الثلاثاء , يوليو 16 2024
رامي كامل

إلى مريم … من كل قلبى

يا أمى وقف الجميع عند الصليب مذهولين ووقفتى أنتى بقلب ينفطر ، كيف رأت عيناكى دمه؟ كيف نظرتى للجراح ؟

كيف رأيتى الصالبين ؟ اى ام انتى ؟ اى جلد وصبر هذا ؟ اى دموع هذه التى حفرت الوجنتين وكانهما سيل نار ؟

عند الصليب المريمات ، مريم فقط لا مريمات ، الكل يبكى وهى تموت معه ، اى مصير هذا لهذا المتجسد ؟

اتعرفوه ؟

هذا خلاص إسرائيل المنتظر ، خلاص العالم ، تشبثوا بهدب ثوبه فليس بغيره الخلاص.

كيف نظرتى الى عيناه ؟ ماذا رأيتى فى عيناه ؟ البشارة ، الطفولة ، البكاء ، الابتسام ، اللهفة ، اللهو ، التعلم ، الصبا ، جلجلة الضحكات ، صوت طرق الباب، قوة الشباب فى ذراعيه ، حكمة الرجال فى فهمه ، صدامه مع الجميع معجزاته ، كيف مر كل هذا فى نظرة من عيناه.

يرحلوا وتبقى فلم يبقى هنا من شك ومن خان ومن جبن وعند الصليب لم يبقى إلا من أحب ، فقط من أحب جاء يوسف الرامى ، جاء الصديق السرى والتلميذ الأمين ، جاء الذى خاف فى الأمان و تشجع لحظة الخطر ليتسلم جثمان معلمه وسيده ، كيف لمستيه ؟ كيف مرت أصابعك على وجهه ؟ كيف هطلت دموعك على جبينه ؟

هل مر كفك على موضع الحربة ؟ هل مسحتى دمه فى عبائتك العبرانية البسيطة ؟ مباركة أنتى فى النساء

ومسحوقة على الصليب هى ثمرة بطنك ، سحقت للخلاص و سحقت قلبك ، فشفينا نحن من أثامنا يا امى .

إن كان لتسبيحك و تطويبك موسم فهو السنة كلها.

سجن طرة أغسطس ٢٠٢١

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.