رامي كامل
فى الجدل الدائر بين المسيحيين و المسلمين وهو جدل دائم عبر القرون نوعين من الوعى الاول هو الجدل الدفاعى و هو نوع من الردود يضع المتناظر ملقى الشبهات فى موضع حرج وهذا النوع من الجدل يؤدى فى النهاية لدعم ايمان الطرف الواقع تحت الشبهات و يعزز قيمة الانتصار الداخلى
ويؤكد للجميع وجود قدرات “ايمانية / ثقافية” فى الجبهة الواقعة تحت الهجوم والمستهدفة من الاخر.
والنوع الثانى هو جدل بناء الوعى و هذا النوع من الجدل ينقل فيه المتناظر المحترف المناظرة من مستوى الشبهات و ردها الى مستويات اخرى تبدأ بابراز الضعف الاخلاقى للمهاجم فكلما كان المهاجم “شتام ، سباب ، لعان” كان الانتصار عليه اسهل فقط بأن تعطيه الفرصة ليشتم أكثر وبهذا تبرز للجميع سقوطه الاخلاقى
فكيف يتبنى الدعوة الشريفة شخص غير شريف و هو ما يؤثر على جبهته فكلما زاد السباب فى جبهته كلما ظهر انحطاطها.
والمستهدف الثانى هو ابراز جهل المهاجم بقواعد المنطق وأفضل أسلوب لهذا هو ابراز الاقتطاع من السياق فالاية جزء من قطعة والقطعة جزء من اصحاح و الاصحاح جزء من سفر فكلما هبط المتناظر بالاقتطاع ليكون كلمة أو اية
كلما سقط فى اللامنطق و فقد جزء أكبر من المعركة.
المستهدف الثالث فى بناء الوعى هو ابراز جهل المهاجم بالعلوم عامة فأغلب المهاجمين غير مطلعين وغير مؤهلين للنقاش فبمجرد أن تسأل عن الاثبات التاريخى لما يدعوا يلتزموا الصمت أو الاثبات العلمى أو تناقض ما يدعوه مع ما كتب فتجدهم يتمسكوا بمنطق الوحى وما قاله فيتراجع المهاجم لموقف الدفاع وهو ما يبنى وعى جديد
عند جبهته و يدركوا أنهم أمام دمية تردد كلام وليسوا أمام شخص مثقف.
عندما تبنت الكنائس أدوات النقد الكتابى كان الهدف هو بناء وعى حقيقى عند المسيحيين فى اوروبا وهوما نفتقده نحن كأقباط و أسعى ان ابنيه مع كثير من أبناء جيلى.٩٩٪ من الشبهات الملقاة على المسيحية كتبها بالأساس أساتذة النقد الكتابى و ردوا عليها بالأدلة العلمية القاطعة فكل هذه الشبهات كانت مجرد افتراضات علمية داخل عملية بناء الوعى الداخلى للمسيحيين.
الوعى المعرفى عند الأقباط لازال يحبو و يحتاج أن يكون له مؤسساته المستقلة بعيدا عن سلطة الكهنوت لانه فضلا عن خشيته فهو أصبح ضعيف التأهيل و يحتاج الشباب و من خلفهم المجتمع القبطى لانطلاقة حقيقية.