يا أمى وقف الجميع عند الصليب مذهولين ووقفتى أنتى بقلب ينفطر ، كيف رأت عيناكى دمه؟ كيف نظرتى للجراح ؟
كيف رأيتى الصالبين ؟ اى ام انتى ؟ اى جلد وصبر هذا ؟ اى دموع هذه التى حفرت الوجنتين وكانهما سيل نار ؟
عند الصليب المريمات ، مريم فقط لا مريمات ، الكل يبكى وهى تموت معه ، اى مصير هذا لهذا المتجسد ؟
اتعرفوه ؟
هذا خلاص إسرائيل المنتظر ، خلاص العالم ، تشبثوا بهدب ثوبه فليس بغيره الخلاص.
كيف نظرتى الى عيناه ؟ ماذا رأيتى فى عيناه ؟ البشارة ، الطفولة ، البكاء ، الابتسام ، اللهفة ، اللهو ، التعلم ، الصبا ، جلجلة الضحكات ، صوت طرق الباب، قوة الشباب فى ذراعيه ، حكمة الرجال فى فهمه ، صدامه مع الجميع معجزاته ، كيف مر كل هذا فى نظرة من عيناه.
يرحلوا وتبقى فلم يبقى هنا من شك ومن خان ومن جبن وعند الصليب لم يبقى إلا من أحب ، فقط من أحب جاء يوسف الرامى ، جاء الصديق السرى والتلميذ الأمين ، جاء الذى خاف فى الأمان و تشجع لحظة الخطر ليتسلم جثمان معلمه وسيده ، كيف لمستيه ؟ كيف مرت أصابعك على وجهه ؟ كيف هطلت دموعك على جبينه ؟
هل مر كفك على موضع الحربة ؟ هل مسحتى دمه فى عبائتك العبرانية البسيطة ؟ مباركة أنتى فى النساء
ومسحوقة على الصليب هى ثمرة بطنك ، سحقت للخلاص و سحقت قلبك ، فشفينا نحن من أثامنا يا امى .
إن كان لتسبيحك و تطويبك موسم فهو السنة كلها.
سجن طرة أغسطس ٢٠٢١