الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
الأنبا بولا والأب سيرجيه

من الأنبا بولا إلى الأب سيرجيه

الدكتور عاطف معتمد

بعد 1000 سنة !أخذت الصورة على اليمين من جدارية في دير مسيحي غير بعيد عن شمال موسكو يعرف باسم دير القديس” سيرجيه رادونيش” والمولود في سنة 1314 م والمتوفى في سنة 1392 م.

أما الصورة على اليسار فأخذتها من جدارية في دير الأنبا بولا في صحراء مصر الشرقية ويعود عمر الدير إلى نحو 1500 سنة مضت.

التأثير البيئي واضح في ملبس وهيئة كلا القديسين: غابة وبرد ووفرة في الماء في الحالة الروسية …وحرارة وعطش وعوز في الحالة الصحراوية.

نشأت الأديرة في مصر لأسباب عديدة بعضها سياسي وبعضها قرار فردي بترك الدنيا وما فيها.كانت الصحراء الشرقية ووادي النطرون في صحراء مصر الغربية من أهم مناطق اللجوء الفردي قبل أن يؤسس الأنبا باخوميوس في صعيد مصر نظاما جديدا يعيش فيه مجتمع من الرهبان يؤسسون لحياة جماعية مشتركة ويعتمدون فيه على منتجاتهم الزراعية واليدوية في استقلال عن السلطة المركزية.

وعرف هذا النظام من الرهبانية التعاونية باسم “نظام الشركة” يرى البعض أن نظام الشركة هو أول بذرة للنظام الاشتراكي او الشيوعي في التاريخ.قبل ظهور نظام الشركة كان الرهبان يعيشون منعزلين بشكل انفرادي، ومن بينها صورة الأنبا بولا المتخيلة في صحراء مصر الشرقية.

ما الذي دعاني لتصوير اللوحتين من كلا الموقعين؟في الصورة الأولى يتقاسم القديس الروسي سيرجيه رادونيش رغيفه مع دب لا يمسه ولا يؤذيه في هذه الأجواء الجليدية.

تعطلت القوى الطبيعية – وفقا للمعتقد المسيحي الإعجازي هنا – فلم يمس الدب المفترس القديس بل يتقاسمان الخبز.

في الصورة الثانية يتقاسم الأنبا بولا رغيفه مع غراب جاءه به من مكان بعيد، وحول القديس أسدين حارسين لا يمسانه.

تعطلت أيضا قوة افتراسهما فصارا صديقين للأنبا بولا.

واضح بدون شك أن الأصل المصري هو الذي أوحى للنسخة الروسية والفارق بينهما ألف سنة على الأقل.

الكنيسة القبطية
الأنبا بولا والأب سيرجيه

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.