كمال زاخر السبت ١٩ اغسطس ٢٠٢٣
عزيزى المتابع، وحضرتك – فى الغالب – أعلم منى تعرف أن الكنيسة لم تقل أن القديسين وسطاء بين المرء والله، بل تؤكد أن الوسيط الوحيد هنا هو (الإنسان) يسوع المسيح بحسب تعبير ق. بولس الرسول “لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،” (1 تي 2: 5) وهو يذكر انسانية الرب يسوع المسيح لينبهنا الى واحدة من اهم تداعيات التجسد.
ولكى ندرك ماهية العلاقة مع القديسين، علينا أن ننطلق معاً من لاهوت التجسد، الذى يجمعنا إلى واحد، ونحن منذ ان اتم الرب الفداء على الصليب ونزل – بحسب ق. بولس الرسول ولإعلان تمام الفداء – الى اقسام الارض السفلية وأعتق المأسورين منذ آدم الى لحظة نزوله، ونحن معهم. ولا يمكن تصور انه بالموت الطبيعى نعود فننفصل عن الجسد الواحد، بل به نتخفف من كثافة الجسد المادى، وتتأكد عضويتنا في جسد المسيح.
ومن هنا نفهم علاقتنا بالقديسين وبمعنى اننا نتبادل الصلاة من أجل بعض، بحكم تكامل أعضاء الجسد الواحد.
كل فى رتبته.
وعندما نعود الى خاتمة صلاة المجمع، بحسب القداس الكيرلسى، وهو القداس الذى أسسه ق. مرقس الرسول، واعتمده القديس كيرلس الكبير اساساً لقداسه، تتضح رؤية الكنيسة لهم.
(إننا يا سيدنا لسنا أهلًا أن نتشفع في طوباوية اولئك القديسين بل هم القيام أمام منبر إبنك الوحيد ليكونوا هم عوضًا عنا يتشفعون في مسكنتنا وضعفنا.
كن غافرًا لخطايانا تاركًا لآثامنا من أجل طلباتهم المقدسة ومن أجل إسمك العظيم المبارك الذي دعي علينا) فقرار الغفران له وحده