيتى الصالبين ؟ اى ام انتى ؟ اى جلد وصبر هذا ؟ اى دموع هذه التى حفرت الوجنتين وكانهما سيل نار ؟

عند الصليب المريمات ، مريم فقط لا مريمات ، الكل يبكى وهى تموت معه ، اى مصير هذا لهذا المتجسد ؟

اتعرفوه ؟

هذا خلاص إسرائيل المنتظر ، خلاص العالم ، تشبثوا بهدب ثوبه فليس بغيره الخلاص.

كيف نظرتى الى عيناه ؟ ماذا رأيتى فى عيناه ؟ البشارة ، الطفولة ، البكاء ، الابتسام ، اللهفة ، اللهو ، التعلم ، الصبا ، جلجلة الضحكات ، صوت طرق الباب، قوة الشباب فى ذراعيه ، حكمة الرجال فى فهمه ، صدامه مع الجميع معجزاته ، كيف مر كل هذا فى نظرة من عيناه.

يرحلوا وتبقى فلم يبقى هنا من شك ومن خان ومن جبن وعند الصليب لم يبقى إلا من أحب ، فقط من أحب جاء يوسف الرامى ، جاء الصديق السرى والتلميذ الأمين ، جاء الذى خاف فى الأمان و تشجع لحظة الخطر ليتسلم جثمان معلمه وسيده ، كيف لمستيه ؟ كيف مرت أصابعك على وجهه ؟ كيف هطلت دموعك على جبينه ؟

هل مر كفك على موضع الحربة ؟ هل مسحتى دمه فى عبائتك العبرانية البسيطة ؟ مباركة أنتى فى النساء

ومسحوقة على الصليب هى ثمرة بطنك ، سحقت للخلاص و سحقت قلبك ، فشفينا نحن من أثامنا يا امى .

إن كان لتسبيحك و تطويبك موسم فهو السنة كلها.

سجن طرة أغسطس ٢٠٢١

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.